تترقب الأسواق اليوم، إعلان شركة أرامكو السعودية نشرة الأصدار، والتي تتضمن كافة معلومات الشركة والمعلومات المالية، بما في ذلك تقييم عوامل المخاطرة، إضافة الى المزيد من التفاصيل عن الشركة وتواريخ سير الاكتتاب، وعدد الأسهم المطروحة.
وخلال مؤتمر «أرامكو» الأسبوع الماضي، قال سلطان موسى، نائب رئيس المصرفية الاستثمارية في شركة المالية «الأهلي كابيتال» المستشار المالي لشركة أرامكو السعودية، إن آلية الاكتتاب في أرامكو تتضمن بدء فترة اكتتاب الأفراد والمؤسسات في نفس الوقت، وتستمر فترة اكتتاب الأفراد مدة 10 أيام وفترة اكتتاب المؤسسات 18 يومًا، وهي آلية متبعة في معظم الطروحات العالمية.
وشركة أرامكو هي أكبر منتج للنفط في العالم وتضخ 10 % من الإمدادات العالمية كما أنها أكثر شركات العالم ربحية، وارتفع صافي ربح الشركة في النصف الأول من العام بنسبة 12 % إلى 46.9 مليار دولار.
وفي العام الماضي حققت أرامكو أرباحا صافية سنوية قدرها 111 مليار دولار أي ما يزيد بمقدار الثلث على صافي الأرباح المجمعة لشركات النفط الخمس الكبرى: إكسون موبيل ورويال داتش شل وبي.بي وشيفرون وتوتال.
وبلغ عدد العاملين في شركة أرامكو 76 ألف موظف في 2018 ولها عمليات في صناعة الطاقة ومنشآت بحثية ومكاتب منتشرة في مختلف أنحاء العالم في آسيا وأوروبا والأمريكتين، وللشركة مكاتب في بكين ونيودلهي وسنغافورة ونيويورك ولندن وهيوستون وغيرها.
وتعليقا على موعد إعلان نشرة الإصدار المتوقع اليوم، قال المحلل الاقتصادي سعد آل سعد، إن شركة أرامكو أكثر شركات العالم ربحية والكثير يعتبرها فرصة استثمارية واتفق معهم في ذلك إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أرامكو هي أقل الشركات النفطية كلفة في استخراج النفط، وأكثرها من حيث الاحتياطي النفطي.
وتوقع آل سعد، أن يكون سعر الطرح مابين 30 إلى 40 ريالا ويعتبر هذا النطاق جيد للاكتتاب، وإذا كان أقل من ذلك فهو فرصة ممتازة للاستثمار، خصوصاً أن من يحتفظ باسهمه لستة أشهر يحصل على سهم مجاني مقابل كل عشرة أسهم مكتتب بها بما لا يتجاوز 100 سهم مجاني. وأكد أن التزام الشركة بالتوزيعات النقدية إلى عام 2024، وهذا يقلل التذبذب على السهم بسبب محافظة المكتتب على أسهمه، وعدم بيعها وإذا احتفظ المكتتبين بأسهمهم، سيقل المعروض ويكون سبب في صعود السهم، وتحقيق أرقام ممتازة مستقبلاً، موجهاً نصيحة للراغبين في الاكتتاب، أن لا يلتفتوا لحديث المجالس العاطفية، والتي يتكلم فيها كثير من الناس بغير علم، ويجب الانتظار حتى يستكمل سجل الأوامر، وتظهر نشرة الإصدار، وعند ذلك ستتضح الصورة بشكل جلي، وتظهر جدوى الاكتتاب من عدمه.
من جهة أخرى أوضح المحلل الاقتصادي د. عبدالله باعشن، أن نشرة الإصدار تحتوي على درجة عالية من الشفافية، وهذا أحد متطلبات الأسواق المالية، وكذلك هيئة السوق المالية، ويتوقع أن تحتوي النشرة نبذة مختصرة عن الشركة، وعن المميزات، وعن المخاطر ثم تنتقل العملية لبناء السعر، وتم تحديد نهاية كل هذه الإجراءات بنهاية شهر نوفمبر 2019.
وقال باعشن، إن سعر الاكتتاب لن يكون في نشرة الإصدار، وسيكون بالمرحلة التالية، والتي تسمى مرحلة الأوامر أو تحديد النطاق السعري، مبيناً أن السعر يبنى على نماذج مالية وعلى التدفقات النقدية للشركة أو على مزايا أخرى، ففي عام 2018 حققت الشركة تدفقات نقدية 128 مليار دولار، وتوقع أن يكون النطاق السعري للطرح ما بين 14 مكررا و16 مكرر أرباح.
كم توقع باعشن، أن يتراوح عدد المكتتبين في أرامكو من ثلاثة مليون إلى خمسة ملايين مكتتب، مشيراً إلى أن القيمة التي ستقدر بها أرامكو في حدود 1،5 أو 2 تريليون دولار.
وطالب باعشن، من صغار الممكتتبين عدم الاستدانة من البنوك، وذلك بسبب أن الاستدانة سترفع من قيمة السهم المشترى، مشيراً إلى أن قرار الاكتتاب يجب أن يبنى على حسب الإمكانيات المالية للمكتتب.