اتفق زعماء تركيا وروسيا وإيران في اجتماعهم بأنقرة الاثنين على محاولة تخفيف التوترات في منطقة إدلب بشمال غرب سورية، لكن الخلافات بين الدول الثلاث ظلت قائمة فيما يبدو، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد الذي يشكله تنظيم داعش.
وتهدف قمة الدول الثلاث، التي لها حلفاء يقاتلون في الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في سورية، إلى التوصل لهدنة دائمة في سورية. وتهدد الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري في الآونة الأخيرة بتفاقم الاضطرابات الإقليمية ونزوح موجة جديدة من المهاجرين نحو تركيا. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “نحن في فترة نحتاج فيها إلى تحمل المزيد من المسؤولية عن السلام في سورية، وحمل المزيد من الأثقال” مضيفا أن الزعماء الثلاثة اتفقوا على أن الحل السياسي ضروري لإنهاء الأزمة في سورية. ويدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني الرئيس السوري بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة، بينما يدعم أردوغان، إلى جانب الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين والعرب فصائل معارضة مختلفة.
وقال الزعماء الثلاثة في بيان مشترك: إنهم يشعرون بالقلق إزاء خطر مزيد من التدهور في الوضع الإنساني في إدلب وما حولها واتفقوا على اتخاذ “خطوات ملموسة” لوقف خرق الاتفاقات التي تم التفاوض عليها مسبقا بين الدول الثلاث.
لكن يبدو أن الخلافات ما زالت قائمة، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد من تنظيم داعش في سورية، والذي هون أردوغان من شأنه تماما بينما عبر بوتين عن قلقه منه. وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك “بالطبع نحن قلقون من الوضع في شمال شرق سورية حيث تظهر خلايا نائمة تتبع داعش”. وجاءت تصريحاته بعد دقائق من قول أردوغان إن التهديد الوحيد في شمال سورية من الجماعات الكردية المسلحة.
وركز أردوغان على “منطقة آمنة” مخطط لها مع روسيا وإيران في شمال سورية، قال: إنها قد تستضيف ما يصل إلى 3 ملايين لاجئ يعيشون حاليا في تركيا إذا تم توسيعها من الحدود التركية إلى دير الزور والرقة، ولم يعلق بوتين ولا روحاني على الخطط التركية ولم يشر البيان المشترك إليها. وقال روحاني قبل المحادثات: إن الدبلوماسية هي الحل الوحيد للأزمة ودعا الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من شمال شرق سورية على الفور.