قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ أ. د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: إنه في زَمَنِ الانْفِتَاح الإعلامِي العَالَمِي المُبْهِر، لا بد لِكُلِّ حَصِيفٍ منهج وضَّاء، يستبين به الطريق؛ لينأى عن الفهم السقيم، وأنَّى له ذلك إلا بإيمانٍ راسخٍ، وعقيدةٍ صحيحةٍ ثابتةٍ كعقيدة السلف الصالح.
وأضاف في خطبة الجمعة من الحرم المكي الشريف: إن أول مَعْلَمٍ من معالم عقيدة السلف الخالصة النقية، العناية بالتوحيد الخالص لله تعالى، ومع ما للتوحيد من مكان جلّي، فإن الحفاظ عليه وتحقيق شروطه ومقتضياته لاسيما في مجال التطبيق وميادين العمل وساحات المواقف، يُعدُّ المقصد الأعظم في الحياة كلها، إذ أعظم مقاصد الشريعة الغراء حفظ الدين وجودا وعدما، وحراسة العقيدة من كل ضروب المخالفات وأنواع الشرك والبدع والمحدثات.
وقال: إن أركان اعتقاد السلف – رحمهم الله – هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره، ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تَكْيِّيفٍ، ولا تمثيل؛ بل يؤمنون بأن الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فلا يَنْفُون عنه ما وصَفَ به نفسه، ولا يُحَرِّفُون الكَلِمَ عن مَوَاضِعِه، ولا يُلْحِدُون في أسماء الله وآياته، ولا يُكَيِّفُون، ولا يُمَثِّلُون صفاته بصفات خَلْقِه؛ لأنه سبحانه لا سَمِيّ له، ولا كُفْوَ له، ولا نِدَّ له.
وتابع الشيخ السديس: ثم إن الإيمان عند السلف – رحمهم الله – قولٌ وعمل واعتقاد، قولٌ باللِّسَان وعمل بالأركان، واعتقاد بالجَنَان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان، مضيفاً أن عقيدة السلف عقيدة وسط لا إفراط فيها ولا تفريط، فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى، وفي باب وعيد الله، وفي باب أسماء الإيمان والدين، وفي أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وسلم».