يدشّن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبحضور ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يوم الأربعاء «مشروع بوابة الدرعية» التاريخية، لتكون وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث.
وتتمتع الدرعية «جوهرة المملكة» بخصائص تاريخية وثقافية وعمرانية وبيئية مكنتها لتتبوأ مركزاً مرموقاً في مصاف المدن التراثية العالمية التي تستند إلى مقومات تاريخية وبيئية، ويمثل مشروع تطوير الدرعية التاريخية جانباً من اهتمام الدولة بالتراث الوطني وتنميته، لدوره في حفظ تاريخ الوطن وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته، ويعد تطويرها أحد المشروعات الوطنية الرائدة التي حظيت بالاهتمام والمتابعة المباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، حيث عمل على إبراز ما تزخر به من إرث حضاري كبير، كما أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعيّة كانت له نظرة ثاقبة وجهود كبيرة حيال تطوير الدرعية، ومن تلك الجهود تعين جيرارد إنزيريو رئيساً تنفيذياً لهيئة تطوير الدرعية، لقيادة مبادرة تحويليّة لإعادة إحياء الدرعية التي تعد أبرز المعالم التاريخية لتأسيس المملكة العربية السعودية.
وقد وصف جيرارد إنزيريو الأمير محمد بن سلمان بـ»الذكي جداً»، في رؤيته للسياحة في المملكة، ووضع خطة استراتيجية سياحية، وحرصه الشديد بكل ما يتعلق بالنواحي الطبيعية والبيئية والجغرافية والمحافظة عليها. ويرى جيرارد إنزيريو، أهمية الدرعية لأنها تمثل جذور المجتمع والمملكة، وهي الشجرة التي تظل على المنطقة بالكامل وتستمد قوتها من جذورها، وهي نقطة جاذبة للسعوديين لربطهم بحضارتهم وتاريخهم الكبير، كذلك ستصبح الدرعية نقطة أساسية يمكن السعوديين من الترحيب بضيوفهم من المملكة وخارجها وتعريفهم بحضارتها وتاريخها.
مجتمع حيوي
وتقدم بوّابة الدرعيّة تجربة فريدة في معايشة التراث والتاريخ الحديث وفهم الماضي بروح الحاضر والمستقبل، ويقول «جيرارد إنزيريو»: نخطط لبدء العمل في «بوابة الدرعية» في شهر يناير من العام المقبل 2020، وستكون الوجهة العالمية الجديدة للثقافة والتراث ونموذجاً عصرياً لأسلوب حياة في الرياض وموطناً للعلامات التجارية الفاخرة مضافاً إليه أكثر من 100 مقهى ومطعم. ويهدف تأسيس هيئة تطوير بوابة الدرعيّة إلى تطوير الدرعيّة بصفتها موقعاً تاريخياً مهماً في المملكة العربية السعودية، وكونها عاصمة الدولة السعودية الأولى التي تعد المملكة اليوم امتداداً لها، وتسعى الهيئة في مهمتها إلى إبراز جذور هذه المدينة العريقة وتاريخها من جانب العمران والثقافة والفنون والمعرفة، كما يعمل فريق الهيئة لتطوير الأبعاد المعمارية، والاقتصادية، وإظهار الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والتاريخية لمنطقة الدرعية، لربط جذور تأسيس الدولة السعودية بحاضرها ومستقبلها؛ تأكيدًا للوحدة وتعزيزاً للفخر بهذا التاريخ، وتقديم تجربة اكتشاف لا تُنسى لجوهرة المملكة العربية السعودية، وتلتزم الهيئة في تطويرها بمعايير عالمية، وهو ما سيسهم في حماية جذورها وحضارتها والمحافظة على إرثها الثقافي، وتهدف رؤيتها في تطوير الدرعيّة إلى إيجاد مجتمع حيوي من رواد الأعمال لإيجاد فرص عمل للشباب والشابات في المملكة تماشياً مع رؤية 2030، إضافة إلى استقبال الزوار من جميع أنحاء العالم وحثَّهم على زيارة بوّابة الدرعيّة، وجعلها وجهة سياحية ثرية تجذب الزوار والسياح المحليين ومن مختلف المناطق في العالم.
سوق عريق
ونشأت الدرعيّة على ضفاف وادي حنيفة في العام 850هـ/ 1446م، ثم أصبحت عاصمة للدولة السعودية الأولى في العام 1157هـ/ 1744م، لتمثل نقطة تحوّل في تاريخ شبه الجزيرة العربية خاصة والتاريخ العربي والإسلامي عامة، حيث إنها أسست للاستقرار والازدهار ووحدت معظم المنطقة في شبه الجزيرة العربية تحت ظل دولة واحدة، منهية بذلك التفتت والتناحر وعدم الأمن، وأصبحت الدرعية في قلب الجزيرة العربية مقصداً للتجارة والثقافة والمعرفة والتواصل والتبادل الاقتصادي، كما أن الدرعية كانت مركزاً لطرق التجارة والحج المتجهة إلى أنحاء مختلفة في المنطقة ورابطاً حيوياً بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، ورغم البيئة الصحراويّة الصعبة أصبحت الدرعيّة واحة للمجتمع النموذجي، وقد منحها هذا السلام والازدهار ورؤية الدولة المستندة إلى مبادئ وثوابت سامية مكانة سياسية واقتصادية وعسكرية ودينية بارزة في المنطقة، إلى أن تحولت مع مضي الوقت إلى منارة للعلوم والتعليم.
وسوف يتم إنشاء سوق عريق سيكون وجهة تسوق فاخرة ذات طابع عصري ممزوج بعبق الماضي العريق، وبـإمكان الزائر أن يجد فيه أبرز منتجات العلامات التجارية المحلية والعالمية وأرقاها، وتشكيلة متنوعة من المجموعات الفريدة التي جرى تطويرها وتصميمها خصيصاً لبوّابة الدرعيّة.
تجربة الاكتشاف
وتثير الدرعية إحساس الدهشة والخيال معاً، حيث استطاعت عبر فترات التاريخ أن تجذب الزوار ممن يدفعهم الفضول لحب الاستكشاف، واليوم ستتحول إلى وجهة سياحية مهمة وثرية لا مثيل لها، فقد كانت في العصور القديمة شامخة بأبنيتها الطينية التي تمكنت بقاياها إلى اليوم من إبراز أهميتها وقصتها التاريخية العريقة، لذا ندعوكم اليوم لإعادة استكشاف هذه التجربة التاريخية في قلب المملكة العربية السعودية، ويعد ماضي الدرعيّة غنياً وحافلاً باللحظات البطولية والمهمة، والتي بدأت منذ هجرة مانع المريدي في القرن الخامس عشر ليؤسس الدرعية، إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى في القرن الثامن عشر، ولكونها مهد انطلاق الدولة السعودية، تمثِّل الدرعيّة منارة للإرث المستمر للأسرة المالكة (آل سعود) ودورها التاريخي في تأسيس الاستقرار وجلب الازدهار بمشاركة أبناء البلاد في مختلف أنحائها، وعنواناً بارزاً للاحتفاء بالإنجازات التي تحققت منذ عهد الإمام محمد بن سعود إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم، وخلال هذا التقرير تمت الاستعانة ببعض المعلومات من موقع بوابة الدرعية.
وجهة عالمية
وستحتفل الدرعية بالتدشين الرسمي لمشروع «بوابة الدرعية» في 22 من شهر ربيع الأول الموافق لـ19 من شهر نوفمبر الجاري، لتكون وجهة سياحية عالمية تركّز على الثقافة والتراث، ويأتي وضع حجر الأساس في الوقت الذي ترحّب فيه المملكة بزوّارها من جميع أنحاء العالم، وتأكيداً على أهمية الدرعية كأيقونة ثقافية عالمية، وواحد من أعظم أماكن التجمع في العالم، وسيشكّل الاحتفال تدشيناً رسمياً لمشروع «بوابة الدرعية»، التي تعـد وجهةً ومقصداً سياحياً وثقافياً واجتماعياً للمملكة العربية السعودية، وتسعى بأن تكون عامل جذب للسعوديين والسيّاح من حول العالم الذين يبحثون عن تجارب أصيلة وثقافية تحتفي بالتاريخ والإرث الثقافي الغني للمملكة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري انزيريلو أن الاحتفاء سيكون فريداً من نوعه وغير مسبوق، لأن الدرعية لا مثيل لها، وقال: إن هذا المكان وحده يمكنه أن يروي قصة أمّة، ويُلهم أجيالاً قادمة تحقيقاً لتطلعات القيادة وتماشياً مع رؤية المملكة 2030، وأنا فخور بقيادة فريق عمل من الطراز العالمي في تطوير هذا الموقع التاريخي الذي سيصبح رمزاً ثقافياً عالمياً، وواحداً من أعظم أماكن التجمع في العالم.