كشفت ميليشيات الحوثي بنفسها زيف انسحاب مسلحيها من موانئ الحديدة، وأكدت استمرار وجودهم فيها، بعد ان زعمت الشهر الماضي انسحابها منها، وبشهادة المبعوث الدولي الى اليمن مارتن غريفيث. اذ نشرت وسائل التابعة للحوثيين، وأبرزها النسخة الخاضعة لسيطرتهم من وكالة سبأ خبرا عن قيام القائم باعمال محافظ الحديدة المعين من الانقلابيين محمد عياش قحيم «بتفقد أحوال ضباط وجنود خفر السواحل والأمن المركزي والأمن العام المرابطين في عدد من النقاط الأمنية بالمربع الشمالي وميناءي الصليف ورأس عيسى النفطيين»، وبحسب الوكالة، فان قحيم دعا المرابطين الى رفع الجاهزية القتالية، وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود والجهوزية العالية لمنتسبي الوحدات الأمنية.»
كما ان حديث الحوثيين عن وجود قوات امن مركزي في المؤانئ، هو الاخر يعري اكذوبة الادعاء بتسليم الموانئ الى قوات خفر السواحل، وهو الامر الذي كان غريفيث صدقه وراح يمتدحه امام مجلس الامن الدولي.
وكشفت الصور التي نشرها المركز الاعلامي للانقلابيين في الحديدة لقحيم، وهو يقوم بتأدية شعار الصرخة «الموت لأميركا، الموت لاسرائيل»، التي استوردها الحوثيون من ايران مع الجنود الذين يتواجدون في الموانئ. هذا الأمر يدحض ان تكون القوات التي تسلمت الميناء هي قوات خفر السواحل التي كانت تتواجد قبل انقلاب الحوثيين، بل عناصر تابعة للحوثيين، ومؤمنة بفكرها الطائفي وشعاراتها العنصرية.
وبهذا فان الحوثيين لم يكشفوا أكذوبة الانسحاب، بل انهم فضحوا موقف الامم المتحدة الذي شهد على تلك الأكذوبة.
وكانت الحكومة الشرعية رفضت ما أسمته «مسرحية» الانسحاب. كما اعلنت تعليق اللقاءات والاجتماعات مع المبعوث غريفيث، وأبلغت الأمين العام للامم المتحدة أواخر مايو الماضي، بعدم القبول في استمرار غريفيث في مهامة الا بضمانات كافية بمراجعة تجاوزاته في التعاطي مع ميليشيات الحوثي. وطالبت الحكومة من انطونيو غوتيريس» بتوفير الضمانات الكافية من قبلكم شخصيا بما يضمن مراجعة التجاوزات وتجنب تكرارها،» كشرط بالقبول باستمرار غريفيث في مهامة.
من جانب اخر، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جديدة استهدفت تجمعات لميليشيات الحوثي في احدى المزارع بمنطقة باجة شمال الضالع. واسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير معدات قتالية. كما نجحت القوات المشتركة في استهداف مقر قيادة الحوثيين في منطقة عويش وتدمير مخازن الذخائر والأسلحة التي كانت بداخله. وفي مزارع القحيزه في جبهة حجر بالضالع ايضا دمرت القوات المشتركة اليات قتالية وسقط عدد من القتلى والجرحى.
على صعيد اخر، لوح محافظ البنك المركزي اليمني حافظ معياد بتقديم استقالته، اذا لم تورد ايرادات محافظتي مأرب و المهرة، الى خزينة البنك المركزي في عدن. واتهم معياد اطراف لم يسميها بشن حملة مسعورة ضده عقب تحركاته لربط فرعي البنك المركزي في كل من مارب والمهرة بالبنك المركزي في عدن، بالتوازي مع الحملة التي تشنها ميليشيات الحوثي ضده بعد التحركات التي قام بها بهدف إيقاف الفساد في استيراد الوقود والسوق السوداء التي تديرها قيادات في جماعة الحوثي، بالاضافة الى تنظيم عملية فتح الاعتمادات للاستيراد الخارجي عبر البنك المركزي في عدن.
وقال معياد في بيان «لايخفى عليكم أن هناك حملة مسعورة منذ أشهر تقوم بها الميليشيات الحوثية ضد شخص محافظ البنك وضد كل الخطوات والإجراءات التي يقوم بها لإنقاذ الاقتصاد اليمني لكن ما يحز في النفس أن تنخرط قوى في هذه الحملة الهستيرية جراء انزعاجها من التحرك الأخير الهادف الى إعادة ربط فرعي البنك المركزي بمارب والمهرة بمقر البنك المركزي في عدن.»
وأضاف معياد ، الذي عينه الرئيس عبده ربه منصور هادي محافظا للبنك المركزي أواخر مارس الماضي، «أننا لانستطيع البقاء في هذا العمل الا أذا تم جباية إيرادات فرعي البنك في مارب والمهرة وتوريدها الى البنك المركزي بعدن.»
وعرض معياد التخلي عن منصبه للجهات التي تقف وراء الحملة ضده ، واكد ان « قبولنا بالمهمة الموكلة الينا كانت لإنقاذ الاقتصاد اليمني والحيلولة دون انهيار العملة الوطنية في وقت كانت كل المؤشرات تنبىْ عن وقوع كارثة وشيكة لاتحمد عقباها، وأشترطنا في حينه أن يكون العمل واضح وشفاف وما قمنا به لم يخرج عن مضمون هذا الاتفاق.»
وتشير المعلومات الى ان السلطات في مأرب والمهرة تقوم بجباية مليارات الريالات، ولا يتم توريدها الى البنك المركزي بعدن. وتهدف تحركات محافظ البنك المركزي الى ربط ايرادات المحافظات المحررة بما فيها مأرب والمهرة، وإيداعها في البنك المركزي بعدن، حتى تستطيع الحكومة الشرعية بالتزاماتها من دفع رواتب الموظفين وغيرها. ولم تقتصر الحملة ضد معياد على الحوثيين فقط، بل ايضا من قبل اطراف اخرى في الطرف المعادي للحوثي، تضررت مصالحها بسبب اجراءات البنك المركزي.