كان أداء شركة أرامكو السعودية مميزاً بشكل لافت في القطاعين الرئيسين الضخمين للمنبع والمصب حيث كشفت نشرة الاكتتاب العام الأولي عن تفوق الشركة ونجاحها برفع قيمة عوائدها لأعمال المنبع للتنقيب والإنتاج للنفط والغاز، وأعمال المصب للتكرير والكيميائيات والتسويق والتي بلغت مجتمعة 1,180 تريليون ريال في نهاية 2018 بزيادة 341,6 مليار ريال عن عوائد 2017 التي بلغت قيمتها 839,2 مليار ريال.
وحصدت عوائد استثمارات أعمال المنبع والتي تشمل أيضاً أعمال التطوير للحقول المتقادمة النصيب الأكبر من الصفقات بقيمة 776,2 مليار ريال في 2018، مرتفعة بقيمة 202,2 مليار ريال عن قيمة عوائد 2017 البالغة 574,0 مليار ريال. فيما بلغت قيمة عوائد استثمارات أعمال المصب، والتي تشمل تكرير النفط الخام وإنتاج الكيميائيات وتوليد الطاقة والتسويق والخدمات ذات العلاقة بالعملاء الدوليين والمحليين، مبلغ 404,6 مليار ريال في 2018 مرتفعة بزيادة 139,3 ريال عن قيمة عوائد 2017 البالغة 265,2 مليار ريال.
ويدعم قطاعي المنبع والمصب في الشركة قطاع ثالث مهم يشمل الأنشطة المؤسسية والخدمات الداعمة بما في ذلك الموارد البشرية والمالية وتكنولوجيا المعلومات. وتتم أسعار التحويل بين قطاعات التشغيل على أساس طول الذراع بطريقة مماثلة للمعاملات مع أطراف ثالثة. وقالت أرامكو: إنها تعمل في صناعة النفط والغاز داخل المملكة ولديها مصالح في مرافق التكرير والبتروكيميائيات والتوزيع والتسويق والتخزين خارج المملكة.
ويتم إنشاء قطاعات التشغيل في أرامكو السعودية على أساس تلك المكونات التي يتم تقييمها بانتظام من قبل الرئيس التنفيذي الذي يعتبر صانع القرار التشغيلي الرئيس، حيث يقوم كبير صانعي القرارات التشغيلية بمراقبة نتائج التشغيل الخاصة بقطاعات التشغيل في أرامكو السعودية بشكل منفصل بغرض اتخاذ القرارات المتعلقة بتخصيص الموارد وتقييم الأداء، ويتم تقييم أداء القطاع على أساس الإيرادات والتكاليف ومجموعة واسعة من مؤشرات الأداء الرئيسة بالإضافة إلى ربحية القطاع.
وأفصحت نشرة الاكتتاب بأنه في 2018، تم تغيير مقياس الربح الذي استخدمه كبير صانعي القرارات التشغيلية لاتخاذ القرارات حول تخصيص الموارد وتقييم الأداء لقطاعات التشغيل من صافي الدخل إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب. علاوة على ذلك، فإن الأرباح غير المحققة في المخزون مدرجة الآن كجزء من عمليات الاستبعاد.
وجاءت العوائد الضخمة في قطاعي المنبع للاستكشاف والإنتاج للنفط والغاز وخدماتهما، والمصب للتكرير والكيميائيات واستثماراتهما المصاحبة، كنتيجة طبيعة نظراً لضخ أرامكو مبلغ 7,9 مليارات ريال في مشروعاتها الاستكشافية للنفط والغاز في 2018، واستخدامها لتقنيات جديدة في عمليات الاستكشاف والإنتاج تمكنها من التحكم في زيادة أو خفض إنتاج أي من حقولها للنفط سواء على اليابسة أو في أعماق البحار وتنفيذها إعادة تطوير بعض حقول النفط المتقادمة واتجاهها للتوسع في تطوير الحقول البحرية وآخرها حقل مرجان النفطي البحري الذي يمثل أولى مشروعات أرامكو الضخمة للتوسع في الحقول البترولية البحرية في المملكة وتطويرها ويضم الحقل عددا كبيرا من الآبار في جوف البحر في وقت تصدر هذا المشروع قائمة أكبر مشروعات أرامكو للتنقيب والإنتاج لعام 2018 وبتكلفة إجمالية شاملة لتطوير الحقل قدرت بنحو 56 مليار ريال.
في وقت ضخت أرامكو أيضاً استثمارات ونفقات رأسمالية كبيرة في 2018 حيث بلغت المصروفات الرأسمالية للشركة 357,1 مليار ريال للثلاثة أعوام الأخيرة وزعت بقيمة 103.3 مليار ريال و122.0 مليار ريال و131.8 مليار ريال للسنوات المنتهية في 31 ديسمبر 2016 و2017 و2018 على التوالي، ولفتت الشركة لميزة التكلفة المنخفضة لعملياتها في المنبع في استكشافات وإنتاج النفط والغاز البالغة 2.8 دولار لكل برميل نفط مكافئ لعام 2018 والإنفاق الرأسمالي لأنشطة المراحل الأولى البالغة 4.7 دولارات لكل برميل نفط مكافئ وهي أقل بكثير منها لدى شركات النفط العالمية وهو ما يعد ميزة مهمة في بيئة أسعار النفط المتقلبة.