استضاف مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات في مقره في فيينا، الاجتماع الدولي، الذي عقده الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، السيد ميغيل أنجيل موراتينوس، الاثنين بحضور عدد من القيادات الدينية وممثلي المنظمات الدولية لمواصلة عملية التواصل مع الجهات المعنية الرئيسة بشأن وضع خطة العمل الدولية لحماية أماكن العبادة بعد الاعتداءات الإجرامية على أماكن العبادة؛ بناءً على توجيه الأمين العام للأمم المتحدة. وذلك في إطار عملية تشاورية واسعة وشاملة شرع بها الممثل السامي لضمان قدرة جميع الجهات المعنية الرئيسة على تقديم مساهماتها في خطة ذات طابع عملي سيكون لها أثر كبير في المساعدة على ضمان سلامة المصلين في المواقع الدينية.
وقد افتتحت أعماله بكلمات ترحيبية ألقاها كل من الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس والأمين العام لمركز الحوار العالمي الأستاذ فيصل بن معمر.
والتقى الممثل السامي حتى الآن بصانعي السياسات والقيادات الدينية في سريلانكا ومصر وأذربيجان وروسيا والفاتيكان، وأجرى مشاورات مع المنظمات الدينية والعقدية والدول الأعضاء في نيويورك أيضًا.
وقد عبر المفوض السامي لتحالف الحضارات في هذا اللقاء عن سعادته بالشراكات القائمه بين الأمم المتحدة بمنظماتها المتنوعة مع مركز الحوار العالمي في مواجهة التحديات الصعبة وأكد على أنه كان شاهدًا على تأسيس هذا المركز العالمي وكرر تقديره وإعجابه ببرامج المركز المتنوعة ومنصاته القارية في جميع أنحاء العالم واستراتيجيته الفريدة؛ لبناء الجسور بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات لترسيخ التعايش واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة.
وعدّد معاليه إسهامات المركز في بناء شراكات مع المنظمات العالمية وعلى رأسها الأمم المتحدة، وأكد على دعمه شخصيا وتحالف الحضارات والأمم المتحدة للمركز في مواصلة إنجازاته وتحقيق أهدافه خاصة وأنه المركز الوحيد الذي يضم قيادات دينية من أديان وثقافات متعددة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس وخمسة عشر ديانة ومعتقد في مجلسه الاستشاري، ويشرف عليه مجلس أطراف من المملكة العربية السعودية المؤسس للمركز وشراكة مملكة إسبانيا وجمهورية النمسا والفاتيكان كعضو مؤسس مراقب، داعيًا المجتمع الدولي صيانة هذه الإنجازات. وأكد على أن الأمم المتحدة تنظر للمركز على أنه أحد الأذرع المهمة لتواصل المنظمات الدولية مع الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية ولذلك فإن تحالف الحضارات سيواصل شراكته المهمة مع مركز الحوار العالمي في هذا المجال ومجالات أخرى.
يذكر أن هذا الاجتماع التشاوري لخطة العمل، هو الرابع. وسبق لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات المشاركة في الاجتماع الذي عقد في نيويورك في 13 مايو.
من جهة أخرى أشاد عدد من القيادات الدينية والعلمية والفكرية في العالم من مختلف الأديان والثقافات بالدور الذي يقوم به مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) في تعزيز جسور التواصل بين الأديان والحضارات العالمية، وفي جهوده البناءة لترسيخ التعايش السلمي والتفاهم، ومناهضة ثقافة العنف والتأكيد على قيم الأمن والسلام في العالم.
وفي الوقت الذي يتعرض فيه مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة “كايسيد” لحملة تشويه منظمة تقودها أحزاب نمساوية تتزامن مع استغلال المتطرفين الفراغ الحكومي ووجود حكومة تسيير أعمال مؤقتة لتشويه صورة مركز الحوار العالمي بهدف كسب أصوات انتخابية للسباق الانتخابي المقبل في النمسا، وإيجاد قضايا تكسبهم أصوات الناخبين من المتطرفين فكريا، فإن هذه القيادات تؤكد على أن مركز (كايسيد) قدم عددا من المبادرات السلمية استهدف بها بعض مناطق النزاع في العالم، كما عمل على تعزيز الحوار بين الأديان مؤكد على حق الاختلاف واحترام الآخر، فيما رأى آخرون أنه يسعى إلى كسر الصور النمطية عن الثقافات طارحا في برامجه ومؤتمراته قيم التنوع والتعدد والتفاعل الثقافي في عالم الاتصال الذي جعل من الأرض قرية كونية صغيرة تتناقل أحداثها ووقائعها لتصل للجميع في مجتمع إنساني معاصر يعمل على التقارب والتواصل.
يرى الناشط الحقوقي والمحلل السياسي النمساوي تورفا بوقاتي أن المركز يقوم بعمل جيد ويتطور بصورة إيجابية من منظم للمؤتمرات الكبيرة إلى مبادر في مشروعات عملية ومستدامة، فضلًا عن رعاية عدد من مبادرات السلام في مناطق الاضطرابات في جميع أنحاء العالم. أما القس كانون باتريك كوران من كنيسة المسيح في العاصمة النمساوية فيينا فيقول إن القادة الدينيين المتدربين في البرامج التي يقيمها مركز الحوار العالمي في عملية السلام يساهمون بجلاء في طرح الرؤى الحوارية، من خلال العلاقات التي أقيمت بالفعل خلال البرنامج، ويساهمون في أوقات الاستقرار في فهم أفضل للاختلافات، مما يسمح للمجتمعات الدينية أن تتعايش مع بعضها البعض بسلام.
فيما رأى الأسقف ميغيل أيوسو عضو مجلس إدارة المركز أن الأنشطة واللقاءات والبرامج التي يقوم بها المركز تعمل دائما على تفعيل حوار واقعي بين الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام، والعمل على قبول الآخر واحترام الثقافات، وبناء الثقة بين مختلف الشعوب، عبر الأنشطة واللقاءات والبرامج التربوية والتعليمية التي يقدمها المركز، وأتمنى التوفيق الدائم لتحقيق استراتيجيته الحوارية، وفي النهاية لنعمل جميعا على تحقيق الأهداف المأمولة للمركز.
وقد أكدت مبادرة ميانمار السلمية وهي منظمة مدنية في ميانمار على أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عمل على دعم وتعزيز الحوار بين المجتمعات الدينية في ميانمار، وأثمر تعاوننا الوثيق مع المركز على مدار السنوات الثلاث الماضية، عن اتخاذ خطوات أقرب في ذلك الاتجاه.
يوسف بابا عضو مدير منتدى حوار الأديان من أجل السلام بنيجيريا قال إن المركز عندما جاؤوا للمشاركة في هذا المشروع، كنت أقول: ما الغاية من هذا المشروع؟ لماذا يجمع المسلمون والمسيحيون معًا؟ وعندما التقينا وبدأنا البرنامج الذي أطلقه مركز الحوار العالمي، أدركت حينها أن المسيحي ليس عدوي! وقال الدكتور تاراسدز يوبانسكي وهو أستاذ في الجامعة الكاثوليكية بأوكرانيا: “كنت من بين أشخاص آخرين من جميع أنحاء العالم ممّن استفادوا من أنشطة المركز المتنوعة والهادفة، نفذ جميع الزملاء مبادرات بين الأديان أثرت وانعكست نتائجها على المئات بل وآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم”.
وأوضح شيجا كيفن كوهومبا من جامعة دار السلام بتنزانيا أن المركز يقوم بعمل هائل في تدريب القادة الدينيين والسياسيين ونشطاء المجتمع والمدرسين ليكونوا سفراء للسلام والتماسك الاجتماعي في عالمنا، وفي إفريقيا تحديداً قدم المركز الكثير من الأعمال وخاصة في المناطق التي مزقتها الحرب مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا.
وأشار المفكر الفلسطيني هاني سميرات عضو منظمة تعاون لحل الصراع إلى واقعة تعميم خطب الجمعة في كافة مساجد الضفة الغربية التي وجه بها مدير دائرة إعداد الدعاة لدى وزارة الأوقاف الفلسطينية وأحد أبرز المؤثرين في الخطاب الديني، وأحد المستفيدين من الدورات التدريبية بحيث جاءت حول “الإسلام يرفض العنف”.. هذه الصورة تتكلم عن قوة برامج (كايسيد) في التحول الإيجابي.
وركز عدد من القيادات الدينية والنخب الفكرية والثقافية على أبرز أهداف مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات التي تتمثل في إرساء قيم التعاون والتعايش بين الأديان والشعوب واحترام تنوع الثقافات وقبول الآخر، حيث قال سماحة الشيخ شوقي علام مفتي الديار المصرية: شاركت منذ البداية في جميع المبادرات الرئيسة للمركز، وسأظل ملتزمًا بأهدافه ومساعيه، أتمنى بشدة وأدعو الله أن يواصل المركز عمله المبارك لتعزيز إرادة الله المفعمة بالحب والاحترام والتعاون بيننا جميعاً.
ورأت كلوديا جيامبيترو عضو الاتحاد الدولي للرؤساء العامين UISG بإيطاليا أن مركز الحوار العالمي قدم موارد قيمة لا تُعد ولا تحصى في مجال الحوار بين الأديان، وتساءلت: أين يمكننا ضخ روح جديدة للمبادرات والمشروعات والأفكار التي تعد اليوم ضرورية للغاية؟ واستطردت: أشعر بأنني محل تقدير واحترام أثناء عملي في المركز بصفتي وسيطة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
فيما رأت الدكتورة ألكساندرا ديوريك ميلوفانوفيتشمن الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون، بصربيا أن مركز الحوار العالمي هو مؤسسة فريدة من نوعها تجمع من خلال برامجها الرائعة العديد من القادة الدينيين والأكاديميين وممارسي الحوار من جميع أنحاء العالم، وأضافت: يمثل المركز بالنسبة لي وللزملاء الأكاديميين، مكانا نوسع فيه آفاقنا باستمرار، حيث يمكننا أن نتعرف على أهمية الحوار العالمي وكيفية زيادة أثر أعمالنا في عالم اليوم، لقد أظهر لنا المركز القواسم المشتركة بيننا وكيفية التغلب على خلافاتنا من خلال الحوار الصادق والهادف، وفي نهاية المطاف، لا ينبغي أن تفوق الاختلافات الروابط التي تجمعنا.
وأكد القس الدكتور إيشانو غوشا أستاذ دراسات العهد الجديد في جامعة زيمبابوي أن مركز الحوار العالمي غير النظرة إلى العالم تمامًا بشأن قضايا مثل: التصور والحوار والتعايش مع الآخر، وأضاف: لقد تعلمت من خلال برامج التدريب المعنية بالحوار وحشد الموارد وبناء القدرات والهوية، الكثير عن حل النزاعات وتيسير الحوار واحترام الإنسانية.
وقالت كالينقوزا روز من جامعة القديس أوغستينبتنزانيا: صرت أكثر تسامحًا من ذي قبل مع الناس الذين يعتنقون ديانات أخرى وينتمون إلى خلفيات ثقافية مغايرة، أتضرع إلى الله أن يستمر بتسخير المركز لمساعدة الناس على التعايش بسلام مع بعضهم البعض انطلاقًا من احترام اختلافاتهم الدينية والثقافية.