بالرغم من هيمنة المملكة على أكبر الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العالم بطاقة 336.2 مليار برميل من النفط المكافئ في نهاية 2018، إلا أن تقريرا نفطيا أوروبيا وصف الولايات المتحدة بأنها الرائدة في احتياطيات النفط القابلة للاستكشاف متجاوزة السعودية وروسيا لمعظم احتياطيات النفط التي يمكن استخراجها اقتصادياً وتقنياً. وتقدر شركة الأبحاث النرويجية «ريستاد للطاقة» أن الولايات المتحدة تملك حاليا 293 مليار برميل من الموارد النفطية القابلة للاستكشاف وهذا يزيد بمقدار 20 مليار برميل عن السعودية وحوالي 100 مليار برميل أكثر من روسيا.
وفي حين أن الاحتياطيات المؤكدة عادة ما تكون تقديرا إحصائيا متحفظا للنفط الذي سيتم إنتاجه من الحقول والآبار التي سبق أن وافقت عليها شركات النفط لتطويرها ووافقت عليها الحكومات، فإن تقرير «ريستاد» ينظر في الاحتياطيات القابلة للاستخراج وهي احتياطيات نفطية يمكن استخراجها وفق الجدوى الاقتصادية والتقنية.
شركة أرامكو السعودية أشارت لنمو في احتياطيات المملكة النفطية حيث بلغت في الحقول التي تعمل بها الشركة 336.2 مليار برميل من النفط المكافئ بما في ذلك 261.5 مليار برميل من النفط الخام والمكثفات، و36.1 مليار برميل من الغاز الطبيعي المسال و233.8 تريليون قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي كما في 31 ديسمبر 2018. مشددة بأن تقديرات الاحتياطي في نشرة الإصدار الأساسية لسنداتها الدولية تتوافق مع تعاريف ومعايير الصناعة المعترف بها دوليًا الصادرة عن جمعية مهندسي البترول والرابطة الأميركية لعلماء البترول والمجلس العالمي للبترول وجمعية مهندسي تقييم البترول.
وأكدت أرامكو في عرض تقدمي لسنداتها الدولية بأنها تدير قاعدة الاحتياطيات والموارد الفريدة في المملكة لتحسين الإنتاج وزيادة القيمة على المدى الطويل وفقًا لقانون الهيدروكربونات الذي ينص على أن عمليات الشركة في مجال الهيدروكربونات تعمل على تعزيز الإنتاجية الطويلة الأجل لمخزونات المملكة ودعم الإشراف الدقيق لمواردها من المواد الهيدروكربونية. وتاريخياً قامت الشركة باستبدال الاحتياطيات على أساس عضوي من خلال مراجعة تقديرات الاحتياطيات في الحقول القائمة ومن خلال التحديد والاستكشاف لتحديد الحقول الجديدة.
ونتيجة لذلك زادت الاحتياطيات المؤكدة في المملكة في أكبر حقول النفط التي تديرها الشركة منذ وقت الإنتاج الأصلي حيث زادت الاحتياطيات في حقل بقيق بأكثر من 13.5 مرة من العام 1944 عندما بدأ الإنتاج في الحقل إلى 2018. وبلغت نسبة استبدال النفط الخام العضوي ومكثفات الاحتياطيات بناءً على احتياطيات المملكة 104 %على أساس متوسط مدته ثلاث سنوات من 2016 إلى 2018. وبلغت نسبة استبدال احتياطيات المكافئ النفطي العضوي بناءً على احتياطيات المملكة 127 % على أساس متوسط نفس الفترة. ويتم احتساب نسب استبدال الاحتياطيات على أساس تغيرات الاحتياطيات المتعلقة بصافي سحب المخزون من الحقول العاملة، بدلاً من أحجام الإنتاج.
في حين تمتلك المملكة احتياطيات من النفط المكافئ أكثر من تلك المقدرة من قبل المدققين المستقلين المحايدين وقالت شركة أرامكو السعودية في نشرة الإصدار الأساسية لسنداتها الدولية: إن شهادة الطرف الثالث المستقلة فيما يتعلق باحتياطيات المملكة المقدرة 208.7 مليار برميل من احتياطيات النفط المكافئ للمكامن التي تم تدقيقها لا تغطي كامل احتياطاتها، حيث إن المدققين والمراجعين المستقلين لحسابات الشركة قيموا كما في 31 ديسمبر 2017 مكامن تعتقد الشركة أنها تمثل حوالي 80 % من احتياطي النفط المكافئ في المملكة والتي تمتلك الشركة حقوقًا بموجب الامتياز وتظل تنتجه بعد 31 ديسمبر 2017 ولكن قبل 31 ديسمبر 2077 وهي نهاية فترة الامتياز البالغة 40 عامًا بالإضافة إلى أول 20 عامًا من التمديد.
وقالت أرامكو: إن جميع الموارد الطبيعية داخل المملكة بما في ذلك الهيدروكربونات مملوكة للمملكة ومن خلال الامتياز منحت الحكومة الشركة الحق الحصري في استكشاف وتطوير وإنتاج الموارد الهيدروكربونية في المملكة، باستثناء المناطق المستبعدة حيث إن احتياطيات النفط الخام والمكثفات أو الغاز الطبيعي أو الهيدروكربونات الأخرى هي احتياطيات مملوكة من قبل المملكة والتي يحق للشركة تشغيلها وتطويرها من خلال الامتياز واستثناء الاحتياطيات التي يحق لكيانات أخرى تطويرها بما في ذلك المنطقة المقسومة بين المملكة ودولة الكويت.
وما يؤكد قوة وصحة تقديرات أرامكو لاحتياطيات نفطيها ما جاء في تقرير شركة «بريتيش بتروليوم» السنوي الأخير والذي كشف عن ارتفاع احتياطيات النفط المؤكدة في المملكة العربية السعودية بواقع 30 مليار برميل وبنسبة 11 % عما كان يعتقد سابقًا لتصل لحوالي 300 مليار برميل، بعد أن قدمت أكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط الخام في العالم تفاصيل جديدة حول تكوين احتياطاتها العملاقة من النفط والغاز.
وأكدت شركة بريتيش بتروليوم في تقريرها أن المملكة العربية السعودية تملك 297.7 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المؤكدة في نهاية العام 2018، مع ارتفاع الاحتياطيات بمقدار 1.7 مليار برميل في العام السابق. وأشارت إلى أن أرقام الاحتياطي السعودي تزيد بنحو 30 مليار برميل عن مستوياتها قبل عام، مما يعكس تفاصيل جديدة من شركة النفط الحكومية العملاقة «أرامكو السعودية» بشأن تصنيف سوائل الغاز الطبيعي أو «الغاز الرطب» كنفط سائل.