أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أن تركيا تستعد “للقضاء” على التهديد الذي تمثله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية “في وقت قريب جداً”.
وقال أردوغان في خطاب متلفز في أنقرة “لتركيا الحق في القضاء على كافة التهديدات لأمنها القومي”.
وأضاف “إن شاء الله سننقل العملية التي بدأت (بعمليات سابقة داخل سورية) إلى المرحلة التالية في وقت قريب جداً”.
وأثناء إلقاء أردوغان كلمته، كان مسؤولون أميركيون وأتراك في مجال الدفاع يجرون محادثات في أنقرة.
ويكرّر أردوغان منذ عام ونصف عام تهديده بشن هجوم جديد ضد الأكراد في منطقة شرق نهر الفرات ويحشد قواته منذ أشهر قرب الحدود السورية وفق وسائل إعلام تركية.
وفي محاولة لتهدئة الوضع، اقترحت واشنطن نهاية العام الماضي إنشاء “منطقة آمنة” بعمق ثلاثين كيلومتراً على طول الحدود بين الطرفين. رحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت على أن تدير تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.
وحتى الآن لم تلق الاقتراحات الأميركية أصداء إيجابية لدى تركيا. وقال أردوغان “تركيا تتوقع خطوات من الولايات المتحدة تتناسب مع وضعها كحليف في حلف شمال الأطلسي وشريك استراتيجي”.
وأضاف “لتركيا الحق في القضاء على كل التهديدات ضد أمنها القومي. وتجفيف مستنقع الإرهاب في شمال سورية يتصدر أولوياتنا”. من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الثلاثاء إن أي عملية تركية في شمال سورية ستكون “غير مقبولة” وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وأنقرة.
وأضاف إسبر للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان “نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول”.
ومضى يقول “ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة… للولايات المتحدة وتركيا وقوات سورية الديمقراطية في شمال سورية”.
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، بمساندة أمريكية من انتزاع السيطرة على أغلب مناطق شمال شرق سورية من تنظيم داعش في السنوات الأربع الأخيرة. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية.
وقال إسبر إن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن قوات سورية الديمقراطية، لكنه لم يصل إلى حد تقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة ستحميها في حال تنفيذ تركيا عملية عسكرية.
من ناحية أخرى أعلنت المعارضة السورية أمس مصرع خمسة أشخاص على الأقل وإصابة 30 آخرين في قصف جوي على مدن وبلدات ريفي حماة وادلب.
وقال قيادي في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية: “قتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 30 آخرين في إلقاء طائرات مروحية تابعة للنظام السوري 11 برميلاً متفجراً وثلاثة ألغام بحرية على مدينة مورك بريف حماة الشمالي”.
وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “قصفت طائرات حربية سورية فريق الدفاع المدني الذي توجه لإسعاف المصابين، ما أدى لإصابة بعض المتطوعين بجروح واحتراق سيارتهم ودمار معداتهم”.