برغم من صعوبة التنبؤ بمستقبل تاثير التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي محور (الثورة الصناعية الرابعة) بسبب التحولات السريعة والغامضة ، بل والدراماتيكية والتي تحيط بأبحاث وتطبيقات هذا المفهوم الحديث بشكل عام ، فهناك تاثير على هيكل توزيع القوى السيبرانية بين الدول المتنافسة نحو التحديات المستقبلية ، يقوده البحث العلمي والعقول المبدعة
الصين تعلن البدء في البحث العلمي نحو الوصول الى G6 ( الجيل السادس ) نحو استخدام الفضاء الرقم معتمدة في هذا التحدي على عدة عوامل منها :-
١- سرعة ايجاد قاعدة علمية وبحثية لهذا العلم (الذكاء الاصطناعي) وكذا استقطاب علماء وباحثين على درجة عالية من الابتكار ومتخصصين في معظم ابعاد الثورة الصناعية الرابعة .
٢- امتلاكها لا اكبر مجتمع من المستهلكين على الإنترنت .
٣- العمل بشكل متسارع على تطوير خدماتها العسكرية والاستخباراتية نحو المجالات الذكية ومتزايدة القدرة.
ومن هذا المنطلق أصدرت بكين خطتها التطويرية للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي والتي احتوت على سته أهداف استراتيجية نوردها مايلي:
• بِناء نُظمٍ للابتكار المفتوح والتعاونى فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، يشمل تصميم جميع الأُطر والنظريات الأساسية، والتكنولوجيات العامة الرئيسة، ومنصات الابتكار والعمل من قبل كِبار المُختصين فى الجيل الجديد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.
• تعزيز عمليات التطوير الفعالة للاقتصاد الذكى، وذلك من خلال العمل بقوة على تسريع عملية تطوير صناعات الجيل الجديد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وتعزيز عمليات الترقية الذكية لجميع الصناعات الأخرى ذات الصلة.
• إنشاء مُجتمع ذكى آمن ومُريح، يقوم على تطوير الخدمات الذكية الفعالة، وتعزيز الإدارة الاجتماعية الذكية، واستخدام الذكاء الاصطناعى لتعزيز السلامة العامة وقدرات الأمن.
• تعزيز التعاضُد والتكامُل العسكرى ــ المدنى فى قِطاع الذكاء الاصطناعى، وتشجيع عمليات تحويل وتطبيق الإنجازات العِلمية والتكنولوجية المُشترَكة فى المجالَين العسكرى والمَدنى.
• بناء نِظام للبنية التحتية الذكية الآمِنة والفعالة، وذلك من خلال تعزيز عمليات بناء البنية التحتية اللازِمة لشبكات الكمبيوتر، والبيانات الضخمة، والحَوسبة عالية الأداء وتطويرها.
• الشروع فى وضْع مجموعة من الخِطط والترتيبات التطلعية فى ما يتعلق بالمشروعات العِلمية والتكنولوجية الكبرى المُعتمِدة على الجيل الجديد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى.
هذه الخطة بمجرد الإعلان عنها تحت مسمى (الخطة الصينية لريادة الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي) ولدت حالة من الذعر والقلق والخوف بين عدد من الأكاديمين والباحثين وقادة الأعمال وصناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية ، بل وصل الأمر الى اعتبار تكنولوجيا الذكاء الصناعي الصينية وتطويرها قد يشكلان تهديدا للتوازن الاقتصادي والعسكري للقوى العالمية .
في الختام .... يتبادر الى الذهن تساولا أين نحن من هذا المجال باعتباره أساس التطور المستقبلي لكافة المجالات العسكرية والتجارية والخدمية وغيرها
١- كنا نجد عذر في الماضي ان جامعاتنا لا زالت فتية وان الغرب تقدم بسبب قدم جامعته
٢- الإمكانات متوفره والعقول موجودة والثورة الصناعية الرابعة (حديثة 2014 منتدى دافوس ) ، والقيادة تدعم البحث العلمي والمبادرات وتشجع العقول المبتكرة.
٣- لدينا روية 2030 ومن أهدافها توطين اغلب الصناعات وفي مقدمتها الصناعات العسكرية ، ومن أهدافها تنويع مصادر الدخل .
٤- تنافس القوى لم يعد قاصر على ما في باطن الارض لوحدة وإنما التنافس في الوقت الحالي والمستقبلي على النتاج العلمي في المجال السيبراني وإعداد العقول البشرية لهذا المجال خاصة وأنه في بدايته ، ولكنه يتطور بصورة اسرع من الحديث فيه .
٥- تعليمنا وبخاصة جامعاتنا ومراكزنا البحثية قادرة بإذن الله على مزاحمة القوى السيبرانية العالمية ووضع بلدنا في المكان اللائق بين الدول المتقدمة والسلام .
الرياض 2019/11/13
بقلم . د فيصل معيض السميري (الطموح)