نجحت شركة أرامكو السعودية بتحقيق أرباح قوية بنهاية التسعة أشهر المنتهية في سبتمبر 2019 بقيمة 512,101 مليار ريال (136,561 مليار دولار) قبل الضريبة، وذلك بالرغم من اضطرابات سوق الطاقة العالمي ومشكلاته الجيوسياسية والتي لم تعق الشركة من مواصلة هيمنتها كأكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام في العالم. في الوقت الذي اعتمدت الحكومة عدة تغييرات على النظام المالي الذي تعمل الشركة بموجبه اعتبارًا من 1 يناير 2017 وتشمل تخفيض معدل ضريبة الدخل المطبق على شركة أرامكو من 85 ٪ إلى 50 ٪ وتخضع الشركات التابعة عمومًا لمعدل الضريبة بنسبة 20 ٪، ما لم تشارك هذه الشركة الفرعية في إنتاج النفط والمنتجات الهيدروكربونية المرتبطة به، إضافة إلى تنفيذ الحكومة آلية معادلة لتعويض الشركة عن الإيرادات التي تتنازل عنها مباشرة نتيجة بيع النفط الخام والكيروسين والديزل وزيت الوقود الثقيل والبنزين في المملكة بأسعار منظمة.
وجاءت أرباح أرامكو الضخمة كنتيجة طبيعية لقوة مبيعاتها من النفط والغاز والتكرير والكيميائيات والزيوت والتجزئة الدولية وغيرها للتسعة أشهر الماضية التي بلغت 916.552 مليار ريال (244,414 مليار دولار). في وقت أثبتت أرامكو موثوقيتها بتلبية 100 % تقريباً من احتياجات عملائها من النفط والمنتجات المكررة مع المحافظة على إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية عند مستوى 13,2 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، ومتوسط إنتاج يومي من النفط الخام قدره 10 ملايين برميل في اليوم للنصف الأول من 2019.
كما أثبتت شركة أرامكو السعودية موثوقية التميز التشغيلي الذي تعهدت بانتهاجه في كافة عملياتها بدءا من أعمال المراحل الأولى في المنبع للتنقيب لإنتاج النفط والغاز والمعالجة، وفي المراحل التالية في المصب للتكرير والكيميائيات والشحن والتوزيع. وبالرغم من انخفاض الأسعار التي شهدتها أسواق النفط خلال التسعة أشهر الماضية، إلا أن أرامكو قدمت أداء موثوقا في كافة عملياتها معززة بالتميز التشغيلي وبالأخص بقدرة المصافي التي تملكها أرامكو بالكامل أو بالمشاركة على استخدام درجات النفط الخام التي تنتجها الشركة، الأمر الذي وفر لها منافذ مضمونة لتسويق النفط الخام الذي تنتجه الشركة، والذي يساعدها كذلك على تخفيض التكلفة والارتقاء بالكفاءة التشغيلية وتوريد منتجاتها المكررة إلى أسواق التكرير والمعالجة والتسويق التي تخدمها.وتؤكد شركة أرامكو مرة أخرى بعدم اقتصار قوتها على إنتاج وتصدير النفط بل بقوة التميز التشغيلي الذي حقق القيمة الأكبر لكافة عملياتها الاستكشافية والإنتاجية والتسويقية للنفط والغاز والتكرير والكيميائيات ومشتقاتها ما نتج عنه تحقيق قيمة كبرى في الدخل من العمليات بقيمة 513,073 مليار ريال (136,820 مليار دولار) للتسعة أشهر 2019. وأدت قوة التميز التشغيلي بتحقيق أرامكو تدفقات نقدية كبيرة من عملياتها بقيمة 304,331 مليار ريال (81,155 مليار دولار) محققة أقل تكلفة في الإنتاج بقيمة 2.8 دولار لكل مكافئ برميل نفط والإنفاق الرأسمالي لأنشطة المراحل الأولى 4.7 دولارات لكل مكافئ برميل نفط وهو أقل بكثير منها لدى الشركات المتكاملة الدولية. وأعلنت أرامكو عن مشاريع ضخمة تنفذها حالياً في قطاعات النفط والغاز والتكرير والكيميائيات إضافة إلى اعتماد تنفيذ مشاريع مستقبلية مماثلة في وقت ربطت الشركة قدرتها على تحقيق أهدافها الإستراتيجية للنمو بالتنفيذ الناجح للمشاريع الحالية والمستقبلية، في وقت ضخت الشركة نفقات رأسمالية للتسعة أشهر 2019 بقيمة 84,615 مليار ريال (22,564 مليار دولار)، فيما بلغ إجمالي المصروفات الرأسمالية للشركة للثلاثة أعوام الماضية 357,1 مليار ريال وزعت بقيمة 103.3 مليارات ريال و122.0 مليار ريال و131.8 مليار ريال للسنوات المنتهية في 31 ديسمبر 2016 و2017 و2018 على التوالي.
وقالت أرامكو إنها تعتمد قدرة الشركة على تحقيق أهداف النمو الإستراتيجية، إلى حد كبير، على التنفيذ الناجح وفي الوقت المناسب وبتكلفة معقولة للمشاريع الرأسمالية، خاصة تلك المشاريع العملاقة والمعقدة، والمعدات والمرافق، خاصة خلال فترات التوسع العالمي في صناعة النفط والغاز أو الكيميائيات.