قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. أحمد بن طالب بن حميد في – خطبة الجمعة – : من صبر على الإيمان والعمل الصالح وعلى الدعوة إلى الله عز وجل عملًا وتعلمًا وتعليمًا وعلى ما يقع من الأذى على من أخذ نفسه بمنهاج النبوة فقد نجى ورب العصر من الخسر.
وأضاف : ذكر فيها أن الله أقسم بالعصر وهو الدهر أو جزء منه وهو الوقت الكائن آخر النهار ووقع القسم به على أن جنس الإنسان في خسار , ومن كان كذلك فمآله إلى دار البوار وبئس القرار , قال تعالى (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .
وقال : استثنى الله من الخاسرين من اتصف بأربع صفات دلت عليها هذه الآيات البينات , الصفة الأولى هي قوله تعالى (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ) والإيمان في أصله وكماله لا يحصل إلا بالعلم , والصفة الثانية في قوله عز وجل (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) والعمل الصالح ما كان خالصًا لله على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , والصفة الثالثة في قوله جل ذكره (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ) وحقيقتها الدعوة إلى الله عز وجل , والصفة الرابعة في قوله تبارك وتعالى (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) أي على هذه الخصال المنجية من الخساة.
وتابع : من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا وعلم عن الله محابه وفهم من وحي الله ومراده وعمل لله الصالحات وخلصها من شرك الإشراك وشناعة الابتداع فكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح ثم سعى إلى كمال غيره بالدعوة إلى ذلك الحق الذي حصله , فوصى واستوصى بما سيسأل عنه كل أحد في قبره من معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن معرفة دين الإسلام معرفة متعلقة بأدلتها من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن آثار الصحابة والتابعين وأئمة الدين المهتدين وصبر على الإيمان والعمل الصالح وعلى الدعوة إلى الله عز وجل عملًا وتعلمًا وتعليمًا وعلى ما يقع من الأذى على من أخذ نفسه بمنهاج النبوة فقد نجى ورب العصر من الخسر.