أطلقت منظمة الدول المصدرة للنفط OPEC أول من أمس ضمن الحفل الذي أقامته في “وينر بورسينسل” بفيينا الإصدار التفاعلي لتوقعات النفط العالمية للعام 2019م (WOO) الذي يقدم استعراضاً للتوقعات الطويلة الأجل للصناعة النفطية العالمية، وذلك بحضور أمين عام المنظمة محمد باركيندو وراينر سيل الرئيس التنفيذي لشركة النفط النمساوية OMV.
وأكد باركيندو في كلمته التي ألقاها بداية الحفل أن النسخة قطعت شوطاً طويلاً منذ إطلاقها للمرة الأولى في العام 2007م، وتضاعف حجمها أكثر، ما أضاف لها عمقاً واتساعاً أكبر، كما أنها تشمل إصداراً تفاعلياً على الإنترنت تم إطلاقه للمرة الأولى 2015م بالإضافة إلى تطبيق (ذكي) يتيح سهولة الوصول إلى البيانات الخاصّة بالطاقة، كما أنه مكّن المنظمة أن تكون أكثر شفافية، وأن تطور النسخة يعكس الجهود الكبيرة التي قامت بها فرق البحث والتحرير والتصميم في أمانة المنظمة.
وتابع قائلاً: إن الإصدار منذ انطلاقه في العام 2007م إلى الآن يهدف إلى المساهمة في التزام المنظمة بدعم استقرار السوق النفطية المستدام، وتوفير منصة يمكن من خلالها استعراض وتحليل وتقييم كيف يمكن أن يتطور مشهد النفط والطاقة، وأنه يمكن رؤية الاستقرار في الأسواق النفطية ومساعدتها للاتزان عبر نجاح التعاون بين دول اتفاق OPEC+، كذلك المصادقة على ميثاق التعاون الذي يوفّر الإطار المؤسسي في المدى الطويل لهذا التعاون التاريخي.
ويشمل إصدار التوقعات للعام 2019م WOO تحليل الروابط المختلفة للصناعة وتحركاتها المتغيرة كذلك تقديم نظرة ثاقبة على الطلب العالمي نحو الطاقة والنفط، وإمدادات النفط وتكريره والاقتصاد العالمي، وتطوير السياسات والتكنولوجيا، والاتجاهات الديموغرافية، والقضايا البيئية والتنمية المستدامة.
ويبيّن الإصدار أن إجمالي الطلب على الطاقة الأولية يبلغ نسبته 25 % بين 2018م و2040م، كما أن جميع أشكال الطاقة مطلوبة في المستقبل للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد بطريقة مستدامة، وتحقيق التوازن بين احتياجات الناس فيما يتعلق برفاهيتهم الاجتماعية والاقتصاد والبيئة، ويشهد الغاز الطبيعي أكبر نمواً في الطلب من حيث القيمة المطلقة، كما أن مصادر الطاقة المتجددة هي أكبر نمواً من حيث النسبة المئوية، ومن المتوقع أن يظل النفط هو الوقود كأكبر حصة في مزيج الطاقة طوال الفترة المتوقعة حتى العام 2040م، كذلك أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 110.6 ملايين برميل في اليوم بحلول العام 2040م، يحرك الطلب على النفط من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 21.4 مليون برميل يومياً بحلول العام 2040 (مقارنة بالعام 2018) في حين من المتوقع أن تنكمش منطقة منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بمقدار 9.6 ملايين برميل يومياً، ويأتي نمو الطلب طويل الأجل بشكل رئيس من قطاعات البتروكيميائيات (4.1 ملايين برميل يومياً)، والنقل البري (2.9 مليون برميل يومياً)، والطيران (2.4 مليون برميل يومياً)، ويقدر إجمالي أسطول المركبات – بما في ذلك سيارات الركاب والمركبات التجارية – بأكثر من مليار بحلول العام 2040 إلى حوالي 2.4 مليار، ومن المتوقع أن تصل الحصة طويلة الأجل من المركبات الكهربائية في إجمالي الأسطول إلى حوالي 13 ٪ في العام 2040، بدعم من انخفاض تكاليف البطارية ودعم السياسات، ولكن معظم النمو لا يزال للسيارات التقليدية، كما أنه من المتوقع أيضاً أن ينمو المعروض من السوائل من خارج أوبك بمقدار 9.9 ملايين برميل يوميًا بين عامي 2018 و2024، وتأتي الغالبية من النفط الأميركي، ولكن من منتصف العام 2020م تشهد دول منظمة أوبك انخفاضًا ثابتًا، وأن يزداد الطلب على سوائل أوبك إلى حوالي 44.4 مليون برميل يومياً في العام 2040، وذلك ارتفاعًا من 36.6 مليون برميل يومياً في العام 2018م، وأن تظل تجارة النفط الخام والمكثفات العالمية ثابتة نسبياً عند حوالي 38 مليون برميل يومياً بين 2018 و2025، قبل أن ترتفع إلى حوالي 42 مليون برميل يومياً بحلول العام 2040م، وأن تزيد الولايات المتحدة وكندا صادرات النفط الخام والمكثفات على المدى المتوسط، وخلال الفترة المتوقعة بأكملها يظل الطريق الرئيس لتجارة النفط هو الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتقدر الاستثمارات العالمية المطلوبة بقطاع النفط في الفترة حتى العام 2040م النفط بنحو 10.6 تريليونات دولار.
وأوضح أنه لا يزال هناك ما يقرب من مليار شخص دون كهرباء، وثلاثة مليارات يفتقرون إلى الوقود النظيف لأغراض الطهي، ولا تزال أوبك تشارك بشكل كامل وداعم لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ، ويحتاج العالم للبحث عن حلول تكنولوجية أنظف وأكثر كفاءة في كل مكان عبر جميع الطاقات المتاحة.