صدر عن قيادة الجيش اللبناني بيان امس أشار فيه أن فجر الاحد، وأثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات». ولفت البيان إلى أنه وعلى الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص.
وجاء بيان الجيش بعد وقت قصير من اعلان المسؤول الاعلامي في حزب الله في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، إن «الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الاعلامي» التابع للحزب في منطقة معوض. ووصف ما حصل بـ»الانفجار الحقيقي»، مؤكداً أن «الحزب لم يسقط أي طائرة».
ولم يحدد عفيف ما إذا كانت الطائرتان اسرائيليتين، مكتفياً بالإشارة إلى أن «طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها». وجاء سقوط الطائرتين بعد وقت قصير من شن اسرائيل ضربات في سورية. وقال وزير الدفاع اللبناني الياس أبو صعب في تعليق لقناة المؤسسة اللبنانية للإرسال إن الخروقات الإسرائيلية تحدث «بشكل يومي عبر البحر والجو والبر، واليوم تطور جديد عبر الطائرات المسيرة» مشيراً الى أن «التحقيق جار لمعرفة كيف حدث هذا الخرق». ولبنان واسرائيل لا يزالان تقنياً في حالة حرب، وتتهم بيروت دائماً اسرائيل بانتهاك مجالها الجوي بالطائرات المقاتلة والمسيّرة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بإصابة ثلاثة أشخاص بشظايا جراء انفجار طائرة إسرائيلية بدون طيار في الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأحد. وأوضحت الوكالة أن الأشخاص الثلاثة أصيبوا بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية. كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن سماء العاصمة بيروت تشهد تحليقا مكثفا للطيران الإسرائيلي، وعلى علو منخفض. وأضافت أن الطيران الإسرائيلي ينفذ تحليقا على علو منخفض أيضا في مدينة صيدا بمحافظة الجنوب.
ويأتي هذا بعد ساعات من تحطم طائرتين إسرائيليتين بدون طيار في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت.
وندد لبنان الأحد بسقوط طائرتي استطلاع اسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، واصفاً ما جرى بـ»العدوان» على سيادة البلاد و»تهديدا» للاستقرار في المنطقة. ودان الرئيس اللبناني ميشال عون «العدوان الاسرائيلي السافر على الضاحية الجنوبية»، معتبراً أنه «فصل من فصول الانتهاكات المستمرة (…) ودليل إضافي على نيات اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة».
من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري أن سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت هو اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701 . وقال الحريري في بيان له انه:» سيبقى على تشاور مع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب لتحديد الخطوات المقبلة ، ولاسيما ان العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي ، يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر». وختم الرئيس الحريري قائلاً :»المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان في العالم أمام مسؤولية حماية القرار 1701 من مخاطر الخروقات الاسرائيلية وتداعياتها، والحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لأي مخططات معادية تهدد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية».