نظم مركز باكو الدولي للتعاون بين الأديان والحضـارات (BCIC) بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) وسفارة جمهورية أذربيجان في النمسا ومركز جنيف المعني بحقوق الإنسان والحوار العالمي اللقاء الدَّوْلي (من التعاون بين الأديان والحضارات إلى التضامن الإنساني) ناقش خلالها عددًا من القضايا المهمة وذلك بقاعة المؤتمرات في قصر هوفبورج بفيينا.
ويهدف اللقاء تطوير آليات الحوار بين أتباع الأديان وبين الحضارات إلى مرحلة التعاون والتضامن الإنساني، وتعزيز الحفاظ على تقاليد التسامح الديني ونشر القيم الثقافية والأخلاقية، وكذلك إبراز المواقف المشتركة للمشاركين بشأن التحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية.
من جانبه أعرب معالي الأمين العام لمركز الحوار العالمي الأستاذ فيصل بن معمر، عن سعادته بالانضمام إلى هذا اللقاء الهادف إلى تعزيز التعددية والتعاون بين أتباع الأديان، والعمل معًا على إيجاد حلول تعالج تهديدات عالمنا وتحدياته، وكيفية ترجمة سبل التعاون بين أتباع الأديان والحضارات على الواقع من أجل تعزيز السلام في المجتمع، مؤكدًا أن هذا التضامن سيحدث أثرًا قويًا وتحوليًا ينعكس على العالم بأسره.
وأكَّد ابن معمر على ضرورة مناقشة جميع العوامل التي تهدد بتفريقنا، مثل: (الإرهاب والتطرف والتعصب العنصري والتمييز)، مشيرًا إلى خطاب الكراهية والتعصب، يؤجج جميع أشكال العنف في جميع أنحاء العالم، حتى داخل الأطياف السياسية السائدة، لافتًا إلى أننا نواجه جميعًا تهديدًا متناميًا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي يتمثل في تطبيع لغة ومصطلحات الإقصاء والتهميش، ما يعني أن شرائح المجتمع الضعيفة، (الأقليات الدينية والعرقية واللاجئين)، ستظل في مرمى نيرانها، إذا لم نقف صفًا واحدًا.
وفي هذا الخصوص، قدَّم الأمين العام للمركز بعض الاقتراحات الأولية لتحقيق هذه الغاية، منها الحاجة إلى تنسيق إستراتيجية موحدة، قادرة على إشراك الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات من أجل إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تواجهها مجتمعاتنا جميعًا، مشيرًا إلى تجرِبة مركز الحوار العالمي، التي يتفرّد بها في هذا الخصوص جمع القيادات الدينية وصانعي القرارات السياسية تحت مظلة واحدة بهدف إعداد مبادرات تسهم في تعزيز التلاحم الاجتماعي وحل النزاعات متعددة الأطراف، وتنفيذها، مؤكدًا على حاجة النخب الدينية إلى تحقيق فهم أكبر لكيفية التعامل بشكل صحيح مع صانعي السياسات والتفاعل معهم، وتمكين هذه النخب من أجل تبادل معارفهم وخبراتهم، ودعم صانعي السياسات الذين يعملون للتغلب على مظاهر التطرف وتعزيز قدرة المجتمعات، وذلك من خلال وضع آليات وإيجاد مساحات آمنة لتمكينهم من المشاركة، موضحًا أن القيادات الدينية غالبًا، ما يكونون أدرى بأعمال العنف والتمييز التي يشهدها الناس على أرض الواقع، جنبًا إلى جنب مع فهمهم لكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد مجتمعاتهم، مثل: قضايا الظلم الاقتصادي، والتنمية المستدامة، ومبادرات المياه النظيفة، وتوفير الوصول إلى التعليم، وتمكين المرأة والشباب. وغالبًا ما تكون هذه المعرفة أمرًا حيويًا بالنسبة للحكومات والمنظمات الدولية من أجل تنسيق الاستجابة الفعالة.
ودعا ابن معمَّر إلى ضرورة تدريب جميع فئات المجتمع على مكافحة خطاب الكراهية والتعرف على مؤشرات العنف، من خلال توعية المجتمعات بخطاب الكراهية. وصياغة برامج تدريبية من أجل تمكينهم وحمايتهم من بعضهم البعض مشيرًا إلى نهوض المركز بتدريب الشباب وتمكينهم من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومساعدة الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية على نشر رسائل السلام وتعزيز التفاهم المتبادل.