أدى قاصدو المسجد الحرام من المعتمرين والمصلين والزوار اليوم، صلاة التراويح في أولي ليالي العشر الأواخر من رمضان في أجواء تسودها الروحانية والطمأنينة والأمن والأمان، حيث توافد آلاف المصلين والمعتمرين منذ وقت مبكر على المسجد الحرام للصلاة في هذه الليلة المباركة، تحريًا لليلة القدر المباركة وطمعًا في الأجر والمثوبة والعفو من الله سبحانه وتعالى.
وامتلأت بهم أروقة وأدوار وسطوح وساحات المسجد الحرام، وقد تمكنوا بفضل من الله ثم بفضل ما وفرته المملكة من رعاية شاملة من أداء شعائرهم وصلواتهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وسط منظومة من الخدمات المميزة والمتكاملة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
وقد وفرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عددًا من الخدمات، منها توفير عدد كبير من الحافظات المملؤة بماء زمزم البارد، إضافةً إلى أكثر من مليون مصحف بعدة لغات، وكثفت التوجيه والإرشاد من أجل توعية المعتمرين والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح, كما قامت بتوزيع المصاحف والمطبوعات والكتيبات الدينية, إضافةً إلى توفير خدمات العربات لذوي الحاجات الخاصة وتهيئة مداخل مخصصة للعربات، وتهيئة الفرش والعربات الكهربائية الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار, وتنظيم دخول وخروج المصلين وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها، وتفعيل الشاشات الإلكترونية المنتشرة حول المسجد الحرام وفي ساحاته ومداخله، وبث عبارات توجيهية وإرشادية ومواعظ مفيدة، وتهيئة المصلَّيات النسائية والتأكد من جاهزيتها وتوجيه المصلِّيات إليها.
وكثفت الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة خدماتها الصحية المتكاملة من خلال المراكز الطبية المنتشرة داخل المسجد الحرام وساحاته، لتقديم الخدمات العلاجية لقاصدي المسجد الحرام من المعتمرين والزوار، إضافةً إلى تقديم الخدمات السريعة للحالات الإسعافية الطارئة، وذلك من خلال فرق هيئة الهلال الأحمر، ونقل الحالات الحرجة إلى عدد من المستشفيات المنتشرة في المنطقة المركزية وهي “مستشفى أجياد للطوارئ، ومستشفى الحرم للطوارئ، ومركز طوارئ الحرم رقم 2، ومركزي طوارئ الحرم رقم 1 في توسعة الملك فهد بالدور الأول، و 3 في الشبيكة”.
كما قامت أمانة العاصمة المقدسة بأعمال النظافة العامة، وتجميع ونقل النفايات والتخلص منها، ومكافحة الحشرات على مدار الساعة، وذلك من خلال الفرق المنتشرة مزودة بأجهزة وأدوات النظافة، كما تقوم الأمانة كذلك بتجهيز وتهيئة عدد كبير من الصناديق الضاغطة للنفايات، معظمها في المنطقة المركزية، وذلك للتخلص السريع والآمن من النفايات، وخاصة في المناطق المزدحمة التي تصعب فيها حركة السيارات.
ووفرت إدارة الدفاع المدني أفضل مستويات السلامة للمعتمرين، بالتنسيق الكامل مع كل الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لأعمال الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالمسجد الحرام.
وقام رجال الأمن من القوة الخاصة بأمن المسجد الحرام بتنظيم حركة دخول وخروج المعتمرين والزوار داخل المسجد الحرام، وتوجيههم ومساعدتهم، إضافةً إلى تطبيق الخطط الأمنية للحفاظ على سلامتهم وأمنهم وحفظ الأمن داخل المسجد الحرام وساحاته، ومتابعة الحالات الأمنية، والمشاركة في تنظيم حركة المعتمرين في مواقع الازدحام ومتابعة النواحي الأمنية بكاميرات المراقبة على مدار الساعة.
والتقت وكالة الأنباء السعودية “واس” بعدد من رواد المسجد الحرام حيث أفاضوا الحديث عن فضل العشر الأواخر من رمضان، والخدمات المقدمة لهم، لافتين النظر إلى أنهم اعتادوا على قضاء هذه الأيام بجوار بيت الله العتيق لكي يتعرضوا لنفحات الله في هذه الأيام المباركة.
وأشار سعيد القحطاني أنه يحضر من بيشة إلى مكة المكرمة منذ خمس عشرة سنة، لقضاء العشر الأواخر من رمضان بجوار بيت الله الحرام، طمعًا في الأجر والمثوبة والعتق من النيران، مشيدًا بخطة التنظيم لهذا العام وخاصة عند أبواب المسجد الحرام.
وعد محمود الحسيني من الجزائر، التوسعات العملاقة للحرمين الشريفين, وما يصاحبها من توفير الخدمات للمعتمرين والمصلين والزائرين, وخاصة من خارج المملكة أكبر شاهد على ما تقوم به المملكة من أعمال إنسانية عظيمة، للتسهيل على ضيوف الرحمن، لكي يؤدوا شعائرهم الدينية بكل راحة واطمئنان وأمان، سائلًا الله أن يديم على المملكة أمنها وأمانها نظير ما تقدمه من تسهيلات وخدمات جليلة لأبناء أمتها الإسلامية.
وأشاد فتحي السيد من مصر، بالخدمات الجليلة التي تقدم في هذه الليالي المباركة، ومنها ما يبذله رجال الأمن من تنظيم للحركة مما يسر على المعتمرين والمصلين من أداء شعائرهم وفرائضهم بكل سهولة، إضافةً إلى تعاملهم الأخلاقي والذي يعكس مكانة المملكة الدينية في العالم الإسلامي، مثنيًا على ما تم تقديمه من خدمات صحية وعلاجات قدمت لهم بالمجان، معبرًا عن جزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على كل هذه التسهيلات والخدمات.