تواصل شركة أرامكو السعودية نجاحاتها في تحقيق استراتيجية الشركة في مفهوم المشروعات المتكاملة المدمجة للتكرير والكيميائيات التي شرعت في تطبيقها في كافة مصافي النفط التابعة لها المحلية والدولية ودمجها مع مجمعاتها للكيميائيات بما يحقق أكبر الوفورات في تكاليف التشغيل والإنتاج والاستخدام الأمثل للقيم سعيها نحو تحقيق رؤيتها بأن تصبح أكبر منتج متكامل في العالم في قطاعي الطاقة والكيميائيات.
ونجحت أرامكو بتنفيذ ثلاثة مشروعات مدمجة للتكرير والكيميائيات في المملكة بتكلفة مجتمعة بلغت حوالي 240 مليار ريال تشمل مصفاة «ساتورب» بالتحالف مع توتال بتكلفة 88 مليار ريال منها قيمة 50 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تم إنجازها وقيمة 38 مليار ريال للمرحلة الثانية التي تضيف الكيميائيات للتكرير مع تكلفة المشروعات التي سيجذبها. وشركة «بترورابغ» والتي أنجزت مرحلتين بحجم استثمارات مجتمعة بقيمة حوالي 74 مليار ريال منها 40 مليار ريال للأولى و34 مليار للثانية، وشركة «صدارة» بالتحالف مع داو بتكلفة 75 مليار ريال.
وعززت استثمارات أرامكو الناجحة للمشروعات المدمجة في المملكة خططها لتنفيذ مشروعات دولية مماثلة وقررت أرامكو بالفعل دمج مصفاتها في أميركا بأعمال الكيميائيات حيث وقعت شركة «موتيفا إنتربرايزز»، المملوكة لشركة أرامكو السعودية في ولاية تكساس في أميركا والتي تدير أكبر مصفاة في أميركا الشمالية بطاقة أكثر من 600 ألف برميل في اليوم، اتفاقية لشراء أصول أميركية أخرى تتمثل في الاستحواذ الكامل لمصنع «فلينت هيلز» للموارد الكيميائية الواقع بجوار مصفاة «بورت آرثر» في مجمع شركة موتيفا، مقابل مبلغ لم يكشف عنه، لكن فلينت هيلز كانت اشترت المصنع من «هنتسمان كورب» في 2007 مقابل 770 مليون دولار، ومن المتوقع إغلاق الصفقة في وقت لاحق من هذا العام.
وفي ظل إقدام أرامكو على صفقة دمج التكرير بالكيميائيات في مصفاتها في تكساس وأبعادها تحدث لـ»الرياض» د. محمد بن سالم الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، وقال: إن توسع أرامكو خلال العامين الماضيين أنصب على التوسع الرأسي وبمعنى آخر أن كثيراً من استثماراتها هي إما في مصافٍ جديدة مشتركة محلياً أو دولياً، وإما التوسع في الصناعة البتروكيميائية، وليس أدل من ذلك سوى شرائها 70 % من شركة «سابك» الذي يحقق لها هذا التوجه حيث تعد «سابك» من بين أكبر الشركات من حيث الدخل في مجال البتروكيميائيات على مستوى العالم، ما يعد نقلة نوعية في تسريع النمو بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق من خلال تحقيق التكامل بين مجالي البتروكيميائيات والتكرير، وتعزيز الربحية والقيمة المضافة من كل جزيء تنتجه الشركة.
وأضاف الصبان وبخصوص مشروع أرامكو التوسعي الكيميائي في مصفاة موتيفا في تكساس المرتقب المعلن عنه يبين حقائق اهتمام أرامكو بالسوق الأميركية سواء بالنسبة لمصفاة موتيفا أو المشروعات البتروكيميائية التي ستتجه لها أرامكو في الفترة القادمة، لافتاً إلى أن شركة أرامكو أيضاً لديها توجه لتوسعة الطاقة الإنتاجية لمصفاة التكرير في موتيفا إلى حوالي 1,5 مليون برميل في اليوم وهذا توسع كبير يجعلها من أكبر المصافي التي تعكف أرامكو على تنفيذها، ورأينا أن هذا سيؤدي إلى توسع أرامكو دولياً ويعزز من مكانتها التسويقية للزيت الخام بأكبر الحصص في تلك الدول التي تستثمر فيها أرامكو، وأعتقد أن هذا استثمار مجدٍ ومربح وتستطيع أرامكو من خلاله القيام بالتوسع الراسي من خلال البتروكيميائيات اللاحقة ومن خلال الصناعات التكريرية المعتمدة على المنتجات المكررة لهذه المصفاة وغيرها سواء في المملكة أو خارجها.
ويدير مصنع فلينت هيلز وحدة لتكسير الإيثيلين طاقتها 1.57 مليار رطل سنويا ووحدة لإنتاج مُركب حلقي الهكسان الذي يدخل في صناعة النايلون وشبكة أنابيب ومواقع تخزين، في وقت تعتزم شركة موتيفا تشغيل مصنع الكيميائيات بينما تبني ثلاث وحدات بتروكيميائية عملاقة داخل مجمعها في بورت أرثر في إطار توسعة تكلف 45 مليار ريال (12 مليار دولار) مع استثمار إضافي محتمل قدره 67,5 مليار ريال (18 مليار دولار) لعملياتها في الساحل الأميركي على خليج المكسيك بحلول العام 2023.