عظمت شركة أرامكو السعودية نمو استثمارات شركتها التابعة “شركة أرامكو فيما وراء البحار” التي تملكها بالكامل وصفقاتها الاستراتيجية الدولية الموفقة واللافتة التي ظهرت في نتائج أرامكو المالية الموحدة لعام 2018، حيث ظفرت بصفقات آسيوية جديدة بقيمة 8,2 مليارات ريال تشمل مجمعين للتكرير والكيميائيات في ماليزيا وكوريا الجنوبية.
وبدأت الشركة بعمليات استحواذ في ماليزيا شملت شراء حصة 50 % من شركة “بتروناس” في مجمع “بريفكيم” للتكرير، وعقدها صفقة استحواذ أخرى مماثلة بحصة 50 % من مجموعه “بتروناس” للكيميائيات في مجمع “بريفكيم” للبتروكيميائيات حيث بلغ مجموع المبالغ النقدية الاعتبارية للصفقات 3,534 مليون ريال (3,5 مليارات ريال)، بالإضافة إلى ذلك استحوذت أرامكو على 50 % من قروض المساهمين البالغة قيمتها 791 مليون ريال، كما ستقوم أرامكو بتوريد ما نسبته 70 % من إمدادات النفط الخام إلى الشركة، مما سيؤدي لاستدامتها.
وقالت أرامكو في نشرة الإصدار الأساسية لسنداتها الدولية بأن شركتها الفرعية أرامكو فيما وراء البحار ظفرت بصفقات دولية قوية عززت استراتيجية أرامكو وخططها التوسعية الضخمة في مشروعات الاستحواذ بالكامل أو بالتحالف لمصافي النفط ومجمعات البتروكيميائيات العالمية ودمجها ضمن سياستها التي تنتهجها في مفهوم المشروعات المدمجة المتكاملة للتكرير والكيميائيات.
وأشارت إلى أن شركة “بريفكيم” للتكرير والكيميائيات الماليزية التابعة لأرامكو تمتلك أصول مصفاة ووحدات تكسير البخار تحت الإنشاء كما في 31 ديسمبر 2018 والتي ستكرس لإنتاج منتجات التكرير والبتروكيميائيات ومن المقرر أن تبدأ العمليات في 2019، وقد أجرت أرامكو تقييماً للمعالجة المحاسبية لهذه الاستثمارات في إطار المعايير الإدارية الموحدة 11 والتنظيمات المشتركة وقررت أن الاستثمارين عمليتان مشتركة.
وتدعم أرامكو المشروع بإمداداتها من النفط الخام، فيما توفر “بتروناس” وشركاتها المنتسبة الغاز الطبيعي والكهرباء والمنافع الأخرى للمصفاة، وسيتشارك الطرفان في حقوق بيع وشراء منتجات المشروعين بحصص متساوية، وستنتج المصفاة التي تبلغ طاقتها التكريرية 300 ألف برميل في اليوم عددًا من المنتجات النفطية المكررة، مثل البنزين والديزل، تُطابق مواصفات الوقود يورو5، كما ستوفر المصفاة اللقيم المطلوب لمجمع البتروكيميائيات المتكامل الذي سيعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 ملايين طن سنويًا من المنتجات البتروكيميائية.
وتقود شركة أرامكو فيما وراء البحار شراكة استراتيجية لمنظومة مشروعات داخل أوروبا وأجزاء أخرى من العالم وتدير بعض مشروعات البنية التحتية الأكثر ابتكاراً في العالم وتركز في أعمالها على قطاع المصب للتكرير والكيميائيات في مشروعين ضخمن في آسيا، ومشروع محطة النفط الخام ومرفق التخزين في هولندا، في وقت تشكّل استثماراتها ومشروعاتها المشتركة جزءًا لا يتجزأ من منظومة أرامكو السعودية العالمية للنفط الخام والغاز والكيميائيات.
وتنفذ شركة أرامكو فيما وراء البحار أنجح الصفقات التي تعزز تنافسية أرامكو وهيمنها بقيادة سوق الطاقة العالمي وأبرزها شراء حصة بنسبة تبلغ 17 % من هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 4,7 ملياراتريال (1.25 مليار دولار)، وتمتلك “هيونداي أويل بانك” 650 ألف برميل من طاقة تكرير النفط اليومية، وتصدر منتجات نفطية على مستوى العالم وتدير 2400 محطة وقود ومحطات شحن السيارات حول كوريا الجنوبية، كما تنتج البتروكيميائيات ولديها محطة للنفط في أولسان.
وتشدد أرامكو على مواصلتها تعزيز مكانتها الرائدة عالميًا في قطاع أعمال التكرير والمعالجة والتسويق، مستشهدة باستحواذاتها الأخيرة الناجحة التي تبرهن على إقدامها الحثيث للاستثمار في قطاع التكرير في آسيا، والتزامها المستمر بأمن الطاقة وتطوير مناحيها في آسيا والتي تعد أكبر سوق لنفط أرامكو حيث تشكل مصافي التكرير الآسيوية مركزًا رئيسيًا للطلب على صادرات المملكة من النفط الخام، في وقت تدفق 71 % من إجمالي صادرات المملكة من النفط إلى آسيا في عام 2018، حيث نجحت شركة أرامكو في سلامة وموثوقية تصدير 7,328 مليون برميل من النفط السعودي الخام في 2018 لمختلف أنحاء العالم شكلت أسواق آسيا أكبر الحصص بطاقة 5,211 مليون برميل يومياً، في وقت تبحث أرامكو عن توفير خيارات لتسويق النفط الخام وإمداداته وشراء المنتجات على المدى الطويل كجزء من أعمالها التجارية.
ويشارك خبراء أرامكو فيما وراء البحار في إقامة المشروعات المشتركة الصعبة التي تواجه أرامكو السعودية والشركات التابعة لها حول العالم والعمل على هذه المشاريع، والبحث عن شركاء مبتكرين لإدارة بعضاً من أكثر مشاريع البنية التحتية ابتكارًا في العالم، وتسعى أرامكو فيما وراء البحار دوماً عن الشركاء المثاليين على المدى الطويل، في وقت أظهرت على مدار الستين عامًا الماضية سجل حافل من الشراكات ذات الجودة والتميز والابتكار وانتهاج أحدث التقنيات، وتشمل خدماتها البحث والتكنولوجيا، والهندسة، والمشتريات، والمحتوى المحلي، والتعاقد، والخدمات اللوجستية، وخدمات التوظيف والتطوير المهني.
وينصب تركيز الشركة على تحديد الشركاء والبرامج الفنية التي ستمنح أرامكو السعودية ميزة تنافسية، ويتبع شركة أرامكو فيما وراء البحار عدد من المشاريع الدولية العملاقة ولها العديد من الفروع الرئيسية في جميع أنحاء العالم، مشروعان يركزان على المصب للتكرير والكيميائيات في آسيا، ومحطة للنفط الخام ومرافق التخزين في هولندا وهي واحدة من أكبر شركات تخزين ونقل النفط في منطقة اليورو في روتردام، وتعالج 35 مليون متر مكعب من النفط سنويًا أي ربع إجمالي الكمية المتداولة في المنطقة.
ويتم شحن النفط من دول تشمل روسيا وفنزويلا وكذلك من المملكة العربية السعودية، وعند وصولها يتم تخزينها في 33 خزانًا قبل توزيعها على مختلف العملاء المحليين والدوليين عبر خطوط الأنابيب، وتستهدف أرامكو فيما وراء البحار المشاريع المشتركة لتكرير النفط الخام، وصناعة البتروكيميائيات، وتسويق المنتجات المكررة والبتروكيميائية، ومشاريع الطاقة الشمسية، وتتولى الشركة إدارة مشتريات مصفاة جازان بقيمة نحو بليون دولار من المعدات.