أكد متخصص بشأن السياحة والسفر تسجيل مئات الحالات لسياح سعوديين، من العائلات والأفراد، عدلوا من وجهتم في صيف هذا العام عن السفر إلى تركيا لغرض السياحة والاستجمام، إلى دول أخرى معروفة بتميزها الطبيعي وتطورها الحضاري، وكذلك ترحيبها بسياح المملكة والخليج عبر تسهيل السفر إليها من خلال دخول السياح بدون تأشيرات مسبقة أو عبر تأشيرات ميسرة تقدم إلكترونيا وفي مطارات تلك الدول.
وقال عضو لجنة وكالات السفر بالغرفة التجارية بالرياض وليد السبيعي في تصريح خاص لـ”الرياض” إن متوسط ما كان ينفقه السعوديون في السنوات الأخيرة على السياحة في تركيا يقارب 10 مليارات ريال سعودي سنويا، كون أنفاق سياح المملكة والخليج الأعلى مقارنة بباقي سياح العالم، حيث يصل متوسط إنفاق الفرد إلى 500 دولار يومياً، في حين ينفق سياح أوربا وأميركا ما متوسطه 100 دولار يوميا فقط، لكونهم يفضلون السفر في مجموعات كبيرة ويحصلون على عروض مخفضة للإقامة والتنقلات، بعكس سياح الخليج الذين يسافرون كأفراد وعائلات محدودة، وينفقون بشكل واضح في التسوق ومختلف الجوانب التي ترتبط بالمسافر والسائح من زيارة معالم سياحية ومنتجعات ومواقع ترفيه ومطاعم، وغيرها من الأمور التي تهم السائح.
وأضاف أن طيران الخطوط السعودية وطيران ناس أسهمت كذلك في توفير وجهات مباشرة من المدن السعودية لمحطات عالمية، تعتبر خيارات مفضلة للسعوديين مقارنة بالسياحة في تركيا، ومنها دول اليونان وجورجيا والبوسنة وأذربيجان، وغيرها من الوجهات المشابهة التي يطلبها السعوديون كل عام بشكل واضح، ومن أبرزها كذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنسما وسويسرا وأميركا وعدد من الوجهات الأوربية والآسيوية الأخرى، وهناك وجهات عربية عاد لها الحضور السياحي مؤخراً، بعد وجود الاستقرار الأمني الواضح، والترحيب بالسعوديين على وجه الخصوص، ومنها دول مصر ولبنان والمغرب وتونس، وجميعها تتميز بمدن ساحلية وجوانب جذب سياحية مختلفة تنافس على طلب حضور السائح الخليجي عموماً.
ونوه إلى أن السعوديين حريصون على شأن العدول عن السفر إلى تركيا، والبحث عن خيارات أخرى لأسباب معروفة للجميع، ومن أهمها عدم وجود اطمئنان وأمان للسائح في ظل الحملات الإعلامية التركية ضد الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص، وكذلك تسجيل حالات تذمر من التعامل السيء مع السياح العرب عموماً، والسائح في كل دول العالم يبحث في سفره بالدرجة الأولى عن الأمان والثقة في البلد التي يحل بها، وإذا انعدم ذلك فسوف يحرص عن البحث عن بدائل أخرى بلا تردد.وبين السبيعي في ختام تصريحه، أن وقفة السعوديين مع وطنهم في كل الظروف مشهود لها من كل العالم، وهم لا يحتاجون لقرار رسمي للمنع من السفر إلى تركيا، بل إن القرار في هذا الشأن شخصي بالدرجة الأولى، فمجرد وجود عدم ارتياح من حملة الإعلام التركي السلبية والمتعاونين معه ضد وطنهم ورموزه، فقد اتخذ الغالبية منهم قرار عدم السفر إلى هذا البلد، وعدم دعمه اقتصاديا من خلال السياحة التي لها دور كبير في وقتنا الراهن في دعم اقتصاديات العالم بدرجة كبيرة، وخاصة أنها قطاع يوفر فرص عمل ويشغل العديد من القطاعات المرتبطة بالشأن السياحي من وسائل نقل وترفيه ومدن سياحية، وحتى الإسهام في إحياء مناشط ترفيهية ومجتمعية تخدم الدول التي تشجع وتدعم قطاع السياحة.