كشف تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) في المملكة لعامي 2018/19 والذي تم إصداره على هامش منتدى خاص عقد السبت الماضي، بمقر كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمحافظة رابغ، بدعم من الكلية ومركز بابسون العالمي لريادة الأعمال، عن تنامي ثقافة ريادة الأعمال في المملكة وحصول المواطن على الكثير من الدعم الذي يؤهله ليحقق النجاح من خلال الجهود المبذولة، والاعتماد على الذات، أو الاستقلالية وحس المبادرة.
وبين أن مدينة جدة سجلت أعلى معدل لنشاط ريادة الأعمال (TEA)، بنسبة بلغت 23٪ في عام 2018م، في حين أظهر التقرير بأن الرياض سجلت مستويات عالية في عام 2016 (20.5٪)، وهذا يشير إلى أن الرياض هي مركز راسخ لريادة الأعمال في حين أن جدة موقع يستقطب أصحاب المشاريع الجديدة.
وذكر التقرير أن 12 ٪ من البالغين في المملكة قدموا الأموال لرواد الأعمال في العام 2018م، وهو أعلى مستوى بين البلدان التي تم تقييمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهذه الزيادة تم رصدها على مدى العامين السابقين، وهي تشير إلى تأثيرها في صعود مؤشر TEA.
وأكد التقرير، بأن متوسط عمر رواد الأعمال في المملكة بلغ 37 عاماً، ويُظهر الملف العمري معدلات أعلى بين الفئات العمرية الأكبر سناً، ما يشير إلى أن هذا الفرد قد يكون لديه الموارد والخبرة والشبكات للاستفادة منها، لكنه يكشف أيضاً عن فرصة لتعزيز ريادة الأعمال بين الشباب، كما أن ثلاثة أرباع رواد الأعمال في المملكة حاصلون على شهادة الماجستير على الأقل. وتضمن التقرير أن 78٪ من سكان المملكة من الفئة العمرية (18-64 سنة)، يعتقدون أن أولئك الذين بدأوا أعمال تجارية جديدة بنجاح يتمتعون بمستوى عالٍ من الوضع الاجتماعي والاحترام. ثلثي هؤلاء يعتزمون بدء عمل تجاري بمجالهم المفضل.
وتوقع التقرير أن يقوم جميع رواد الأعمال الذين شملهم الاستطلاع خلال العام 2018م، بتعيين موظفٍ واحد على الأقل في السنوات الخمس المقبلة، مع توقع أن يقوم أكثر من 30 ٪ منهم بتوظيف ما يزيد على خمسة موظفين، مبينا بأن الابداع والابتكار في السوق صفة تتمثل في 37٪ من رواد الأعمال في المملكة حيث يعتبر بعض العملاء أو جميعهم أن منتجاتهم أو خدماتهم جديدة أو غير مألوفة.
ومن جهته أكد فهد الرشيد، نائب رئيس مجلس الأمناء في كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، “أن التقرير الذي يعد أحدث دراسة للمرصد كشف اليوم عن تنامي الوعي بثقافة ريادة الأعمال داخل المملكة، والتي تواصل نموها الواعد على مدى السنوات الثلاث الماضية، وما من شكٍ أن دعم النشاط الريادي في المملكة يعتبر ركيزة مهمة لرؤية المملكة 2030، وهنا يقدم التقرير رؤى فريدة حول سبل تعزيز القيادات الريادية لدى الشباب السعودي”.
كما قالت الدكتورة أسماء صديقي، العميد المكلف لكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، إن السعوديين أبدوا أعلى مستويات الثقة في قدراتهم على بدء عمل تجاري بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهنا نجد لهيئات مثل “منشآت” دور حاسم في تعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بالإضافة إلى ذلك تطور دور الأوساط الأكاديمية بشكل كبير في النهوض بريادة الأعمال، حيث تنامت الحاجة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى للارتقاء بمنهجيات التعليم، وتطوير طرق تطبيقها.