قالت جهات أمنية في السودان إن ميدان الاعتصام الواقع في محيط قيادة الجيش أصبح خطراً على الثوار والبلاد وتعهدت بحسم مظاهر التفلت، في وقت أمرت وزارة الخارجية السفراء الأجانب بعدم التواجد في الميدان، وأصدرت المنظومة الأمنية المألفة من القوات المسلحة وقوات الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع بياناً مشتركاً تحدث عن استغلال عناصر متفلتة للمظاهر الاحتجاجية المشروعة في ميدان الاعتصام. واتهم متحدث عسكري في بيان أذيع في وقت متأخر من ليل الخميس عناصر منفلتة في مقر الاحتجاجات بالاستيلاء على مركبة تخص قوات الدعم السريع. وقال إن «ميدان الاعتصام أصبح خطراً على البلد والثوار». وشدد على إنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد العناصر المنفلتة في موقع الاعتصام. وبحث نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو مع قادة القوات النظامية والأجهزة الأمنية، الأوضاع الأمنية في البلاد خلال الفترة الماضية، والتدابير والترتيبات التي سيتم اتخاذها خلال الفترة المقبلة من أجل تعزيز الاستقرار وحفظ الأمن في البلاد. وأشار بيان المنظومة الأمنية إلى أن هذه الجهات المتفلتة اختلفت أجندتها عن أجندة الثورة والمعتصمين فبرزت العديد من الممارسات غير القانونية امتدت إلى تهديد حياة المواطنين الآمنين وترويعهم واستهداف ممتلكاتهم. وأضاف: تجاوزت ذلك لاستفزاز القوات النظامية والدخول معها في احتكاكات بمستويات مختلفة مما أفرز تجاوزات فردية ومعزولة نجم عنها خسائر في أرواح بريئة.
وأوضح البيان أن هذه الفئة استغلت مناطق متاخمة لمحيط القيادة والاعتصام وتحديداً في شارع النيل الذي شهد تصاعداً ملحوظاً لوتيرة الأحداث والتفلتات رغم مناشدات قيادة قوى الحرية والتغيير الالتزام بمنطقة الاعتصام وإقرارهم بأن ما يحدث خارج نطاقه «لا يعنيهم ولا يمثل الثورة». وقال البيان إزاء تلك التطورات التي تهدد الأمن والسلامة العامة فإن مكونات المنظومة الأمنية ستعمل وفق القانون بما يضمن سلامة المواطنين والعمل بحسم مظاهر الانفلات الأمني والقانوني وردع المتفلتين. إلى ذلك أبلغت وزارة الخارجية السودانية السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم بعدم التواجد في ميدان الاعتصام. وأصدرت الإدارة العامة للمراسم والحصانات بالوزارة تعميماً إلى السفارات والبعثات والمنظمات المعتمدة لدى الخرطوم حددت فيه مواقع قالت إنه لا يسمح بارتيادها في الوقت الراهن ولحين إشعار آخر. وشملت المواقع المحظورة ميدان الاعتصام بمحيط قيادة الجيش، ومناطق التجمعات في مداخل ومخارج الجسور بالخرطوم وكل الولايات علاوة على مواقع التجمعات والاحتجاجات في كل ولايات السودان. وخلال الأسابيع الماضية كثف سفراء الدول الغربية والولايات المتحدة من التواجد في ميدان الاعتصام. وفسرت مصادر تحدثت لموقع «سودان تربيون» الإلكتروني التواجد شبه المستمر للسفراء الأوربيين في الميدان بأنه رسالة إلى المجلس الانتقالي لتأكيد مساندة هذه الدول لنقل السلطة إلى واجهة مدنية وأن الحكم العسكري غير مرحب به، وأشار تعميم وزارة الخارجية إلى ضرورة الالتزام بهذه التوجيهات لضمان سلامة وأمن الدبلوماسيين ومراعاة الأخطار المسبقة لأي نشاط قد يمس الأمن القومي للبلاد وفق التقديرات التي يمكن استعراضها مع الوزارة.