خلصت أبحاث اليوم الأول لندوة الجهود العلمية في المسجد النبوي في العهد السعودي والتي تقام برعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في رحاب مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أن الحرم الشريف كان مصدر إشعاعٍ، ومدرسة للتربية الروحية والبدنية، ومكاناً تنطلق منه أوامر الله تعالى ورسوله، وبداية من إنشائه حظي المسجد بمكانة محورية بإنشاء المجتمع الإسلامي ببعديه الحسي والمعنوي، فهو قلب الالتفاف الاجتماعي في المدينة يتردد عليه المسلمون بصورة متكررة يومياً وأسبوعياً وسنوياً؛ وهو ما جعله المرجعية الأساسية في الأعمال التخطيطية للمجتمعات الإسلامية، ووحدة البناء الوظيفي والفراغي لها.
وثمّن الباحثون لقيادة المملكة منذ التأسيس عمارتها العلمية للمسجد النبوي بكبار علماء بلدان العالم الإسلامي للاستفادة منهم في نشر العلم، مشيرين إلى خصائص الحرم وفضله، والمكانة التي يتميز بها في باب العلم والتعليم، ودور الدولة السعودية التي أخذت أوفر نصيب، فكانت عنايتها الكبرى بإشعاعه العلميّ من أولويات جميع الملوك، وتكثّفت فيه مجالس العلم في شتى فروع العلوم الشرعية، وانتشرت حلقات تحفيظ القرآن، وألحقوا به المكتبة الزاخرة بالمخطوطات وآخر الإصدارات العلمية لخدمة الباحثين وطلبة العلم، إضافةً إلى الدراسة المنهجية في معهد الحرم وكليته الشرعية، مما يبرز بوضوح دور الدولة السعودية الراشد والرائد في العناية بخدمة العلم الشرعي، ومؤسساته، ومصادره، ورجاله، وطلابه، في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكريم أهل العلم، وحسن الاستفادة منهم.
وكانت الجلسة الأولى قد عقدت بعنوان مكانة المسجد النبوي وخدمة القرآن الكريم وعلومه ورأس الجلسة الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب الحرم الشريف تناول فيها عدد من الباحثين والباحثات الحديث عن جهود المملكة في نشر العلم والفضل والمكانة، أمّا الجلسة الثانية للندوة فكانت برئاسة د.حاتم المرزوقي نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار وكانت بعنوان خدمة السنة النبوية وعلومها واللغة العربية وآدابها، تحدثت عن تدريس السنة والجهود بخدمة اللغة العربية، أمّا الجلسة الثالثة فترأسها مدير جامعة طيبة د.عبدالعزيز بن قبلان السراني وكانت بعنوان خدمة العقيدة ومحاربة البدع والفقه والفتوى، حيث تطرق عدد من الباحثين للحديث عن جهود المملكة في نشر العقيدة الصحيحة ومحاربة البدع والتحصين العقدي ضد قتل الأنفس إضافة لخدمة العقيدة