توقع اقتصاديون وخبراء بسوق الأسهم السعودي دخول نحو 15 مليون سعودي في اكتتاب شركة أرامكو السعودية الذي انطلق اليوم الأحد، مؤكدين أن تحديد النطاق السعري لسهم الشركة بين 30 و32 ريالا للسهم الواحد سيعزز من شدة الإقبال وتغطية كامل الاكتتاب الذي ينتهي في نهاية يوم 4 ديسمبر المقبل.
وقالوا: إن تحديد نسبة 0.5 للأفراد سيتم تغطيتها، مشددين على أنها نسبة معقولة إذ ما علمنا أن عدد الأسهم الإجمالي يبلغ نحو 200 مليار سهم، وقال د. محمد دليم القحطاني: «نتوقع أن يصل عدد المكتتبين المحليين لأسهم شركة أرامكو 15 مليون شخص ما يعادل تقريبا نصف سكان المملكة»، مضيفا «أن تحديد النطاق السعري للسهم بـ 32 ريالا يدل على أن شركة أرامكو لم تضع قيمتها الأسمية كمعيار، إذ أن المستثمر على استعداد أن يضع 40 ريالا للسهم الواحد نظرا لقوة الشركة»، مستدركا «هذا الإجراء الاقتصادي دليل واضح على أن الشركة تشجع على الاكتتاب والانخراط فيه، وبُعد نظر يكمن في أن المجال مفتوح ليشارك المواطن في عملية التنمية ويكون جزءا، وتحقيقا لرؤية المملكة 2030 التي تتضح يوما بعد يوم أنها تسير في نطاق صحيح وكما هو مخطط لها، ما يعني نجاحا كبيرا للسعوديين» بحسب”الرياض”
وشدد بأن الاكتتاب حدث تاريخي سيفتح آفاقا كبيرة جدا، وأنه بوصلة استثمارية من خلالها سيتغير الواقع الاستثماري مع أرامكو، وستكون الشركة عاملا قويا ومتحركا في كل المجالات، فهي نموذج استثماري سيعمل في مختلف القطاعات، ونعتقد أنها ستخصص 80 % للطاقة ومنتجاتها، و20 % ستخصصها للتعليم، وستكون أرامكو أخطبوطا مميزا، وسيتم الاستفادة من خبراتها المتراكمة لأكثر من 85 عاما من الخبرات، ما يعد دليلا على نجاحها كأكبر شركة في الأرباح، كما أنها تحتل الموقع السادس عالميا في الأصول.
وعن نسبة تحديد النطاق السعري قال: «إن النسبة تمنع التلاعب في السعر والاجتهادات غير المحسوبة، إذ بهذا الإجراء أقفلت الشركة كل السلبيات التي قد تؤثر على سهم الشركة»، ناصحا المكتتبين بعدم الدخول على أساس المضاربة والبيع السريع، بل على أساس استثمار بعيد المدى له ولأجياله.
وشدد د. علي بو خمسين الخبير الاقتصادي والرئيس التنفيذي لأحد مراكز التطوير والاستشارات الاقتصادية والإدارية على أن تحديد نسبة اكتتاب الأفراد بـ 05 %، وتخصيص نسبة الاكتتاب الإجمالي بـ 1.5 بدلا من الـ 5 % يحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة، وهو سلوك مطمئن في نهاية المطاف للمستثمرين، وقال: «نشير هناك لرسائل مباشرة مهمة، منها أن هناك يقينا من قبل متخذ القرار الاقتصادي في المملكة بأن الاكتتاب فرصة تاريخية، ويجب عدم التفريط فيها، وأن الهدف الأساس يكمن في إتاحة الفرصة للمستثمر المحلي في الشركة الرائدة عمليا، وتنشيط رأس المال السعودي بضخ جزء من أسهم أرامكو في السوق العالمي، ونفهم أن من ضمن الرسائل هو أن ليس هناك تلهف على بيع أكبر نسبة من حصة الشركة، بل حصة بسيطة بهدف جذب المزيد من الاستثمارات، وتحقيق الشفافية، وتطبيق الثقافة القانونية».
وأضاف «هناك رسائل غير مباشرة، إذ سيكون هناك طرح لاحق بعد مرور المدة النظامية، ويعتقد أن باقي الـ 5 % ستطرح بعد انتهاء مدة حضر البيع المعلن عنها، وسيتم طرحها بسعر أكبر من السعر الحالي، وفي حال تحقق نسبة إقبال عالية وسعر مقبول كما هو متوقع سيتم طرح باقي الحصة بعد انتهاء فترة الحظر، كما أن سعر السهم الحالي 32 يعد سعرا تشجيعيا وتفضيليا كون أن الشركة تعد من شركات العالم الضخمة».
وشدد عبدالله آل نوح رجل الأعمال وعضو مجلس المنطقة الشرقية على أن السوق السعودي شهد أمس حدثا اقتصاديا تاريخيا، وأن المأمول من هذا الحدث تحريك أكثر لواقع الاقتصاد السعودي، إذ سينعش ذلك سوق الأسهم السعودي ويفتح المجال للاستثمار الأجنبي، متوقعا أن يتم تغطية نسب الاكتتاب داخليا وخارجيا، وقال: «إن شركة أرامكو تعد من أهم شركات النفط وتحتل مراتب عليا وتعد أول شركة قوية في هذا المجال، وتحقق أرباحا جعلتها تعد من مصاف الشركات الرائدة والقوية عالميا في مجالها النفطي، كما أن سلعتها النفطية تترك اطمئنانا عند المستثمر الداخلي والخارجي».