في عام ٢٠٠٦. في سنتي الثالثة في الإعدادية ، جلست مستمعاً في انبهار وتعجب لأحد أساتذتي وهو منغمسٌ في شرحه وثغره متبسمٌ ولا زلت أتذكر حتى تلك العروق في يديه حينما يكتب على السبورة ويشد يديه على قلمه ليحسن خطه.
ويقول بكل شموخ أيها الطلاب إنه الله !!!!!!!
نلت سكينة وطمأنينة غير معروفٌ مصدرها ( كوننا لم نعرف عنه سبحانه شيئاً ) .
لم أدرك إلا وخانني لساني المتغطرس كعادته أستاذي ؟ لماذا وكيف نؤمن بشيءٍ لا نراه ونصدق ما تقول عنه.
نظر الجميع إلى جرأتي لاحظت غضب قليل بائن على استاذي مع تحفظه بالإجابة وكأني قلت ماهو كفيلاً (بطردي من الفصل) .
من تلك اللحظة لجأت إلى كتابه سبحانه وبمساعدةٍ من والدي رحمه الله علمت أن دليل الإيمان به هو كينونتي وشأنها ومما خلق حولي فسبحانك ربي .
إن إبراهيم عليه السلام في حواره مع ربه طلب الانتقال من الإيمان بالعلم بإحياء الله الموتى إلى رؤية تحقيقه عيانًا فطلب بعد حصول العلم الذهني تحقيق الوجود الخارجي فإن ذلك أبلغ في طمأنينة القلب.
من عود نفسه على السؤال فيما يجهل تعود على الجواب عما يٌسأل (فأنا أعذرك استاذي كونك لم تعتد على ذلك)
السؤال مفتاح (علم ,عين ,حق اليقين ) لشخصك فلديك عقلٌ وضع لك لتميز كيانك الخاص عن الغير ،لذلك من بأب أولى لتطمئن نفسك اسأل واجعل ذائقة الإجابة مرادگ بلا خجلٍ أو تكلف. كثيراً منا مؤمن بمبدأ ( الوقوف مع الجماعة ولا تسأل عما يحصل ).
لماذا لا تفكر وتقول .
هل يجدر بي الحصول على عملي الخاص وترك خدمة الغير؟! أم علي واجبات دينية لم أعلمها؟! ،كيف أعرف صحة مايجري حولي ومايفعلون الناس ؟ إلخ......
كثيرٌ من الناجحين في جميع جوانب حياتهم بدؤ بـ لماذا.
لذلك وجب علي جمع الكثير من سير الناجحين واستخراج ماهو مشترك بينهم فوجدت أن هنالك خمس فوائد لجعل حياتك محاطة بالأسئلة كما فعلوا .
أولاً : لتصحيح مفاهيمك ، فهنا لك للاسف من يتشبث بموقف ويخجل عن التنازل عنه حتى يسأل اصحاب العلم .
ثانياً:الانتاجية ، علم النحو بدأ من سؤال الدؤلي لماذا لانضع للعرب قوائم للغة بعد ان خالطة العجم
من سؤاله تجد كم من الكتب والعلم والفائدة .
ثالثاً:معرفة الحقوق والواجبات ، مثلاً إذا أردت ان تسافر لأي سبب اسأل حتى عن القانون للبلد ، فلا تصبح ضحية كغيرك في سجون الغرب بتهمة لم تطري عليك بسبب جهلك .
رابعاً :تنمية ذاتية ، تطبيقاً لما يقال (إذا عٌرف السبب بطل العجب ) لماذا لون الوقوف بالإشارة أحمر !؟ ....
خامساً:الإستقلالية ، لا تصبح مشروع استهلاكي للغير بسبب قلة الوعي بالمجريات ، اعتد على معرفة الامور بنفسك فكثيراً في هذا الزمن
قال سبحانه عنهم(قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون) صدق الله العظيم .
لا تسهب في الأسئلة ولا تسأل بمن لاتثق به فقد تصب بوعكة الهوس أو تطرح ضمن قائمة مشروع الغير .لأنك ستدرك أنك تعيش في حياةً متجددة والكثير من جنود الشيطان بها .
التعليقات 12
12 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
09/15/2019 في 1:20 ص[3] رابط التعليق
كلام ممتاز
أبو عبدالملك
09/15/2019 في 1:21 ص[3] رابط التعليق
فكرة المقال رائعة ويحتاج لمزيد بيان لكثرة المواضيع المندرجة حوله والكمال عزيز
و المقطع الأخير ثمين
أشكرك
زائر
10/03/2019 في 5:00 م[3] رابط التعليق
ابدعت يا دكتور حمد
زائر
09/15/2019 في 4:29 ص[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك اخوي حمد الهاجري
الصراحه ماشاء الله كلامه ذهب وكله صح
لابد من الإنسان يتوع على هاذ الفكر وحسن الظن بالله
زائر
09/15/2019 في 4:30 ص[3] رابط التعليق
التعليق
زائر
09/15/2019 في 1:31 م[3] رابط التعليق
كلام جميل وانا ابوك واتمنى لك التوفيق والنجاح
عمك : عبدالله الهاجري
زائر
09/15/2019 في 3:16 م[3] رابط التعليق
الله يعطيك العافية ياعم وجعلك ذخر وشكراً على متابعتك الدائمة ✍
زائر
09/15/2019 في 4:43 ص[3] رابط التعليق
كلام جميل اخوي حمد ربي يسعدك
زائر
09/16/2019 في 6:12 م[3] رابط التعليق
مقال جميل واتمنى لك المزيد من النجاح..
ناصر ابو محمد
زائر
09/17/2019 في 1:59 م[3] رابط التعليق
كلام من ذهب ورائع جداً الى الإمام
استمر للافضل ان شاء الله
09/24/2019 في 12:50 م[3] رابط التعليق
عط المقال مدرس لغة عربية يصحح لك الاخطاء الاملائية والنحوية ويحذف الحشو كانت قرائتي لمقالك متعبه
زائر
10/03/2019 في 4:49 م[3] رابط التعليق
أتمنى لك التوفيق اخوي حمد، من الاشخاص المميزين بكل صراحة.
اتمنى لك التوفيق.