الحج ميلاد جديد للإنسان فهنيئا لمن كتب الله له الحج وهنيئا لمن تقبل منه ، الحج ليس عبادة فقط وإنّما سلوك حضاري، يجب أن يحترمه ويتبعه مؤدو الفريضة لأنّه من أبجديات الأخلاق الإسلامية الحقّة.
ورحلة الحج مليئة بالشوق والشجون لنداء الحق: «وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ» (27 سورة الحج).
وتفيض الرحلة بتلبية النداء: «لبيك اللهم لبيك».
ولكل من مواقيت وأفعال الحج فلسفة معينة تبدأ من التجرد من الدنيا بالإحرام ، فقط من يعيش أجواء الحج يفهم معنى لمن إستطاع إليه سبيلا مهما كانت رفاهية الخدمات المقدمة الحج جهاد بمعنى الكلمة تقبل الله من الجميع.
فقد أتوا من شتى بقاع الأرض، رجالاً ونساء، شعوباً مختلفة الألوان والأجناس والأعراق، أتوا جواً وبحراً وبرّاً جمعتهم كلهم قبلة المسلمين.
في مكة التقوا واستقوا من فيض اللحظات المقدسة،صوت من الجنة وقيثارة من السماء تصدح فى عالم الروح والملائكة تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والطاعات،
وان الحج أقوى فريضة من الفرائض الخمس، وهي من الفرائض المحببة جدًا عند الله سبحانه وتعالى، والحج في يوم عرفة، وهذا اليوم يعتبر يوم بالسنة متكاملة، كما أن الدعاء في هذا اليوم مستجاب، ولا يرد فيه دعوة الداعي.
الحج عبادة جزيلة الثواب وحسبنا أنه يمحو الخطايا ويطهر الإنسان من أدران ذنوبه السابقة فيرجع الحاج إلى أهله طاهر القلب نقي السريرة وكأنما ولد من جديد ويبقى ذلك مشروطاً بالطاعة الخالصة والإقبال الصادق.
اللهم سلم الحجاج والمعتمرين في برك وبحرك وجوك، اللهم أعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين،
بشراكم يا حجيج بيت الله، وهنيئاً لكم إسقاط الذنوب.

بقلم / فاطمة الفضل