تعكف شركة النفط الهندية التي تديرها الدولة على استبدال ما يصل إلى ٪70 من أحجام الخام الإيراني بتدفقات متزايدة من المملكة والولايات المتحدة، في وقت تخطو الهند بصفتها أكبر مشتري للنفط الخام الإيراني بجهود كبيرة للعثور على إمدادات بديلة، وفقا لرئيس الشركة سانجيف سينغ في مقابلة “قلوبال بلاتس”. وتحتفظ أكبر مصفاة تكرير في الهند، بخياراتها للتوقيع على مزيد من الصفقات طويلة الأجل للخام السعودي والأميركي وستبحث الشركة مع معظم موردي النفط الخام الآخرين في الشرق الأوسط للتعويض عن الكميات الإيرانية المتبقية.
وقال سينغ “إن الكميات الإيرانية لشركة النفط الهندية في الوقت الحالي صفر، في حين أن المملكة لديها طاقة فائضة كافية وستكون قادرة على تلبية متطلباتنا ونحن نتوقع أيضًا وصول المزيد من الخام الأميركي إلى السوق في النصف الثاني من هذا العام”.
وحصلت شركة النفط الهندية على صفقات طويلة الأجل طاقتها 4.6 ملايين طن من الخام الأميركي لمساعدتها على استبدال ما يزيد قليلاً عن نصف وارداتها الإيرانية. ومن هذا الإنتاج، سيتم توريد ثلاثة ملايين طن من شركة النفط النرويجية “إكوينور، في حين سيتم الحصول على الـ 1.6 مليون طن المتبقية من شركة النفط الجزائرية سوناتراك.
وقال سينغ “بين السعودية والولايات المتحدة، سنهدف إلى تغطية حوالي ٪70 من النفط الخام الإيراني البديل، وبالنسبة إلى الاحجام المتبقية، لدينا مرونة في معظم العقود المحددة المدة لزيادة حجم التداول”. فيما تبدو شهية الهند الشديدة للخام الأمريكي واضحة بالفعل في أحدث الأرقام من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي بينت بأن الهند استوردت 263,000 برميل يوميًا من الخام الأميركي في الربع الأول من عام 2019، بارتفاع ثمانية أضعاف من 33,000 برميل في اليوم في الربع الأول من عام 2018. كما بلغت التدفقات الداخلة حتى الآن هذا العام أكثر من ضعف متوسط 2018 البالغة 131,000 برميل في اليوم. في حين أن شركة النفط الهندية قد تبحث أيضًا عن إمدادات إضافية من الكويت والإمارات العربية المتحدة والمكسيك لتحل محل الواردات الإيرانية، إلا أنها ستسعى بنشاط للحصول على كميات في السوق الفورية اعتمادًا على الجدوى التجارية. وكانت صادرات الخام الإيراني إلى الهند قوية قبل تطبيق العقوبات الحالية في نوفمبر 2018. ولكن الواردات انخفضت إلى حوالي 190,000 برميل في اليوم في الربع الأول من عام 2019، بانخفاض حاد من 440,000 برميل في اليوم في الربع الأول من عام 2018.
ولفت سينغ “عندما يخرج مورد كبير مثل إيران من السوق، يكون لذلك تأثير على الأسعار، ولسنا قلقين بشأن العرض لكننا قلقون بشأن الأسعار”، مضيفًا أن الهند تستورد أكثر من ٪80 من احتياجاتها من النفط الخام، في حين أن التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط كانت مدعاة للقلق حيث تأتي كميات هائلة من إمدادات الخام الهندية عبر مضيق هرمز. وقال “إذا تعطلت الإمدادات من خلال هذه القناة، فسيكون ذلك سيناريو صعبًا للغاية حيث لا يمكنك أن تعد نفسك لحصار طويل لتلك القنوات، حيث أن احتياطياتنا يمكن أن تعتني فقط بالاضطرابات القصيرة جدًا”.
قال سينغ “فيما يتعلق بأمن النفط في الهند، لا أقول إننا مرتاحون للغاية لكننا متوازنون بشكل جيد ولا يكاد يوجد أي مورد نفط لا نشتري منه”. “لذلك هناك بدائل”. وستبدأ شركة النفط الهندية في إنتاج ٪0.5 من زيت الوقود من الكبريت اعتبارًا من أكتوبر 2019، أي قبل ثلاثة أشهر من بدء تنفيذ قرار المنظمة البحرية العالمية لخفض نسبة الكبريت في وقود السفن ابتداء من أوائل 2020. وستحدد المنظمة البحرية الدولية المحتوى العالمي للكبريت في الوقود البحري بنسبة ٪0.5 اعتبارًا من 1 يناير 2020، من ٪3.5 حاليًا، خارج المناطق المحددة للتحكم في الانبعاثات حيث يبلغ الحد الأقصى بالفعل ٪0 .1.