تخطط شركة أرامكو السعودية وشريكتها توتال الفرنسية لإنتاج ما قيمته 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) من الكيميائيات المتخصصة ومشتقاتها في مجمع “أميرال” للكيميائيات الذي يطوره الشريكان في مجمع “ساتورب” للتكرير والكيميائيات بالجبيل2 البالغة حجم استثماراته أكثر من 18,75 مليار ريال (خمسة مليارات دولار). ويتميز مشروع أميرال بكونه أول المشروعات التي تتكامل فيها وحدة تكسير مختلطة ومصفاة لتكرير النفط ضمن مجمع واحد في منطقة الخليج العربي، ويمتاز أيضاً بطرح 10 منتجات جديدة لم يسبق تصنيعها في المنطقة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المجمع في العام 2025.
وقال عبدالعزيز الجديمي النائب الأعلى لرئيس التكرير والمعالجة والتسويق في شركة أرامكو السعودية والذي يحضر لعرض تقدمي عن المشروع في مؤتمر دولي: “تمر صناعة الكيميائيات عالمياً بمرحلة من النمو المهم، ومن المتوقع أن تتحول إلى محرك رئيس للتنمية في المستقبل، يعتبر مشروع أميرال أول مجمع شامل لتكرير البتروكيميائيات في المنطقة، وهو يمثل خطوة مهمة باتجاه تحقيق استراتيجية أرامكو لتنمية الصناعات التحويلية والتي تهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من عمليات التكامل للحصول على قيمة أكبر من خلال تحويل الوقود إلى كيميائيات وتثبيت مكانة أرامكو كلاعب رئيس في الصناعة”.
من جهته قال جان جاك موسكوني النائب الأعلى للرئيس، التكرير والبتروكيميائيات في مشروع أميرال، توتال: “توجد أكبر الفرص في صناعة البتروكيميائيات في المملكة العربية السعودية بفضل المزيج الفريد من الدعم الحكومي القوي المرتبط برؤية 2030، ووفرة إمدادات خامات التغذية، وخبرات أرامكو السعودية، وأنا أتطلع لإنجاز الاتفاقيات مع أهم شركاء “أميرال” خلال السنة المقبلة”.
ويشمل العرض تناول تطور علاقة الشراكة بين أرامكو السعودية وتوتال إلى علاقة استراتيجية، واستعراض نماذج الاستثمار ومقاربات الشراكة وهيكلية الحوكمة وتطوير أطر العمل لدعم التكامل في المشروع ومقاربات وخيارات تمويل المشروع. ويتضمن المشروع تشييد وحدة تكسير بخارية مختلطة اللقيم لإنتاج الإيثيلين بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً، وتشييد وحدات بتروكيميائية ذات قيمة مضافة عالية، وتشمل مركبات البوليمرات.
وأنجزت شركة أرامكو السعودية خطوات متقدمة في أعمال تنفيذ المشروع حيث وقعت مذكرة تفاهم مع شركتي “إنيوس” للكيميائيات، ومقرها المملكة المتحدة، و”توتال” الفرنسية، لإنشاء ثلاثة مصانع جديدة في “مشروع أميرال” بتكلفة 7,5 مليارات ريال (2 مليار دولار). وهذه المشروعات تأتي في إطار خطة لتشغيل إحدى أكثر الوحدات التصنيعية كفاءة في العالم، لإنتاج مادة “الأكريلونتريل” بطاقة إنتاجية تبلغ 425,000 طن، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تطبق هذه الوحدة تقنيات شركة إنيوس. وقد التزمت “إنيوس” أيضًا ببناء مصنع آخر لمنتجات الألفا أوليفينات بطاقة إنتاجية تصل إلى 400,000 طن، بجانب منتجات البولي ألفا أوليفينات عالمية المستوى. وتعد “ساتورب” في الوقت الحاضر أول مصفاة بالمملكة وأكبر مصفاة بالشرق الأوسط يتم فيها إنتاج الفحم البترولي والذي يعد مصدرًا لوقود مصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء، ويرتبط مجمعها عبر ممر أنابيب بطول 35 كلم بميناء الملك فهد الصناعي مدعمة بنظام ناقل للفحم البترولي بطول 26 كلم يربط ما بين المصفاة ومرافق التصدير، وتمتاز المصفاة بمعالجة الزيت العربي الثقيل بنسبة 100% لإنتاج المشتقات النفطية وتشمل البنزين بنسبة 19 % والمنتجات المقطرة الوسيطة بنسبة 55 % والفحم الحجري بنسبة 10 % والبتروكيميائيات بنسبة 5 % ومنتجات أخرى بنسبة 11 %. وتقوم أرامكو وتوتال بتسويق المنتجات بصورة تضامنية.