أكد الخبير الزراعي والسياحي راضي الحربي أن تنمية البيئات الريفية تعتبر من أهم القضايا التي تشغل الباحثين في المجال الزراعي والاجتماعي في المجتمعات المتقدمة، حيث تسعى الكثير من الحكومات إلى تطوير الحياة الريفية والتحسين من نوعها وتقديم الدعم الاقتصادي للذين يعيشون في الحياة الريفية، من خلال تنمية الموارد الطبيعية وتفعيل دور المرأة التي تساعد على توافر الاحتياجات الأساسية لسكان الريف، مستشهداً بتجربة بعض الشركات الداعمة لمثل هذا التوجه السياحي الزراعي، من خلال العمل والتعاون مع إدارات تقدم المنح المالية من جهات عالمية للاتحاد الأوروبي والرعاية الأميركية للتنمية لخلق وجهات زراعية جديدة في العديد من محافظات الأردن مع تدريب المزارعين في مناطقهم والطرق التي تكفل تنمية الأرياف التي يعيشون فيها بشكل يدعم السياحة الريفية بها، مع دعم المواد الغذائية وتربية الحيوانات والنحل في جو ريفي بعيد عن المدينة.
وأوضح الحربي أن مثل هذا الدعم للبيئات الريفية سيخلق فرص مهمة للسياحة ولمبدأ البيئة الزراعية التي يمكن أن تسهم في تنمية الاقتصاد، فتجربة تطبيقها على بعض مناطق الأردن على سبيل المثال حقق مكاسب كبيرة على مستوى ثلاث مناطق وهي جرش، السلط، عجلون، من خلال تأهيل وتدريب 30 مزرعةً وبيتاً ريفياً، مؤكداً على انعكاس مثل هذه التنمية للبيئات الريفية على نواحي عدة، من الجانب الوطني مثل هذه التنمية سينعكس على الناحية الوطنية في خلق مناطق ريفية كوجهة سياحية تستقطب الوافدين من خارج البلاد وتجذب السائح الداخلي من طلاب المدارس، ووزارة السياحة، والجامعات، وأصحاب الأعمال، أما من الناحية الاقتصادية فإنها ستسهم في خلق فرص وظيفية متعددة لأبناء الريف والمناطق الزراعية مع التشغيل الذاتي لتلك المزارع وزيادة دخل المزارع مع تغيير نمط الفكر التقليدي للخروج بنمط فكر ابتكاري بالزراعة وتطوير المنتج، في حين يتضح الأثر الاجتماعي في تمسك المزارعين بأراضيهم الزراعية وتنميتها وتطويرها بشكل يحافظ على المساحات الخضراء، مع إبراز دور المرأة في الزراعة ودعم المنتج الغذائي والحيواني والحرف التقليدية، كما يظهر الأثر البيئي في تشجيع القطاع الخاص من مالكيين المزارع بإنشاء نزل بيئية والمحافظة على البيئة، كذلك المحافظة على البيوت التراثية من الحجر والطين وترميمها لتكون متاحف صغيرة أو وحدات سكنية ريفية، أما الأثر الزراعي فيتضح في استغلال المناطق الخالية من الزراعة وزراعتها بالأعشاب العطرية والنباتات الطبية كذلك زيادة العمل والتعاون بين المزراعين وتبادل الخبرات وزيادة العمل والتعاون بين مراكز الأبحاث الزراعية والمزارعين، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات الزراعية.
ودعا الحربي الجهات المعنية لتبني مثل هذه الخطوات بالتعاون مع جهات خبيرة ومختصة لتطوير الحياة الريفية في المملكة على اعتبار أن العديد من المناطق الزراعية في المملكة تمثل ثروة حقيقية لتحقيق مثل هذه الأهداف.