لم تستجب وزارة الإعلام لمطالبات مجلس الشورى بشأن الاستراتيجية الإعلامية التي تعتمدها الوزارة في أداء مهامها والوفاء بمسؤولياتها الجسيمة والمتشعبة في آن، وحسب تقرير حصلت عليه”الرياض” أعدته لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى فقط تكررت التوصيات ومن ثم القرارات التي صدرت عن المجلس مستفهمة ـ بصورة مباشرة وغير مباشرة ـ عن استراتيجية العمل المتبعة في الوزارة، وعن ضرورة تحديثها بما يتناسب مع معطيات المرحلة الحالية على المستويين الداخلي والخارجي، وأكد تقرير اللجنة أن الحاجة لم تزل قائمة إلى استبانة ما لدى الوزارة في هذا الشأن، بل إنها آكد وأشد إلحاحاً في هذا الوقت الذي تستهدف فيه المملكة إعلامياً بكل ضراوة من صريح وكالحِ الأعداء وممن وآلاهم من صحب وجيرة ألداء، وشددت اللجنة أنها مرحلة تستحق بالفعل المراجعة والتحليل والتقييم ومن ثم بلورة تصور دقيق لاستراتيجية عمل قابلة للتنفيذ، وللقياس، ولمعاودة التطوير كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وطالبت اللجنة الوزارة بالتعاون مع بيوت الخبرة المتخصصة إعداد استراتيجية حديثة تضمن التقييم والتطوير المستمر للواقع الإعلامي بكافة وسائله ومنصاته، متبنية التوصية المؤجلة للعضو محمد الحيزان التي اقترحها على التقرير السابق للوزارة.
من جهته، قال عضو المجلس عبدالله السفياني إن وزارة الإعلام وعبر تقاريرها المتتابعة ما زالت تراوح وجزء من مشكلاتها تحتاج إلى جرأة في اتخاذ القرار ولذلك هي بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة لها وللهيئات التابعة لها لتتضح لها الرؤية التي تعمل من خلالها حتى لو أدت الهيكلة إلى إلغائها أو إلغاء بعض الهيئات التابعة لها أو دمج بعضها فهناك تداخل كبير في الاختصاصات والأدوار واضح وملموس، وأضاف بأن الإعلام مطالب بالتعامل بجرأة وحكمة وكفاءة مع الكوادر البشرية المتزايدة في الوزارة من حيث الاستفادة منها وتوزيعها على قطاعات الوزارة بطريقة تضمن نجاح العمل المؤسسي وتزويد الهيئات التابعة للوزارة بالموظفين المناسبين في أروقة الوزارة دون تأخر، كما ينبغي أن تخضع هذه الكوادر لإعادة توزيع ورفع للإنتاجية من خلال برنامج قوي لا يجامل أو يحابي أحدا، وقال ” من خلال تأهيل هذه الكوادر يمكن لنا أن ننتج محتوى إعلامي متميز بدلا من المحتوى الذي تصنعه الوزارة حاليا على النمط التقليدي القديم”، وأضاف السفياني: إننا نلتمس من وزير الإعلام الجديد أن يبني مستقبل أكثر قوة للإعلام السعودي بحيث نصبح رقما صعبا في معادلة الإعلام خاصة والدولة تصرف ميزانيات ضخمة من أجل أن يكون الإعلام قوي وممثل حقيقي للمملكة.