تجمع في برشلونة مئات الآلاف من أبناء كاتلونيا وهم يلوحون بالأعلام المؤيدة للاستقلال ويهتفون “الاستقلال الآن!” مطالبين بالانفصال عن إسبانيا، لكن نسبة المشاركة كانت أقل بكثير مما كانت عليه في مسيرات سابقة وسط انقسامات بين الأحزاب الانفصالية.
وجاء التجمع السنوي المؤيد للاستقلال أمس الأول الأربعاء في وقت حاسم يشهد اضطرابات سياسية على المستوى الوطني والمحلي، فضلاً عن توقع صدور حكم قضائي طال انتظاره بشأن محاولة فاشلة للاستقلال عام 2017 أوائل الشهر المقبل.
وقدرت الشرطة المحلية عدد المحتجين بنحو 600 ألف، وهذه هي المرة الثانية منذ ثماني سنوات التي يكون فيها عدد المحتجين أقل من مليون في برشلونة التي تشهد تجمعات كبيرة مؤيدة للاستقلال في 11 سبتمبر من كل عام.
وقالت إليزيندا بالوزي رئيسة الجمعية الوطنية الكاتلونية التي تنظم الاحتجاج لرويترز أن هذا التنظيم كان الأصعب منذ بدء الاحتجاجات عام 2012 وأرجعت ذلك لانقسامات داخل الأحزاب الانفصالية وعدم وجود خارطة طريق واضحة.
وأضافت “أقدر بشدة إصرار الناس ومثابرتهم على الخروج إلى الشوارع بكثافة”. وقالت إنها تعتقد إن المشاركة أكبر من تقديرات الشرطة لكنها لم تذكر أرقاماً.
ورغم غضب الحشود لغياب الوحدة بين الأحزاب الانفصالية بشأن الاستراتيجية التي يجب تبنيها تجاه مدريد، أظهر التجمع السلمي الكبير في وسط برشلونة أن انفصال كاتلونيا لا يزال يشكل تحدياً كبيراً أمام إسبانيا.
ولوح محتجون كثيرون بلافتات كتب عليها “سنفعلها مرة أخرى”.
وفي عام 2017، تحدى قادة كاتلونيا المحاكم وأجروا استفتاء على الانفصال ثم أعلنوا الاستقلال.
وفي تلك المواجهة استخدمت الشرطة الهراوات مع الحشود التي كانت تسعى للتصويت وفرضت الحكومة المحافظة آنذاك حكماً مباشراً مؤقتاً من مدريد على الإقليم.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة العليا حكمها في قضية محاولة الاستقلال الفاشلة في أوائل أكتوبر. ويسعى الادعاء إلى أحكام بالسجن تتراوح بين سبع سنوات و25 سنة بحق 12 من قادة الانفصاليين بتهمة التمرد والتحريض واختلاس المال العام.
وتسببت تلك المحاولة في أكبر أزمة سياسية في إسبانيا منذ عقود، ولا تزال الأزمة تلعب دوراً رئيسياً في السياسة على المستوى الوطني.