ظهرت أبرز نتائج مشروع التحول الوطني الطموح العملاق 2020 في الشق الصناعي الأضخم انفتاحاً من حيث تمكين كبرى شركات النفط والغاز والبتروكيميائيات والبلاستيكيات المبتكرة والمنتجات الكيميائية المتخصصة السعودية لتكون لاعباً رئيساً في الأسواق الدولية ونقل حدة التنافس المحلي فيما بينها لتلاحم أعظم بتأسيس الكيانات الصناعية القوية الأعمق نفوذاً في سوق عالمي مفتوح تهيمن في أجوائه تحدي اتحادات عدة شركات بترولية كيميائية عالمية كبرى منافسة يتزعمها اتحاد شركتي «داو» و»دوبونت» بصفقة قيمتها 68,6 مليار دولار وحصص سوقية مشتركة بقيمة 130 مليار دولار، وغيرها من الصفقات.
إلا إن صفقة استحواذ أكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم شركة أرامكو السعودية لغالبية أسهم أكبر شركة للبتروكيميائيات والمنتجات المتخصصة في العالم «سابك» بقيمة حوالي 260 مليار ريال، ما يعادل 69.1 مليار دولار، وتمثل قيمة حصة 70 % المنتزعة من صندوق الاستثمارات العامة، قد دفعت عمليات الاندماج والشراء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 420 مليار ريال (112 مليار دولار) في النصف الأول من 2019 وهي أعلى مستوياتها على الإطلاق أي بزيادة 231 % عن القيمة المسجلة خلال 2018 وحتى الآن.
ولفت مصرفيون ووكلاء ائتمان لتركيز أرامكو السعودية في صفقاتها على فرص التكامل الرأسي لمنتجات الشركة في مرحلة الإنتاج الأولي ونفذتها في الولايات المتحدة بالاستحواذ الكامل على مصفاة «موتيفا» أكبر منشأة تكرير في شمال أميركا، وفي كوريا الجنوبية في مصفاة «إس-أويل»، والصين والهند واليابان، وقالت وكالة «فيتش» للتصنيف إن استحواذ شركة «أرامكو» على شركة «سابك» المصنفة بدرجة امتياز مرتفع بنظرة مستقبلية مستقرة مواكبة للجهود التي تبذلها شركات النفط العالمية الكبرى وشركات النفط الوطنية لزيادة الاندماج في مجالات التكرير والبتروكيماويات والتي تمثل هوامشها عكس التقلبات الدورية لأسعار النفط وتمثل تحوطًا ضد انخفاض أسعار النفط.
وقالت وكالة التصنيف يتماشى استحواذ أرامكو السعودية على الحصة الحكومية البالغة 70 % في شركة سابك، وهي أحد أكبر منتجي البتروكيميائيات في العالم، مع استراتيجية الشركة للتكامل الرأس المعزز لتنويع الإيرادات مع التأثير بشكل محدود في قدرة أرامكو السعودية المالية.
وأضافت «وبشكل عام فإننا نرى أن المُعاملة ذات تأثير محايد في التصنيف، وفهمنا من الإدارة أنه سيتم تمويل الصفقة بشكل رئيس من تدفقات أرامكو السعودية النقدية الحرة، وأنه سيتم دفع المقابل المالي على أقساط خلال الفترة من عام 2019 إلى 2021، ووفق توقعات الوكالة ستساهم سابك بنحو ثمانية مليارات دولار سنويا في أموال أرامكو السعودية الناتجة عن العمليات، وقالت «نحن نقدر أنه مع شركة سابك فإن حصة المصب في إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك في أرامكو السعودية سترتفع إلى 9 %، من 3% قبل حصة سابك».
بالإضافة إلى ذلك، فقد بلغت الصفقات والمعاملات التجارية المحلية البينية لكل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعلى مستوياتها على الإطلاق لتصل إلى 379,5 مليار ريال (101.2 مليار دولار) و322,9 مليار ريال (86.1 مليار دولار)، بارتفاع 375 % و699 % على التوالي، وفي حين أن عمليات الاندماج والشراء الواردة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصلت أيضًا إلى أعلى مستوياتها حتى 56,6 مليار ريال (15.1 مليار دولار)، فقد انخفضت عمليات الاندماج والشراء الصادرة من 6.5 مليارات دولار في عام 2018 إلى 4.6 مليارات دولار خلال عام 2019 وحتى الآن، وهو أقل حجماً منذ عام 2004 حتى الآن، وتمثل صفقات الطاقة حالياً 80 % من مشاركة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عمليات الاندماج والشراء من حيث القيمة، يليها القطاع المالي بحصة سوقية تبلغ 13.7 % ولكن مع احتساب 44 صفقة، أي أكثر بعدد 18 صفقة من 26 صفقة مسجلة في قطاع الطاقة.
وأصدرت شركة «ريفاينتف» تحليل الخدمات المصرفية الاستثمارية للربع الثاني 2019 في الشرق الأوسط، ووفقًا للتقرير بلغ إجمالي رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 504.8 مليون دولار خلال 2019 وحتى الآن، أي أقل بنسبة 12.7 % من قيمة الرسوم المسجلة خلال النصف الأول من عام 2018، وبلغ إجمالي رسوم الاكتتاب في أسواق رأس المال 147.6 مليون دولار، بزيادة 1.7 % دولار على أساس سنوي وهو ثاني أعلى حجم رسوم للمنطقة منذ بدء سجلات التحليل في عام 2000.
وانخفضت رسوم أسواق رأس المال بنسبة 64.8 % إلى 24 مليون دولار، وهو أدنى مستوى خلال 10 أعوام، وبلغت الرسوم الناتجة عن عمليات الاندماج والاستحواذ المكتملة 207,4 مليون دولار، بزيادة قدرها 232 % عن العام الماضي إلى ثاني أعلى مستوى على الإطلاق، وصلت رسوم القروض المشتركة إلى 125.8 مليون دولار، بانخفاض 58.4 % عن عام 2018، وشكلت رسوم أسواق رأس المال 29.2 % من إجمالي رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي ثاني أعلى حصة سوقية منذ عام 2001.
وشكلت رسوم الإقراض المشتركة 24.9 % في حين ارتفعت حصة رسوم الاندماج والاستحواذ المكتملة إلى أعلى مستوى منذ بداية العام، وهو ما يمثل 41.1 % من السوق، وشكلت رسوم الاكتتاب في أسواق رأس مال الأسهم 4.8 %، وهو أدنى مستوى خلال عشرة أعوام، وحصل بنك «أتش أس بي سي» على معظم الرسوم المصرفية الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2019 وحتى الآن، أي ما مجموعه 65.8 مليون دولار لحصة 13 % من إجمالي الرسوم.
أما بالنسبة لأسواق رأس المال فقد بلغ إجمالي إصدارات الأسهم والسندات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 1.1 مليار دولار في عام 2019 وحتى الآن، بانخفاض 73 % على أساس سنوي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2004، تمثل 88 % من الإصدار في المنطقة، ارتفاعا من 16 % خلال العام الماضي، وجمعت شركة المراكز العربية للاكتتاب العام 658.6 مليون دولار وتبرز كأكبر صفقة حتى الآن هذا العام.
وعلى الرغم من انخفاضه بنسبة 12 % مقارنة بعام 2018 حتى تاريخه، إلا أن إصدار الديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقف حاليًا على ثالث أعلى مستوى منذ بدء السجلات، حيث بلغ 53.1 مليار دولار حتى الآن من هذا العام، وكانت المملكة العربية السعودية أكثر الدول نشاطًا في المنطقة حيث استحوذت على 40.5 % من النشاط من حيث القيمة، في حين شكلت الحكومات والوكالات 48.3 % من الإصدار هذا العام وحتى الآن.