# تعريف التوحد : يتميز التوحد وفق ما تؤكده اللجنة الوطنية للأبحاث في الولايات المتحدة الأمريكية لعام ( 2018) بالعديد من الاضطرابات الخاصة بالنمو الشامل ، و التي تختلف حسب الدرجة و المرحلة العمرية للشخص و علاقاتها باضطرابات و حالات أخرى ، لذا فإن خصائص و أعراض التوحد تختلف من شخص لاخر و لا يمكن تحديدها بسلوك معين واحد .
التوحد من الناحية الطبية هو خلل بيولوجي تكويني يصيب
من ( 1_3 ) في كل ( 5000 ) شخص في المجتمع و ينتج عنه صعوبة في تطوير مهارة اللغة عند الطفل و صعوبة في التواصل الاجتماعي .
# تشخيص اضطراب التوحد : لتشخيص الاضطراب التوحدي يشترط وجود اضطراب في تطور سلوك الطفل الذي يظهر قبل عمر الثلاث سنوات من خلال وجود متلازمة الاضطراب و المتمثلة في أنماط سلوكية من أصل (12) نمط سلوكي موزعة على ثلاث مجموعات :
1_ خلل في التواصل الاجتماعي
2_ خلل في تطوير مهارة اللغة و استعمالها بهدف التواصل مع المحيط الاجتماعي للطفل .
3_ وجود حركات أو أنماط سلوكية متكررة عند الطفل .
إن اضطرابات التطور السلوكي الشاملة ، تشمل : الاضطراب التوحدي ، متلازمة أسبرجر ، متلازمة ريت ، اضطراب الطفولة الذهانية ، و اضطرابات التطور السلوكي الشاملة الغير محددة .
# مشكلة التواصل غير اللفظي والتواصل الاجتماعي عند اطفال التوحد :
# اولا : القصور النوعي في التواصل الاجتماعي :
هو قصور واضح في استعمال طرق متعددة من التواصل غير اللفظي ( مثل التواصل البصري ، تعابير الوجه ، او حركات الجسم ) في المواقف الاجتماعية .
_ الفشل في تكوين علاقات مع الأقران تتناسب مع العمر الزمني أو مع مرحلة النمو .
_ القصور في القدرة على مشاركة الآخرين في القيام بالأنشطة الترفيهية أو الهويات أو إنجاز اي عمل مشترك مع الآخرين.
ثانيا : القصور النوعي في التواصل اللفظي ( الكلام ) :
_ التأخر أو الغياب التام في نمو و تطور مهارة اللغة و القدرة على التواصل بالكلام من دون مساندة باي نوع من انواع التواصل غير اللفظي ( مثل الاشارة و الايماء ) .
_ قصور واضح عند الأشخاص القادرين على التواصل اللفظي على بدء الحديث مع الأشخاص الآخرين . أو مواصلة الحديث و التنقل من موضوع إلى موضوع آخر حسب التسلسل المنطقي للحديث .
_ التكرار و النمطية في استخدام اللغة .
_ غياب القدرة على اللعب التخيلي أو اللعب الاجتماعي ( عدم القدرة على التقليد لشخصيات معينة بالحركة و الصوت ) الذي يتناسب مع مرحلة العمر الزمني و مرحلة النمو التوحدي .
يعد القصور اللغوي من الخصائص المميزة للتوحديين ، رغم أن تطورهم اللغوي يختلف من حالة إلى أخرى، فبعض التوحديين يصدرون الأصوات فقط ، و بعضهم يستخدم كلمات قليلة و بعضهم الآخر يردد الكلمات أو الأسئلة المطروحة عليه ما يعرف ب ( تصدية الا لفاظ أو اللفظ الصدوي ) .
و من خصائص التوحديين ايضا الخلط بين الضمائر ( أنا ، أنت ، نحن ..) و نادرا ما يستعملون ضمير المتكلم " أنا " في التعبير عن حاجاتهم كأن يقول : "أحمد يريد أن يشرب " بدلا من " أنا أريد أن أشرب ."
هذا القصور اللغوي لا ينتج عن عدم الرغبة في الكلام انما هو خلل وظيفي في المراكز العصبية المتعلقة بتطوير اللغة و الكلام في الدماغ . لذلك لا يتوصل التوحدي احيانا إلى التعبير بطريقة واضحة و مفهومة حتى بعد تدريبه على ذلك ، و هذا ما يزيد من أانغلاقه و انطوائه في عالمه الخاص .
و قد يصدر التوحدي بعض الأصوات ، و يردد بعض الكلمات احيانا من دون أن يعي معناها ، فهو ربما يسمع كلمة ثم يرددها عدة مرات ثم ينساها ، و قد يتذكرها بعد شهر مثلا من دون مبرر ، و قد يتميز بعضهم بتذكر إيقاع و أغاني و أدعية او صلوات بشكل مميز على الرغم من عدم قدرتهم على التعبير . و لم تتوصل الأبحاث حتى الآن إلى معرفة بسبب أختيار تكرار بعض الكلمات و الألحان دون غيرها مع انه يرددها ليعبر عن شيء ما .
د. نور العوفي
أخصائية التوحد و العلاج المعرفي السلوكي
استشارية الاسرة و الطفل