واصل فريق الهلال تقديم عروضه المميزة، ولكن هذه المرة عالميًا بعد أن أقصى بطل أفريقيا «الترجي التونسي» وتفوق مستوى ونتيجة في ربع نهائي بطولة أندية العالم، الهلال في الدوحة ظهر بثوبه المعتاد بافتراس الخصوم بكل شراسة، وأبهر العالم بأدائه الفني العالي، بقيادة مدربه الشجاع لوشيسكو، ومن خلفه إدارة تعمل ليل نهار لأجل بناء مجد جديد يدون في سجلات الأزرق الهلالي، ولاعبون لا يقبلون بأنصاف الحلول والمشاركة فقط، بل كان هناك أحد عشر فارسًا داخل إستاد جاسم بن حمد قدموا مباراة تسجل للتاريخ في الإصرار على خطف نتيجة المباراة والوصول إلى أبعد نقطة في البطولة، وخلف هذا كله إدارة تعمل على التخطيط والتطوير والاهتمام بمستقبل الفريق.
ما يميز إدارات الهلال المتعاقبة أنها لا ترضى بالوصول إلى هدف معين وتكتفي به، بل إن الطموحات في سياسة هذا النادي ترقى إلى عالي القمم، وما تحقيق البطولة الآسيوية مؤخراً والمشاركة في بطولة أندية العالم والوصول إلى نصف النهائي العالمي إلا دليل على طمع الهلاليين في طلب المستحيل، وهذا حق مشروع لكل من يقدم كرة قدم ممتعة مقرونة بالنتائج.
أصبح الهلال في هذا الزمن أيقونة فرح لمحبيه، ومثالا مشرفا لكرة القدم السعودية بالوصول إلى مراكز متقدمة عالمياً، وهذا يعود لعدة أسباب، أولها: استثمار الدعم الحكومي المقدم لكل الأندية فما قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم واهتمام ورعاية أثمر عن وجود دوري قوي خرج منه بطل آسيا الزعيم العالمي، وهنا يجب أن نتوقف عند الاهتمام الكبير من سمو ولي العهد صاحب الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود للشباب السعودي فما قدمه الأمير الشاب للرياضة والرياضيين من دعم مادي لاستقطاب العناصر المؤثرة في مسيرة الأندية يجبر على العمل بجد واجتهاد واستثمار هذا الدعم فيما يرقى برياضة الوطن خارجياً، ومن هنا نجد الهلال بإدارته الشابة وأجهزته الفنية والإدارية واللاعبين قد استشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم حينما استقبلهم بعد تحقيق دوري أبطال آسيا 2019م، مطالباً إياهم بتقديم نتائج إيجابية في بطولة العالم، وأنهم يمثلون السعودية بأكملها فما كان من رجال الهلال إلا أن كانت بدايتهم في البطولة مميزة جداً بالوصول إلى نصف النهائي العالمي ومازال للإبداع بقية.
الهلال كعادته مشرفاً للكرة السعودية في جميع الألعاب، وأكثر نادٍ يمد المنتخبات السعودية باللاعبين سواء في كرة القدم أو الطائرة أو الألعاب الفردية الأخرى، مازال يقدم دوره بكل اقتدار وتفانٍ لخدمة هذا الوطن.
الهلال أمام منعطف تاريخي في بطولة أندية العالم لتحطيم الأرقام القياسية السعودية وتسجيل مجد جديد يضاف للوطن حينما يقابل اليوم (الثلاثاء) بطل الليبرتادوريس فلامينغو البرازيلي في نصف النهائي سعياً للوصل إلى النهائي، وحلم كل السعوديين الوصول إلى هذه المرحلة في المشاركة العالمية.