عقد برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالترات الحضاري، بالتعاون مع البنك الدولي، برنامج تدريبي تحت عنوان «منهجية قياس الأثر الاقتصادي للتراث في المملكة»، يقدمه مجموعة من الخبراء الدوليين من البنك الدولي، بمشاركة عدد من مسؤولي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في مناطق المملكة، وذلك في المتحف الوطني بالرياض، على مدار ثلاثة أيام من 22 إلى 24 أبريل الجاري.
وأوضح عبدالرحمن الجساس المدير التنفيذي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، أن البرنامج التدريبي لتنفيذ المرحلة الثانية من دراسة الأثر الاقتصادي للتراث في المملكة التي تتم بالتعاون بين البرنامج والبنك الدولي بمشاركة مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ بهدف بناء قدرات مسؤولي الهيئة في الفروع بمناطق المملكة فيما يتعلق بآليات قياس الأثر الاقتصادي للاستثمار في مواقع ومباني التراث في المملكة، مشيراً إلى أن الآلية الجديدة التي طورها البنك الدولي خلال المرحلة الأولى من المشروع تم تطبيقها في خمسة مواقع في المملكة ويجري حاليا التدريب عليها ومن ثم تطبيقها في موقعين وبعد ذلك تنفيذ النموذج في جميع المناطق مع تحليل البيانات من قبل البنك وأخيراً الاعتماد على منتسبي فروع الهيئة في تطبيق النموذج بشكل كامل.
وأفاد أن المرحلة الثانية من الدراسة تتضمن تنفيذ ورشة تدريبية لمسؤولي فروع الهيئة بالمناطق، تهدف إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة لاستخدام منهجية ونموذج (المدخلات المخرجات IO) لقياس الأثر الاقتصادي للاستثمار على مستوى الموقع التراثي، وتدريبهم على كيفية توفير بيانات ومؤشرات دقيقة تساعد في دعم المستثمرين وتوجيه متخذي القرار السياحي في كل منطقة وتحديد العائد على الاستثمار في التراث.
وأبان أن هناك علاقة تكاملية بين السياحة والثقافة والتراث وأن 40 % من السياحة الدولية هي لأغراض ثقافية، مما يعني أن حوالي مليون ونصف المليون سائح يعبرون الحدود يوميا لأغراض السياحة الثقافية.
وأكد على أهمية اقتصاديات التراث في الحد من الهجرة الداخلية وتحسين المشهد البصري للمواقع التراثية وأنسنة المدن، موضحاً أن السياحة الثقافية وزيارة المواقع التراثية والمتاحف تسهم في توفير الوظائف، حيث بلغ حجم الرحلات السياحية، الدولية والمحلية، لأغراض ثقافية في المملكة أكثر من ثمانية ملايين رحلة خلال عام 2018، تسهم كل 40 رحلة سياحية دولية وكل 73 رحلة سياحية ثقافية محلية في إيجاد وظيفة واحدة مباشرة وعدد من الوظائف غير المباشرة، كما أسهمت في دعم الاقتصاد المحلي بما يقارب 25 مليار ريال كإنفاق على السياحة الثقافية في المملكة.
من جهته، أبان د. شوجان ميهروتا ممثل البنك الدولي في البرنامج التدريبي، أن التراث له آثر اقتصادي كبير في أغلب دول العالم، مبيناً أنه التقى المدير التنفيذي لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري في بداية العمل مع البرنامج في هذه الدراسة، حيث أكد على أن الأثر الاقتصادي للتراث مهم والأهم أن يكون التراث مرتبط بالناس وحياتهم ومسهم بشكل مباشر في تعزيز قيم الانتماء والاعتزاز الوطني خاصة لدى الناشئة.
وذكر شوجان أهمية الإحصاءات للمرحلة الأولى مع البنك الدولي، موضحاً أنه تم رصد بعض البيانات من المواقع التراثية بالتعاون مع البرنامج ومركز المعلومات والإحصاءات السياحية «ماس»، وأفاد أن النموذج الجديد المطور لقياس الأثر الاقتصادي للتراث يتم بنائه اعتماداً على المدخلات لتؤدي إلى النتائج المطلوبة عن كل موقع تراثي.