تشرق المملكة العربية السعودية صباح اليوم الأحد متلألئة بجوهرة تاج النفط العالمي شركة أرامكو السعودية نبض الطاقة العالمي وشريان الاقتصاد السعودي المؤثرة في الاقتصاد العالمي ومدى استقراره والتي تزفها اليوم البنوك المستلمة لأكبر طرح أولي عام في التاريخ لاكتتاب المواطنين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي وبعض المقيمين بالمملكة ويستمر 10 أيام للفترة 17-28 نوفمبر الجاري فيما تحدد الشركة اليوم النطاق السعري للسهم الذي تتوقعه بعض البنوك الاستشارية والخبراء الماليون الذين عكفوا على تقدير القيمة السوقية لشركة أرامكو بربطها بمتوسط الأسعار العالمية السائدة للنفط مع الأخذ بالاعتبار فترات تطايرت الأسعار لأكثر من 100 دولار للبرميل وفترات تهاويها لحدود 30 دولاراً للبرميل والفترات الأغلب التي تراوحت بين 50-75 دولاراً للبرميل.
إلا أن تقديرات احتساب السعر المتوقع لسهم أرامكو في طرحها الأولي المحلي يعتمد بشكل رئيس على سيناريوهات تقدير القيمة السوقية للشركة، وفقاً لخبراء الصناعة، فإن تم تقييمها بقيمة 2 تريليون دولار فإن قسمتها على 200 مليار سهم سيصبح سعر السهم بقيمة 10 دولارات (37,50 ريالاً)، وأن قدرت بقيمة 1,75 تريليون دولار فسيكون سعر السهم بقيمة 8,75 دولارات (32و18 ريالاً)، وقيمة 1,5 تريليون دولار تعطي 7,50 دولارات (28,13 ريالاً) للسهم، وأما قيمة 1,25 تريليون دولار فسيكون سعر السهم بقيمة 6,25 دولارات (23,44 ريالاً)، بينما تقدر قيمة 1 تريليون دولار بمبلغ خمسة دولارات (18.75 ريالاً) للسهم. إلا أن تحديد السعر النهائي للسهم سيكون في نهاية فترة الاكتتاب في 4 ديسمبر آخر أيام تداول المؤسسات في الاكتتاب، وسيكون موعد تخصيص الأسهم ورد الفائض في موعد أقصاه 12 ديسمبر.
وتنتظر أرامكو بشغف لاحتفائها الأكبر في يوم بدء إدراج التداول الفعلي لأسهمها منتصف ديسمبر لأخذ مكانها الاستراتيجي في بورصة “تداول” التي ستمنح قوة استثنائية هائلة على مستوى بورصات العالم باحتضانها أكبر شركة تحقيقاً للأرباح في العالم وأقوى شركة للطاقة المتكاملة وأقوى مستثمر مستقل في العالم، في الوقت الذي أعلن الملايين من المواطنين والمقيمين في هذه البلاد المباركة عن بالغ سرورهم وتفاؤلهم الكبير في أضخم طرح أولي تشهدها البورصات العالمية، في وقت يتوافق انضمام أرامكو لتداول مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي وهو أحد البرامج الرئيسة لرؤية المملكة 2030.
فيما تروق أرامكو أيضاً لرغبة صناديق الثروة السيادية والمستثمرين الاستراتيجيين العالميين مثل شركات النفط الوطنية العملاقة الأخرى في العالم والتي قد تتحول باستثمارها في أسهم أكبر منتج ومصدر مستقل للنفط الخام والغاز والتكرير والكيميائيات في العالم من منافسين لدودين إلى شركاء حميمين مما قد يغير في جوهر العلاقات التنافسية بين كبار منتجي النفط في العالم إلى آفاق أرحب من العلاقات الاستثمارية المربحة بالتحالفات في أصول أكبر شركة استثمارية في العالم بأضخم الأصول الملموسة وغير الملموسة المقدرة بقيمة 1,3 تريليون ريال شركة أرامكو السعودية علاقات.
وطمأن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة في معرض تأكيده حول مدى الثقة المستقبلية في اقتصاديات النفط السعودي في ظل الثورة العالمية البيئية التي تحاول التخلص من النفط، وقال إن المملكة تعمل الآن على برنامج جديد، سيتم الكشف عنه لاحقًا لتوليد طلب جديد على النفط في ظل وجود تحديات، مثل السيارات الكهربائية وقضايا البيئة، موضحًا أن البرنامج قائم على البحث عن طرق جديدة لاستعمال النفط والغاز بعيدًا عن الأساليب التقليدية حيث ستمضي المملكة قدماً استخراج النفط حتى آخر جزيء من الكربون.
وشدد سموه بأن المملكة إحدى الدول الرائدة في مجال الطاقة العالمية، حيث تنتج أكثر من 10 ملايين برميل يومياً وتمتلك حوالي 267 مليار برميل من الاحتياطيات، وهي واحدة من الدول العشر الكبرى المنتجة للغاز، حيث تتجاوز احتياطيات الغاز المثبتة لديها 9 آلاف مليار متر مكعب من الغاز. في وقت تعمل المملكة على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي للصناعة وإنتاج الكهرباء حيث يحتوي الغاز الطبيعي على عدة مركبات، أهمها الميثان والإيثان والبروبان تستخدم لتوليد الطاقة بمختلف أشكالها واستخداماتها، كما أنها تستخدم كلقيم في عدد من الصناعات الكيميائية.
وكما طمأن سموه بالنظر إلى دور المملكة المحوري ومسؤوليتها المتمثلة في السعي من خلال الابتكار لتحقيق المزيد من الاستدامة في النظام الاقتصادي، وللتوصل إلى هذا الهدف تطرح المملكة مفهوم الاقتصاد الدائري المنخفض الكربون، وهو إطار يجري من خلاله معالجة الانبعاثات الكربونية الناتجة من جميع القطاعات، وجميع أنواع الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق الاستراتيجيات الأربع المعروفة، التي تضم الخفض، وإعادة الاستخدام والتدوير والتخلص.
كما سوف يدعم الاكتتاب العام في أرامكو، بصفته أضخم وأقوى اكتتاب عام في التاريخ، مكانة أوبك بصفتها المنظمة البترولية الأكبر في العالم إنتاجاً وتأثيراً اقتصادياً وسياسياً بفضل القدرات الإنتاجية النفطية المستقرة لأكبر منتج ومصدر للنفط في العالم شركة أرامكو السعودية والتي كشف حجم إنتاجها النفطي على مدى السنوات الثلاث الماضية عن تزايد مستقر من 8,2 ملايين برميل يومياً في 2016 إلى 10,3 ملايين برميل في اليوم في 2018، مع اقتراب أرامكو من إتمام مشروعات توسعية لإنتاج النفط والغاز في عدة حقول برية وبحرية تضيف 3 ملايين برميل من النفط الخام لتساهم في رفع إجمالي القدرة الإنتاجية القصوى للمملكة من النفط إلى 15 مليون برميل يومياً مما يمنح قوة لأوبك لاستمرارية المملكة في تعظيم قدراتها الإنتاجية التي تساهم في أمن الطاقة العالمي واستقرار قدرتها على توجيه السوق للاتزان بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين والمصدرين في وقت يدعم الاكتتاب بالفعل خلق استثمارات قوية تخطط لها شركة أرامكو بالخروج من الاستخدامات التقليدية للنفط الخام وتوجيهه لقطاعات جديدة جارٍ العمل على تحديديها والبدء في إنتاجها.