رغم ظهوره في نسختين متتاليتين من بطولات كأس العالم خلال العقدين الأخيرين، تلقى المنتخب الجزائري لكرة القدم صدمة كبيرة بغيابه عن النسخة الماضية من المونديال، التي استضافتها روسيا العام الماضي.
وأضافت هذه الصدمة إلى اللطمة الكبيرة، التي تلقاها الفريق قبل عامين بالخروج صفر اليدين من الدور الأول لبطولة كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون دون تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث التي خاضها في مجموعته.
وما يضاعف من حجم الصدمتين، أن المنتخب الجزائري شهد في السنوات الأخيرة ظهور جيل من اللاعبين يحسد عليه، كما أن هذا الفريق نال خبرة جيدة من ظهور عديد من عناصره في أكثر من بطولة كبيرة عالمية وإفريقية في السنوات الماضية، بل إنه حقق حلماً طال انتظاره، وتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني بمونديال البرازيل بعد ثلاثة عقود من مشاركته الأولى في البطولة العالمية.
وكان الهدف التالي للفريق هو تحقيق ما لم يحققه على مدار أكثر من ربع قرن من الزمان، وهو الفوز بلقبه الثاني في بطولة كأس الأمم الإفريقية؛ حيث سبق للفريق أن أحرز اللقب مرة واحدة سابقة عندما استضافت بلاده البطولة في 1990.
ولكن محاولة الفريق في 2015 باءت بالفشل، إذ اجتاز الفريق مجموعته الصعبة في الدور الأول للبطولة، لكنه سقط أمام أفيال كوت ديفوار 1 – 3 في دور الثمانية للبطولة، قبل أن يكمل الأفيال طريقهم حتى منصة التتويج، ثم ازداد الوضع سوءاً في النسخة الماضية، وخرج الفريق من دور المجموعات بعدما حقق تعادلين ومني بهزيمة واحدة.
ورغم هذا، ما زالت الفرصة سانحة أمام الفريق لاستعادة اللقب الإفريقي بشرط الظهور بأفضل مستوياته خلال النسخة الجديدة التي تستضيفها مصر حالياً.
ويحتاج المنتخب الجزائري إلى الظهور في البطولة بشكل مغاير لما كان عليه في العامين الماضيين إذا أراد المنافسة بقوة على اللقب القاري.
ويضاعف من حاجة منتخب الجزائر للقب القاري، أن عدداً من نجوم هذا الجيل قد لا تتاح له فرصة المشاركة مجدداً في البطولات الإفريقية أو في كأس العالم القادم.
ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين إسلام سليماني (30 عاماً) ورفيق حليش (32 عاماً) وعدلان قديورة (33 عاماً).
وفي المقابل، يضم الفريق عدداً من النجوم الشبان الذين يحتاجون للفوز باللقب ليكون دافعاً قوياً لهم في المستقبل.
وقد يصبح اللقب القاري طوق النجاة للفريق من الانتقادات المتوقعة من جماهيره بعد التراجع الواضح في مستوى الفريق بعد إنجاز مونديال 2014.
وعلى مدار أول 11 نسخة من البطولة الإفريقية، لم يشارك المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) إلا في نسخة واحدة، وذلك العام 1968 بإثيوبيا، وخرج الفريق من الدور الأول، ولكن المشاركة الثانية للفريق شهدت نجاحاً جيداً في نسخة 1980 حيث فاز الفريق بالمركز الثاني.
ومنذ هذه النسخة، أصبح المنتخب الجزائري (الخضر) حاضراً بشكل شبه منتظم في البطولة الإفريقية، ولكنه لم يحرز اللقب سوى مرة واحدة عندما استضافت بلاده البطولة العام 1990.
وعلى مدار فترات عديدة، كان المنتخب الجزائري من المرشحين البارزين لإحراز اللقب الإفريقي خاصة في فترة الثمانينات من القرن الماضي، التي شهدت تأهل الفريق مرتين إلى بطولات كأس العالم وتفجير مفاجآت لا تزال خالدة في تاريخ البطولة العالمية.
ولكن ظلت إنجازات الخضر في البطولة الإفريقية قاصرة على لقب العام 1990، وجاءت الطفرة التي شهدتها الكرة الجزائرية في مطلع العقد الحالي لتؤكد قدرة الفريق على إحراز اللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه.
وكانت القرعة قد أوقعت المنتخب الجزائري (الخضر) في مجموعة الموت خلال النسخة الماضية من كأس إفريقيا في 2017 حيث ضمت مجموعته منتخبات تونس والسنغال وزيمبابوي.
ولكن القرعة كانت أكثر رفقاً؛ حيث يخوض فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن المجموعة الثالثة، التي تضم معه منتخبات السنغال وكينيا وتنزانيا، ما يعني أن الاختبار الأصعب للفريق سيكون في مواجهة السنغال، بينما ستكون المباراتان الأخيرتان في متناول الخضر.
وما يطمئن الفريق بالفعل في البطولة الإفريقية المرتقبة هو مشاركة عدد من النجوم البارزين أصحاب الخبرة، مثل رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، والموهوب سفيان فيغولي نجم جالطة سراي التركي، وعيسى ماندي مدافع ريال بيتيس الإسباني، وسليماني، إضافة إلى بغداد بونجاح، ويوسف بلايلي نجم الترجي التونسي.
وتمثل هذه البطولة فرصة أمام الفريق لإثبات وجوده بقائمته الحالية بعد ابتعاد عدد من الأسماء التي صالت وجالت في صفوف الفريق خلال السنوات الماضية، حيث يمر الفريق بفترة إحلال وتجديد هادئة بقيادة مديره الفني جمال بلماضي، الذي تولى المسؤولية في أغسطس 2018.