تعمل شركة أرامكو السعودية على تحقيق قيمة إضافية قوية من احتياطياتها من النفط الخام بعد أن قررت توجيه ملايين البراميل منها لتطوير وابتكار منتجات جديدة مثل الكيميائيات والعطريات وزيوت الأساس، ومواد التشحيم النهائية، في وقت تسارع الشركة لتحقق قصب السبق والريادة في أبحاث تحويل النفط الخام مباشرة إلى مواد كيميائية أو إلى الهيدروجين بوصفه مصدر الطاقة المحتمل تفضيله مستقبلًا، في وقت تحالفت أرامكو مع عملاقة البتروكيميائيات في العالم شركة “سابك” لبناء أكبر مجمع لتحويل النفط لكيميائيات في العالم في أعظم استثمار للقيمة المضافة لبرميل النفط بحجم استثمارات تقدر بحوالي 112,5 مليار ريال (30 مليار دولار).
وتعتقد أرامكو انه يمكنها تحويل ما بين 60-70 % من برميل النفط الخام إلى البتروكيميائيات باستخدام تكنولوجياتها الخاصة، في وقت يبلغ متوسط البتروكيميائيات 10-15 % من إنتاج المصافي العالمية مع اختلافات واسعة بين المجمعات المتكاملة؛ وستبدأ أرامكو بمعالجة وتحويل 400 ألف برميل يومياً من النفط الخام وتحويلها إلى طاقة ثلاثة ملايين طن سنوياً من الكيميائيات ومشتقاتها والزيوت الأساسية.
وتستهدف أرامكو تحويل مليوني إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط الخام إلى مواد بتروكيميائية خلال السنوات العشر القادمة قابلة لبلوغ سبعة ملايين برميل يومياً على مدى عقدين، في أعظم استغلال لأكبر احتياطيات النفط الخام في العالم وأقلها تكلفة وحسن استخدام البلاد الأمثل للطاقات الفائضة من النفط في صناعات جديدة مبتكرة وذلك مقارنة بطرق التصنيع التقليدية والتي تخضع النفط الخام لعدة عمليات صناعية وتكريرية في المصافي لإنتاج المشتقات النفطية مثل النافثا والبنزين والكيروسين وزيت الغاز ومخلفات التقطير وغيرها ومن ثم تحويلها لاستخدامات إنتاج البتروكيميائيات حيث إن مثل هذه العمليات التقليدية تتطلب خطوات تكريرية متشعبة وباهظة التكاليف والطاقة.
وعلى الرغم من المعضلات الكبرى التي تواجه المشروع من حيث التقنيات التي تعمل أرامكو على ابتكارها إلا أنها حققت تقدماً ملموساً بعدة تقنيات محتكرة مستفيدة من خبراتها على مدى 80 عامًا من تطوير كميات ضخمة من الاحتياطيات البترولية التقليدية، وما يصاحب ذلك من تطبيق وتطوير أحدث التقنيات التي تحتفظ أرامكو بحقوق ملكيتها في هذا القطاع، حيث بات بمقدور الشركة تحقيق قيمة كبيرة بتكلفة منخفضة والعمل بشكل يتسم بالكفاءة عبر كافة شرائح المنتجات التي تحظى بارتفاع معدلات الطلب عليها.
في حين أثار المشروع مخاوف المصنعين التقليديين للكيميائيات من حيث تمتع مشروع “أرامكو-سابك” بوفورات النفط الخام واحتياطياته وإمداداته الآمنة المستدامة وانخفاض تكلفة الإنتاج والمزايا النسبية الأخرى المتعددة والمبتكرة في ظل إستراتيجية أرامكو المتمثلة في استخدام النفط كلقيم رئيسي للبتروكيميائيات في مشروعاتها المستقبلية مدعمة بخمسة أنواع مختلفة من النفط الخام التي تتميز أرامكو بإنتاجها وتشمل الخام العربي الثقيل، والعربي المتوسط، والعربي الخفيف، والعربي الخفيف جدًا، والعربي الممتاز، ما يمنحها المرونة لتحسين مزيج إنتاجها من النفط الخام بما يفي باحتياجات عملائها في جميع الأوقات، مستنيرةً بنظرتها المستقبلية وتقييمها لمتطلبات تكرير النفط المستقبلية في الأسواق التي تخدمها.