أخذت لجنة الثقافة والإعلام بتوصيات سبعة أعضاء وطالبت هيئة الإعلام المرئي والمسموع بتشديد الرقابة على الأعمال الفنية المرئية والمسموعة لمنع عرض الأعمال الهابطة أو التي تسيء لسمعة المملكة ومجتمعها خاصة ما يقدم في شهر رمضان المبارك، ودعت اللجنة الهيئة إلى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة حول تنفيذ ذلك، وقد قرر المجلس التصويت غداً الاثنين على هذه التوصية المقدمة من الدكتورة إقبال درندري والمهندس ناصر العتيبي، وأرجع عضو المجلس تقدمهم بهذه التوصية إلى ظهور عدد من المسلسلات والأعمال الفنية المنتجة محليا والتي تصور تاريخ المملكة بشكل يسيء إلى سمعتها وتاريخها ما أدى إلى استياء عدد كبير من المواطنين كما أن هناك أعمالا تخصص كبرامج أو دراما تعرض في شهر رمضان المبارك وهي ذات محتوى مسيء أو هابط، إضافة إلى ظهور عدد من المسلسلات والأفلام والأغاني على قنوات تلفزيونية يملكها سعوديون أساءت لسمعة المملكة بما تحتويها من مضمون غير ملائم، وقال عضوا الشورى: «ينبغي ألا تستغل حرية الفن بالسماح بتقديم أعمال فنية تظهر المملكة بشكل غير لائق»، كما أن المرحلة التي تعيشها المملكة تقتضي دعم أعمال فنية تقدم المملكة بشكل يعزز ممن مكانتها عالميا خاصة مع الانفتاح الحالي على عالم السينما والفنون بشكل واسع مما يعزز رؤية المملكة.
ويصوت الشورى يوم غدٍ على توصية للأعضاء سلطان آل فارح وسلطانة البديوي وسعيد المالكي ومستورة الشمري، ونصت على إلزام هيئة الإعلام المرئي والمسموع بإصدار ضوابط لتنظيم عمل مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي ممن امتهنوا الإعلانات التجارية والتغطيات الإخبارية ونقل المناسبات المختلفة وقدموا أنفسهم للمجتمع بصفة «إعلامي» على أن تشمل الضوابط ما يخص دعوة المشاهير غير السعوديين من خارج المملكة من قبل بعض الجهات للتغطيات أو الإعلانات وتحديد نطاق دورهم الإعلامي.
وقد برر الأعضاء توصيتهم بما سجل من ملحوظات وإعلانات مضللة تسببت في مشكلات صحية أو اقتصادية أو نفسية أو اجتماعية، وظهرت آثارها على فئات من المجتمع بسبب ما يقدم من محتوى غير موثوق وغير مقبول اجتماعياً، وبينوا أن المملكة تحتل المركز السابع ضمن أكثر دول العالم استخداماً لمنصات التواصل الاجتماعي إذ يستخدم أكثر من 75 % من سكان المملكة هذه المنصات بما يقدر بـ25 مليون شخص تقريباً، فقد أشار مركز التواصل الحكومي إلى أن المملكة هي الدولة الأولى عالمياً في معدلات ارتفاع استخدام شبكات التواصل الاجتماعي سنوياً بنسبة 32 % في مقابل أن المعدل العالمي هو 13 % فقط..!، ويصل عدد المتفاعلين يومياً مع برنامج سناب شات أكثر من ثمانية ملايين و200 ألف ويُعتبر السعوديون من أكثر شعوب العالم استخداماً له وتفاعلاً معه، وتعد هذه المنصة وسيلة مميزة لكونها تشجع الناس على الإبداع من خلال «التواصل عبر المحتوى المرئي» لذا لابد من تنظيم يحكم عمل مشاهير هذا البرنامج وغيرها من برامج التواصل ممن يتابعهم الملايين والآلاف واكتسبوا صفة «مؤثر» وقدموا أنفسهم إعلاميين ومعلنين.
وأشار الأعضاء إلى قيام بعض المشاهير بالتجمهر في المراكز التجارية وبعضهم من بلدان أخرى يقومون بالتصوير ونقل صورة غير لائقة سواء بالتدافع والتجمهر وإظهار المجتمع السعودي بصورة لا تنسجم مع قيمه الحقيقية أو تصوير بعض الأماكن التي تشكل أحياء غير راقية ونقلها للعالم، خصوصاً وأن البعض يتابعهم ما يزيد على خمسة ملايين ما يشوه صورة المملكة خارجياً بطريقة أو بأخرى، ويرى الأعضاء أهمية توصيتهم مع تزايد استخدام وسائل التواصل واحتدام العمل بها وتكسب الكثير من ورائها واعتبارها مهنة وإلزام الهيئة بإصدار تنظيم يحكم عمل هؤلاء المشاهير.
وأيَّدت لجنة الشورى في تقريرها الذي حصلت عليه «الرياض» تبني مضمون توصية للعضو الدكتور حسين المالكي ودعت الهيئة إلى وضع آلية لمنح ترخيص إلكتروني لقنوات التواصل الاجتماعي التي تنشر إعلانات تجارية أو توعوية على شبكة الإنترنت سواء للأفراد أو الشركات، ولها في ذلك التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وبرر العضو توصيته بعدم وجود أنظمة ولوائح تشير صراحة إلى شرط الحصول على ترخيص لممارسة الأنشطة الإعلانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما لا يوجد على موقع هيئة الإعلام المرئي والمسموع أي آلية للحصول على تراخيص ممارسة تلك الأنشطة عبر الإنترنت، لذا فمقتضى هذه التوصية ينظم عمل الدعاية والإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشار العضو في مسوغات توصيته إلى أن كثيراً من المشاهير وغيرهم يأملون في أن يكون هناك رخصة رسمية يزاولون من خلالها أعمال الدعاية والإعلان عبر الإنترنت وذلك لكسب ثقة المتابعين وتشجيع انتعاش التجارة الإلكترونية المنظمة، وأكد العضو أهمية منع استغلال المشاهير ومستخدمي برامج التواصل الاجتماعي في عمل إعلانات لمنتجات قد تضر بالصحة أو بالأمن أو المجتمع وعليه يتم الحد من انتشار الإعلانات والدعايات المخالفة.