واصل الجزائريون التظاهر الجمعة في العاصمة للأسبوع السابع على التوالي للمطالبة بالسقوط الكامل لـ”النظام” ومنع المقربين السابقين من الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة الانتقالية.
وبدأ عدد المتظاهرين يزداد تدريجا في ساحة البريد المركزي والشوارع المجاورة بوسط العاصمة الجزائر قبل بدء التظاهرة الكبرى.
وعادة ما يرتفع عدد المتظاهرين بعد خروج المصلين من المساجد بعد صلاة الجمعة في حدود الساعة الثانية بعد الظهر (13:00ت غ)، إلا أنه منذ الصباح الباكر بدأ مئات الأشخاص يأتون من المناطق المجاورة للعاصمة وأخذوا يتجمعون في ساحة البريد المركزي.
وارتفعت أعدادهم بشكل متسارع مع مرور الوقت ليبلغوا عشرات الآلاف في ساحتي البريد المركزي وموريس أودان والشوارع المؤدية لهما.
وردّد المتظاهرون شعارات “سئمنا من هذا النظام”، و “لن نسامح لن نسامح” ردا على اعتذار الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة وطلبه الصفح عن “كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل”.
كما رددوا شعارا باللهجة الجزائرية أصبح مشهورا “الشعب يريد.. ينتحاو اع” وتعني “الشعب يريد ان يتنحى الجميع”.
وعلى غير العادة غابت شاحنات الشرطة التي كانت تتمركز في المحاور القريبة لساحة البريد المركزي، بينما عزّزت قواتها في الشوارع المؤدية إلى مقر رئاسة الجمهورية ومبنى الإذاعة والتلفزيون في حي المرادية وكذلك شارع الدكتور سعدان حيث مقر الحكومة، بحسب مراسل فرانس برس.
وجاء أغلب المتظاهرين من الولايات المجاورة للعاصمة وهي تيزي وزو وبومرداس (شرق) والبليدة (جنوب) وتيبازة (غرب).
وقال سعيد وافي (42 عاما) “جئت من بومرداس (20 كلم شرق الجزائر) منذ الخامسة صباحا لأكون أول المتظاهرين ضد النظام الذي تركه بوتفليقة”.
وتابع هذا الموظف في بنك عام “لا معنى لاستقالة بوتفليقة اذا استمر رجاله في تسيير البلاد”.
من جهته أكد سمير وزين (19 سنة) وهو طالب بجامعة تيزي وزو، “نحن نتظاهر منذ 22 فبراير لرحيل كل النظام وليس بوتفليقة المريض فقط. هو أصلا لم يكن يحكم لذلك لن يتغير شيئا بذهابه وحده”.