عندي كلام كثير ومحتار من وين ابدأ، وأجد في قلمي متنفسا يواسيني كلما شعرت بالوحدة التي يفرضها علي عالم اعيش فيه رغم انني أشعر أنني لا انتمي اليه فما افكر به او اتمناه غير موجود في هذا العالم رغم مساحته الشاسعة وفضاءه الفسيح الذي يجلب الملل.
أحيانا أجد نفسي ينبوعا من الكلام، لدي الكثير لأقوله وقد يطول بي المقام لشرحه ويطول بكم الجلوس لسماعه وأحيانا أخرى لا أجد ما أقول، فقد بلغت بنا الحيرة فيما يجري من حولنا درجة توقفت عندها عقولنا عن التفكير، فكل ما تود قوله قد يقع ضمن المحيرات ومجال الخطأ أقرب من الصواب، لذا سأختصر المقال وأترك لكم الخيال لإدراك ذلك كما لو حدث معكم.
تراودنا الشكوك احيانا في فهم أنفسنا، بين زهو الثقة بالنفس ورفق التواضع، أجدني أحيانا أكبر من المكان وأحيانا لا أرى نفسي من الصغر، فلا ترهق نفسك بمحاولة فهمي فلست الا ما جاد به القلب والروح وبعض الجسد، قد اكون واضحا كل الوضوح وقد لا يفهمني أحد.
أقول وقولي قابل للخطأ والصواب، وأرى وقد يرى غيري أنني أصلا لا أرى، لكنني أزعم أن الجنون ليس فقدان عقل كما يظن البعض، بل هو رقي عقل لم تدركه عقول العقلاء، ناءآ بنفسه لمرحلة الجنون حينما لم يفهمه احد.
أحيانا كثيرة لا أفهم أنا نفسي فأدخل في عالم التوهان بحثا عن نفسي فكل ما يدور حولك في هذا العالم يجعلك في حيرة من هو على حق أنت أم غيرك من الذين هم في نظرك ليسوا على حق، فكم هو مؤلم أن تسير ثلاثة أرباع مسافة الطريق الى هدفك وتتفاجأ أنه عليك ان تعود لنقطة البداية ليس لأنك كنت على خطأ ولكن لأن ذلك لا يعجب الآخرين، بينما لا يسعفك الوقت لتعيد المحاولة فأنت ايضا في ثلاثة أرباع عمرك.
هناك مساحة من الملل نمر بها جميعا في وقت ما، تستهلك كل طاقاتنا وتحيلنا الى مجرد مادة تشغل حيزا من الفراغ، فنحن نعيش في مجتمع ينتقد كل شيء ويفعله، فمهما كنت مثاليا وإن اتعبت نفسك وارهقتها من أجل ارضاء الآخرين ستتفاجأ بأنهم يرمونك بحجر لمجرد توقفك عن ذلك، فذنبك ذنب لا يغتفر ولطيبة قلبك وتسامحك ستكون في نظرهم ساذجا أوغبيا لأنك تزعجهم بمحتواك النقي الذي يفتقدونه.
يوما ما ستشعر بفتور، لن يستهويك شيء كل شيء سيصبح مملا الحياة رتيبة بما فيها من روتين، فلا تهمل نفسك من أجل غيرك فستكتشف مع مرور الوقت أن لا أحد يستحق هذه التضحية، فحينما نتجاوز خريف العمر تتساوى عندنا الأمور، الفرق انه في الخريف تتساقط اوراق الشجر بينما لا تتساقط الذكريات من ذاكرتنا بل تبقى بحلوها ومرها لكنها تبقى باهتة الطعم واللون فلا يوجد لدينا حافز لمتابعتها فكل ما نطمع فيه ونطمح اليه هو العيش بهدوء وسلام.
توصلت في النهاية الى أن لا أخجل من تغيير اسلوبي ونظرتي للحياه بتفاؤل وأمل وان أعود بذاكرتي بعيدا الى الوراء فقد أرغب بالقيام بما كان يستهويني وانا صغير ولم تتح لي الفرصة للقيام به ولو كان شراء لعبة صغيرة كنت أحلم بإقتنائها وانا صغير وكانت ستدخل الفرح والسرور الى نفسي ولم احصل عليها، وأن افعل ذلك دون خجل وان اكون كما أريد أنا لا كما يريد الآخرون.
بلا شك نمر جميعا بحالات صعبة وظروف قاهرة تنغص علينا صفو حياتنا، لكن أصعب اللحظات التي قد تمر بك أن تذهب للنوم للتخلص من أتعاب اليقظة
في النهاية إبحث عن نفسك بين سطور هذا المقال فقد تجد نفسك، واعلم أن السعادة ليست حالة افتراضية بل هي مطلب يصعب تحقيقه لا يدركها الا من كان قنوعا ورضي بما لديه وأزال الكره والغل من صدره.
سعود العتيبي
محرر دسك
إقرأ المزيد
مع نفسي
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.alkhafji.news/articles/2019/12/10/480197.html
المحتوى السابق المحتوى التالي
أضف تعليقاً إلغاء الرد
This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.
التعليقات 18
18 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
12/10/2019 في 3:02 م[3] رابط التعليق
انتهى المقال ولا عرفت ايش يبي بالضبط
سعود العتيبي
12/13/2019 في 8:06 م[3] رابط التعليق
شكرا لصراحتك
امجد عبدالباري
12/11/2019 في 8:02 ص[3] رابط التعليق
التصالح مع النفس هي المنتهي عندما ننضج وليس مرتبط بالعمر
الشيخ اخيارهم
12/11/2019 في 8:05 ص[3] رابط التعليق
هذا يسمى إقبال الروح على التفكر وهذه مرحلة جميلة ولكن لها مطبات ومتطلبات وكل عاقل وكل انسان يمر بها
فهي تسمى في عصرنا نوع من الفنون لأنك ساعة يكشف الله عنك شي من الأمور ترا فيه الا شخاص على
حقيقتهم وساعة تنعكس الأمور هذا الموضوع الكلام فيه كبير ولا يفهمه الا القليل قال سيدنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم حدث الناس بما يفقهون أتريد أن يكذب الله ورسوله اريد اعطيك علاج أقرأ كتاب الله وتفكر وسترى بتمعن
ما وصفة وسترى العلاج فيه لأن فيه ما تلوذ فيه النفس وما تدور والله سبحانه يقول وفي أنفسكم أفلا تعقلون
واخيراتمنى لك الخير وأتمنى أن تكون في احسن حال.
زائر
12/11/2019 في 9:31 ص[3] رابط التعليق
كلام رائع وكثر من رائع الاستاذ سعود
زائر
12/11/2019 في 9:49 ص[3] رابط التعليق
مقال مميز بأسلوب سهل ممتنع شيق للبحث عن سعادة النفس والبحث عن الذات
والحل في آخر سطرين من المقال
احسنت ابوطلال
زائر
12/11/2019 في 9:56 ص[3] رابط التعليق
ابدااااااع متجدد يطل علينا من خلال
نافذه الخفجي الالكترونيه
عندما اتحدث عن كاتب مرهف
الاحساس لا استطيع ان اضع نقطه
بعد سطر أو سطرين إنما اجد نفسي
مسترسلا بالحديث
دمتم بخير
اخوك عمر العمار
Abdul Rahim Ben Nafea
12/11/2019 في 10:25 ص[3] رابط التعليق
لحظة صفاء ذهني تلك التي كتبت فيها هذة المقالة متعك الله بالصحة والعافية
Hiba Jmel
12/11/2019 في 10:26 ص[3] رابط التعليق
قلم وحروف من ذهب قمة الرقي
عفاف تيما
12/11/2019 في 10:28 ص[3] رابط التعليق
افعل ماتشاء وافعل مايحلو لك ارضى نفسك واسعدها حتى لاتندم فيمابعد انك ماارضيت نفسك وجيت
على نفسك فعلا مااجمل الامل والحلم فى تحقيق امالنا يارب يسعد اوقاتك ويحقق لك ماتتمنى كلماتك واقعية
جميلة سهلة الفهم حفظكم الله جميعا مساىكم سعيد وتحياتى لكم
بسمه حائرة
12/11/2019 في 10:33 ص[3] رابط التعليق
فعلا كلمات من القلب وتمس الروح فكلنا مهما كانت اعمارنا نفتقد الكثير واحيانا نتقوقع على انفسنا
وندخل شرنقه مغلقه من الاحاسيس والافكار ولكن دائما الامل في وجه الله موجود وسمه ومضه من البريق يجذبنا
اليه كفراشات حائره تهفو الي الضوء متعك الله بالصحة والسعادة يا رب، لك تحياتي.
Sobhieh Mowed
12/11/2019 في 10:37 ص[3] رابط التعليق
أتدري أن كل عاقل يفكر بما أتحفتنا به وان حاولنا الاختباء من صراحه الذات المتعبه المريحه …
نحن بأمس الحاجه لوقفه لنعاتب الامس لتخليه عن بعض من أحلامنا المسروقه .. ونهرع ليومنا بخوف متوتر برغم
المتوفر
الفائض لكل ما يريح زمن نعيشه … وقفه ذات مجرده صريحه طفوله شباب نضوج كلها بها من المطبات والرواسب ما
نعاني منه غصبا عنا … الراحه في ابتسامه لمحتاج وطبطبه لفقير وجبر خاطر لمن نسيهم هذا العالم البشع الجشع .
فهذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر وهذه الدنيا سماء انت فيه القمر …. مقال رائع مبهر يعلمنا كيف نحب أنفسنا
بعيدا عن الانانيه … أنت مبهر ومميز ولك مني كل التحيه يا عاشق الورد.
تغريد الشرق
12/11/2019 في 10:39 ص[3] رابط التعليق
لن اتحدث كثيرا ولن اضيف ع كلماتك حرف
وهذا لأنك قد جمعت بوصفك كاتب وأديب كل مشاعر النفس حين تدرك خريف العمر
فقط اقول .. داااااام عز قلبك ونبض حرفك الراااااائع وجدااااااا .. أبدددددعت
ولك تحياتي .. والورد.
Sobhieh Mowed
12/11/2019 في 2:26 م[3] رابط التعليق
أتدري أن كل عاقل يفكر بما أتحفتنا به وان حاولنا الاختباء من صراحه الذات المتعبه المريحه … نحن بأمس الحاجه
لوقفه لنعاتب الامس لتخليه عن بعض من أحلامنا المسروقه .. ونهرع ليومنا بخوف متوتر برغم المتوفر الفائض لكل
ما يريح زمن نعيشه … وقفه ذات مجرده صريحه طفوله شباب نضوج كلها بها من المطبات والرواسب ما نعاني منه
غصبا عنا … الراحه في ابتسامه لمحتاج وطبطبه لفقير وجبر خاطر لمن نسيهم هذا العالم البشع الجشع .. فهذه الدنيا
كتاب أنت فيه الفكر وهذه الدنيا سماء انت فيه القمر …. مقال رائع مبهر يعلمنا كيف نحب أنفسنا بعيدا عن الانانيه …
أنت مبهر ومميز ولك مني كل التحيه يا عاشق الورد
اللهم استعملنا في طاعتك
12/11/2019 في 4:02 م[3] رابط التعليق
كلمات تنفست بها برئتين طبيعيتين، لم يستطعه كثير منا لسطوة التنفس الصناعي على الصدور، وقد وجد يقينا من تجاوز الستين وقارب الثمانين: “أن الحياة لحظة وأن أحلى ما فيها إرضاء الخالق والإغضاء عن المخلوق”.
ابنتك س
12/11/2019 في 5:57 م[3] رابط التعليق
صباح الخير
سرحت في مقالك الرائع ..وتهت امام
سمو حرفك ..
فعلا لمحزن ان نفيق بعد مرور العمر ..قيدنا
انفسنا بعادات ابتدعها البشر عيب وانتبه
لم نتعمق بكلمه حرام اكثر لكنا اكثر
رحمه بانفسنا ..
مبدع يا بابا❤
سعد ابو سلطان
12/11/2019 في 6:49 م[3] رابط التعليق
المقال ممتاز وفيه حكمه وخبره وتجربه
نتجت من معاناة كبيره وقويه وإليمه
ووصلت فيها إلى مرحلة النضج والقرب من
الحقيقه
.
ومختصر الحياة الهدف عبادة الله
فكن مع الله يكن الله معك.
لاوجود لسلام حقيقي على الارض وهو
نسبي يختلف حسب الزمان والمكان
والسلام الحقيقي مع النفس والآخرين
.
في الجنه بإذن الله تعالى فأنت في الدنيا
اختبار وامتحان وابتلاء.
تحياتي
الخيل الأصيلة أصيلة
12/12/2019 في 5:31 ص[3] رابط التعليق
كلامك كلو صح كلنا بحاجه لهذا الذي
عبرته ونعيشه بكل تفاصيله للاسف
ولااحد يشعر فيك الا نفسك وروحك
تكلهم بالحب يكلمك بالمنطق …
وهو لايعرف للمنطق سبيل …ماذا اقول
او ارد وانا اشعر بمعناه ربما اكثر ..ولكن
دائما ادور عل نفسي ولا ادورعل ارضاء
الاخرين …قدر المستطاع
لامست الحقيقة بواقعيه مطلقه ومن
يفهمك ويفهم تعبيرك …يقدر معنى
كلامك
حطيت ايدك عل الوجع نعم