طمأنت شركة أرامكو السعودية مكتتبيها في الطرح العام الأولي للمواطنين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي وعموم المستثمرين من الشركات والصناديق الاستثمارية العالمية بأنه وفي ظل استثمارات شركة أرامكو الخاصة الضخمة طويلة الأمد بوسع المستثمرين أن يستمروا في الاعتماد على حزام الأمان الذي توفره أرامكو لهم دائماً في ظل استراتيجية أرامكو للتوسع في إنتاج الغاز والتي تتطلب استثمارات بقيمة 562 مليار ريال (150 مليار دولار) على مدى العقد المقبل، مع تشبث الشركة القوي بخططها لزيادة إنتاج الغاز محلياً، وتعزيز تجارته الدولية مستهدفة أصول الغاز الأميركي والروسي ومستقبلاً الأسترالي والإفريقي.
في وقت تواصل الشركة برنامج التنقيب عن الغاز التقليدي وغير التقليدي وإنتاجه لتغذية الصناعات سريعة النمو وتحرير المزيد من الخام للتصدير أو لتحويله إلى كيميائيات ومنتجات متخصصة، فيما تدعم بيئة النفط والغاز واستثماراتهما المزدهرة بالمملكة وفي العالم الضمانات الائتمانية للمستثمرين المحليين والدوليين في أصول أكبر وأقوى مستثمر في العالم في الطاقة المتكاملة بكافة قطاعاتها وخدماتها المساندة لحقول النفط والغاز في جوف البحر وعلى اليابسة ومعاملها تنقيباً وإنتاجاً، ومعالجة وتسويق وشحن في ظل رصد الشركة ميزانية لمشروعات رأسمالية على مدى العشر سنوات المقبلة بقيمة تقدر بنحو 1,5 تريليون ريال (414 مليار دولار) تشمل أكثر من 70 مشروعًا رئيسًا قيد التنفيذ أو بدأ الإنتاج أو في مراحل التصميم.
وتتضمن تلك المشروعات الرأسمالية تطوير مرافق الزيت في حقل منيفة شمال الجبيل الذي سينتج 900 ألف برميل يومياً من النفط العربي الثقيل، والذي يساهم في الاستيفاء بمتطلبات المواد الأولية لاثنتين من المصافي الجديدة بالمملكة تشمل شركة أرامكو توتال للتكرير والكيميائيات «ساتورب» وشركة أرامكو سينوبك «ياسرف». وتتمتع الشركة بسجل حافل من مشروعات التطوير الأخيرة في قطاع التنقيب والإنتاج، ويضم مجموعة من أكبر المشروعات الرأسمالية على مستوى العالم في قطاع النفط والغاز، حيث تمكنت الشركة منذ منتصف التسعينات من تنفيذ مجموعة من مشروعات التطوير الكبيرة في مختلف المجالات التي تعمل فيها، بما في ذلك منيفة، وكاران والشيبة وخريص.
علاوة على ذلك، وفي يوليو 2019 أبرمت الشركة مجموعة من الاتفاقيات بقيمة إجمالية قدرها 67,5 مليار ريال (18 مليار دولار) لزيادة طاقاتها الإنتاجية من النفط الخام والغاز الطبيعي في حقلي مرجان وبري بمقدار 550.000 برميل في اليوم، و2,5 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم على التوالي. وسيترتب على توسعة حقل البري زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط الخام بواقع 250,000 برميل في اليوم بفضل نظام المعالجة الجديد في معمل فرز الغاز عن النفط الموجود في جزيرة أبو علي والآبار البرية والبحرية الجديدة. وعلى الجانب الآخر، يهدف برنامج حقل المرجان إلى التطوير المتكامل للطاقة الإنتاجية للنفط الخام والغاز المصاحب والغاز غير المصاحب. وسيتم زيادة الطاقة الإنتاجية للنفط الخام في حقل المرجان بواقع 300,000 برميل في اليوم، كما ستصل الطاقة الإنتاجية لمعالجة الغاز في معمل معالجة الغاز الجديد في منطقة تناجيب إلى 2,5 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم.
كما تبنت الشركة نهجاً مبتكراً لتطوير حقل منيفة الذي بدأ عملية الإنتاج الأولي له في 2013 ويقع في مياه الخليج العربي الضحلة، حيث تمكنت الشركة من بناء 27 جزيرة صناعية متصلة بسلسلة من الطرق، ومكنت شبكة الجزر البحرية هذه الشركة من استخدام تقنيات منخفضة التكلفة في نطاق الحفر على اليابسة والإنتاج بهدف تطوير أحد الحقول البحرية. وتحتضن الجزر آباراً ضحلة يعزى إليها انخفاض النفقات الرأسمالية بنحو 27 % مقارنة بمشروعات التطوير البحرية القياسية. وبلغت الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لحقل منيفة 0,9 مليون برميل من النفط الخام في 2018، مما يجعله أحد أكبر حقول النفط على مستوى العالم.
في وقت لم تمنع أي من البنوك أو المستثمرين من المشاركة في الصفقة رفيعة المستوى في الطرح العام الأولي لشراء أسهم أرامكو، وقال رئيس ديون الأسواق الناشئة في كولومبيا تيم جاغر: «إنها مصدر نادر، وإذا نظرت إلى الائتمان الخالص لأرامكو فإنه أمر جذاب للغاية». وألمحت وكالة ائتمان دولية إلى أن الافتراضات الرئيسة التي استندت إليها في حالتها التصنيفية لأرامكو أسعار النفط الخام التي تبلغ 65 دولاراً للبرميل في العام 2019، وتوقع بلوغها 62.5 دولاراً للبرميل في العام 2020، و60 دولاراً للبرميل في العام 2021 و57.5 دولاراً للبرميل في ما بعد ذلك، وانخفاض إنتاج أنشطة المنبع بنسبة 3.5 % سنوياً في العام 2019 عقب اتفاقية «أوبك بلس» وثباته بشكل عام بعد ذلك. إضافة للمصاريف الرأسمالية السنوية حسب توجيهات الشركة منها توزيع الأرباح معتدلة النمو، والاستحواذ على 70 % من أسهم شركة سابك بقيمة 69.1 مليار دولار مع دفع المقابل على أقساط.
إلا أن الشركة ركزت على استثماراتها الأبرز في التكنولوجيا التي كان لها دور مؤثر في نمو أعمال التكرير والتسويق والكيميائيات والتي تواصل نموها بالتساوي إلى حجم وأهمية أعمال «أرامكو» الكبرى في قطاع التنقيب والإنتاج، ويشمل ذلك تأسيس قطاع تكرير عالمي المستوى في البلدان الأكبر والأسرع نموًا في العالم. كما تحقق أرامكو مكانة طليعية عالميًا في مجال تجارة المواد النفطية والبيع بالتجزئة وزيادت قوتها في مجال زيوت الأساس مع التشبث بالمحور الأهم والأبرز في بناء أرامكو لواحد من أكبر قطاعات الكيميائيات المدمجة مباشرة بالنفط التي تضيف قيمة على مستوى العالم.