سجلت مواسم السعودية 2019 في كل من المنطقة الشرقية ومحافظة جدة، وكذلك شتاء طنطورة في العلا وفعاليات رالي الدرعية الدولي الذي أقيم في الدرعية نهاية العام الماضي 2018 بدايات لتجربة عملية تنظيم وتفعيل التأشيرة السياحية المواكبة للفعاليات، تمهيداً لإطلاق أشمل للتأشيرة لعشرات الدول المستهدف قدوم مواطنيها لمختلف مناطق المملكة في الربع الأخير من العام الحالي.
ويأتي توجه المملكة نحو استهداف سياح الخارج تنفيذاً لبنود رؤية المملكة 2030 التي تركز على جوانب تنويع الإيرادات والدخل الوطني بعيداً عن التركيز على النفط كمورد رئيس لميزانية المملكة، وكذلك مواكبة التوجه العالمي نحو استهداف السوق السياحي لدوره في توفير فرص عمل جديدة للسعوديين والسعوديات في مجالات متعددة ذات ارتباط كبير بالقطاع السياحي والترفيهي، ومن أبرز القطاعات التي ستوفر فرصاً قطاع الإيواء ممثلاً بالفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية والمدن الترفيهية، ووكالات السفر والسياحية ومنظمي الرحلات السياحية والمرشدين والمرشدات للسياح بمختلف اللغات، وهناك خدمات مساندة وفرص عمل دائمة ومؤقتة سترتبط بقدوم السياح من مختلف دول العالم.
ورغم أن المملكة حققت جزءاً مهماً في توجيه سياح الداخل لقضاء جزء أكبر من فترات إجازتهم في مناطق المملكة، حيث شهدت إجازة عيد الفطر، وأجزاء كبيرة من الإجازة الصيفية الحالية، نقصاً واضحاً في عدد المسافرين للسياحة وحضور الفعاليات، وخاصة لدول الجوار مثل دبي والبحرين، حيث إن معظم الفعاليات التي كانت في هذه الدول أصبحت متاحة ليس على مستوى المدن الرئيسة بل في معظم مدن المملكة، ومما أسهم في تحقيق حراك اقتصادي محلي كان يوجه سابقاً للخارج، ومع كل هذا فإن التوسع في التأشيرة السياحية يتوقع أن يحقق معه وجوداً أكثر للفعاليات على مدار العام تغطي جميع مدن المملكة.
ويعول في جذب سياح الخارج، على تفعيل سياحة التراث والمتاحف والسياحة الثقافية، وخاصة أن العديد من مناطق المملكة ستشهد افتتاح وتطوير عدد من المتاحف والمواقع التراثية في إطار برنامج خادم الحرمين للتراث العمراني، وفضلاً على أن انتقال قطاع الآثار لوزارة الثقافة مع مطلع المقبل 2020 سيعد بمثابة نقلة جديدة لهذا القطاع وتطوير نحو استهداف فئات كبيرة من الأجانب تهتم بهذا المنتج السياحي المهم، ويعول على محافظتي الدرعية والعلا ووسط جدة التاريخية في جذب غالبية المهتمين والمهتمات بسياحة الآثار التي ستنعش عدداً من القطاعات المساندة لها بشكل أكبر في الأعوام القليلة المقبلة.
وكان موسم جدة الذي تواصل على مدار شهر كامل وانتهى في منتصف شهر ذي القعدة الماضي، عن إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية الفورية، حيث تصدر في غضون ثلاث دقائق فقط، وتستهدف بشكلٍ خاص زوار موسم جدة، أحد مواسم السعودية الذي يهدف إلى إبراز الفرص التنموية وتسليط الضوء على المملكة كإحدى الدول السياحية الرائجة في العالم، ويأتي إقرار التأشيرة السياحية الإلكترونية التي توصف بكونها استثنائية في مسعى لتعزيز تدفق السياح والزوار إلى عروس البحر الأحمر، والدفع لإنجاح موسم جدة الذي يعد الأول من نوعه، ومما يسهم بإنعاش القطاع السياحي الوطني بشكل عام، وحققت دوراً في تنشيط ودعم موسم جدة بشكل خاص، بعدد أكثر من سبعة آلاف تأشيرة سياحية، حيث عكست هذه المبادرة اهتمام قيادة المملكة بكل ما من شأنه الارتقاء بقطاع السياحة، وحرصها على مواكبة متطلبات التنمية الجديدة، حيث تعد السياحة اليوم محركاً أساسياً للاقتصاد الوطني، وعنصراً مهماً في التنويع الاقتصادي الذي تتطلع المملكة لتحقيقه”.
وقد نجت آلية ربط إصدار التأشيرة بشراء تذاكر لأي من المناسبات والفعاليات التي قدمها موسم جدة السياحي، حيث يضمن شراء تذكرة الدخول للسائح الحصول على التأشيرة السياحية الإلكترونية بشكل فوري وفي غضون ثلاث دقائق فقط، وذلك من خلال تسجيل الدخول على منصة شارك https://www.sharek.sa/، واتباع الإرشادات البسيطة، لتصدر التأشيرة بشكل فوري.
وكانت وزارة الخارجية تمنح التأشيرات السياحية سابقاً، وفقاً لشروط منها أن تمنح لمواطني الدول الأوروبية والأميركيتين، واليابان، والصين، وسنغافورة، وماليزيا، وبروناي، وأستراليا، وكوريا الجنوبية، وجنوب إفريقيا، عن طريق التقدم لإحدى الشركات المعتمدة التي بدورها تقدم الجوازات للممثلية المعنية بعد حصولها على أرقام التأشيرات، ويكون قدوم السائحين وإقامتهم برعاية واستضافة جهات معينة ومرخص لها بمزاولة خدمة واستقبال ونقل السياح القادمين من خارج المملكة والإشراف على إقامتهم ومغادرتهم، ويتم قدوم السياح ضمن مجموعات بحيث لا تقل كل مجموعة عن أربعة أشخاص، وألا يقل عمر المرأة المطلوب التأشير لها عن 30 عاماً، وما دون ذلك يكون قدومها مع محرم، وألا تشتمل البرامج السياحية والزيارات المناطق المحظورة على غير المسلمين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وأن تعامل طلبات السياح من الدول المشار إليها أعلاه الموجودين في غير بلدانهم وفق ما يعامل به غيرهم، بأن يكون قدومهم ضمن مجموعات، وأن تتولى تقديم التأشيرات لهم جهات مختصة مرخص لها، ومنها الهيئة العامة للسياحة وهيئة الترفيه ووزارة الثقافة.