كشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ، أن الوزارة ستقوم في بداية رمضان الحالي بتوظيف ما لا يقل عن أربعة الاف إمام ومؤذن وخطيب على وظائف رسمية وهذا بلا شك دعم من الحكومة، مضيفا بأن كافة الشركات التي تقوم بصيانة وعناية المساجد جميعها شركات ومؤسسات وطنية رائدة .
وقال ردا على سؤال حول نفوذ الجماعات المتطرفة وامتطائها للمنابر الدعوية في خلال المؤتمر الصحفي في الحفل الختامي لملتقى المكاتب التعاونية بالمنطقة الشرقية والمقام بمقر المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي الراكة بالخبر مساء أمس الأول (الخميس)، تحت عنوان (واجب المكاتب التعاونية في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتحصين المجتمع من أفكار الجماعات الإرهابية المحظورة “تحصين وتطوير”) كأكبر ملتقى دعوي بالمنطقة شارك فيه أكثر من 500 عالم ومفكر وداعية ، بأنه ربما هناك ممارسات خاطئة وليست في كل المنابر ولا بعضها ولكنها فردية وتحصل بعض التجاوزات وتم معالجتها وإنهاء هذه الظاهرة ، لافتا إلى الوزارة لا تتسامح في مخالفة الأنظمة إطلاقا فمن خالف سيتم اتخاذ الاجراء المناسب في حقه والاستغناء عنه وإيجاد بديل عنه والمتقدمون على الوظائف كثيرون والذين يرغبون بالقيام بهذه الأعمال الشريفة كثيرون وإذا كان الشخص غير مناسب لتولي ما أوكل إليه فهناك من يقوم بعمله .
وأوضح أن أبرز أهداف الملتقى تثمين جهود الدولة ورجال الأمن في صد الهجمات الإرهابية الغاشمة في عدة مناطق وتثمين حقها في تطبيق أحكام الشريعة على تلك الفئة الضالة والتأكيد على واجب المكاتب التعاونية في السعودية في تحصين المجتمع من الأفكار الضالة والدعوة إلى الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف بجميع أنواعه ، والدعوة إلى ترسيخ ما يتمتع به المجتمع السعودية من أمن وأمان في النفوس الناشئة ، وزرع الاعتزاز بالدين والوطن والقيادة وذلك الوسائل والأساليب الحديثة التي تناسب الوضع الحالي ، والتأكيد على واجب المكاتب التعاونية في نشر العقيدة الصحيحة وتعزيز الأمن الفكري ونشر الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتشدد والتحذير من الجماعات الحزبية والطرق المنحرفة مع أهمية الموازنة في البرامج الدعوية بين العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، بالإضافة إلى أن تكون البرامج التي تهدف لبيان خطر ومنهج وفكر الخوارج والأحزاب الضالة واضحة .
كما أضاف بأن من ضمن أهداف الملتقى المباشرة والعناية بالقضايا الفكرية المعاصرة وأسباب الانحراف الفكري والتأصيلي العلمي والرد على الشبهات الباطلة وضرورة توحيد الأهداف الاستراتيجية للمكاتب التعاونية وربطها بمؤشرات أداء رئيسية وتحديد المستهدفات والعمل على موائمة الأهداف الاستراتيجية للمكاتب التعاونية مع أهداف الإطار الاستراتيجي للوزارة ، وتعميم الأهداف الاستراتيجية على المستوى التشغيلي من خلال وضع الأهداف والخطة التشغيلية ، ضرورة تفعيل العمل النقلي والانتقالي والانتقال من العمل التقليدي ، العناية بالبرامج التوعوية التي تخدم برامج الدعوة في وسائل التواصل الاجتماعي ، وضبط مخرجات المكاتب التعاونية بمنع التجاوزات العقدية والفكرية والأمنية والأخلاقية ، وفتح أبواب التطوع في الأعمال والبرامج للمكاتب التعاونية حسب ضوابط معمول فيها بالوزارة ، استمرار اقامات الملتقيات لمتابعة المستجدات على الساحة المحلية والعالمية .
واكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد د. عبداللطيف آل الشيخ، أن الدعوة إلى الله مرتبطة بظروف الزمان والمكان، ولابد أن تكون مسايرة ومواكبة لمتغيرات العصر، مشددا على تجديد أساليب الدعوة إلى الله وأدواتها، ورسم أهدافها وفق المصالح المعتبرة شرعاً التي تتحقق معها المكاسب العليا للدين والوطن والمجتمع.
وشدد على المسؤولية العظيمة والواجب الشرعي على العاملين في المكاتب التعاونية للدعوة في توعية المجتمع وتبصيرهم بأمور دينهم وتحذيرهم من هذه الجماعات الضالة على مختلف مسمياتها وتوجهاتها المنحرفة التي يأتي من أخطرها وأعظمها شراً جماعة الإخوان المسلمين التي تغلغل فكرها وللأسف الشديد في كثير من بلاد المسلمين، وأخذت تنخر في جسد الأمة، وعم شرها المسلمين وغير المسلمين، مطالبا بفضح أساليبهم، وتعرية مخططاتهم، وكشف عوارهم، لنحفظ أبناءنا وبناتنا وجميع أفراد المجتمع من شر هذه الفئة الضالة، مع غرس مفهوم السمع والطاعة لولاة الأمر، وتعزيز اللحمة الوطنية، ولزوم الجماعة والحذر من الفرقة والاختلاف.
وأوضح أن إقامة الملتقى، إنما جاء إدراكاً من الوزارة بأهمية المكاتب التعاونية ودورها الريادي في الدعوة إلى الله تعالى لنشر المنهج الوسطي المعتدل القائم على التسامح والتعايش ونبذ الغلو والتطرف والإرهاب تحقيقاً لتطلعات ورؤى قيادتنا الرشيدة وفق رؤية المملكة 2030.
وأستعرض ما تقوم به المملكة من الأعمال العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين ومنها الأعمال الجبارة والمشاريع العملاقة في توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وتهيئتها بكل ما تحتاجه من أجل راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، وجهودها في الدعوة إلى الله، وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه بمختلف الإصدارات والأحجام والترجمات على جميع بلاد المسلمين وحيثما وجد المسلمون في أي مكان في العالم، وما تقوم به القيادة الحكيمة من دعم للعمل الإسلامي في جميع مجالاته في أًصقاع المعمورة من إقامة المؤتمرات والندوات والملتقيات، وما تبذله من جهود مخلصة لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم، ودعم قضاياهم في المحافل الدولية.
وأكد أن هذه البلاد مع كل ما تقدمه للإسلام إلا أنها لم تسلم من سهام الأعداء الحاقدين، الخوارج الذين يلبسون لباس الرحمة والعدل والنصح والوعظ والارشاد، وهم أبعد الناس عن ذلك، انتقدوا العلماء الربانيين وانتقدوا ولاة الأمر والمسؤولين وصغروا جميع ما تقوم به الدولة في نظر العامة، وبحثوا عن النقائص وبحثوا عن الزلات وبحثوا عن كل ما يستغلونه لتأليب وتهييج الناس وشق اللحمة الوطنية وتفريق المسلمين والسعي في الارض فساداُ وخراباً، مشيراً إلى أن هذه الفئة استغلت كثير من المرافق لتحقيق أهدافها، التي خرجت عن المنهج السليم، وكادت أن تعصف بهذا الوطن الآمن المستقر، لا لشيء وإنما لأمراض في القلوب وانفاذاً لتوجيهات أجندات أجنبية، لتحقيق أهدافهم البغيضة في تدمير هذا الوطن الغالي وفي انتهاك حرمات المسلمين.
ونوه بما تقوم به المكاتب التعاونية في مختلف مناطق المملكة البالغ عددها 406 مكاتب تعاونية من أعمال مباركة تخدم رسالة المملكة وتسهم في بناء اللحمة الوطنية وتعزيز وشائج المحبة بين أفراد المجتمع.
ومن جانبه أكد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية الشيخ عمر الدويش، على مضامين وورش عمل الملتقى التي جاءت لترسيخ الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف تماشياً مع مستهدفات رؤية المملكة (2030) في التصدي للجماعات المنحرفة والضالة وتعزيز روح العمل المشترك في بناء مجتمع مثالي يسوده المحبة والتآلف.