نجحت شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) في إتمام واكتمال صفقة استحواذ شركة أرامكو فيما وراء البحار التابعة لأرامكو على حصة 17 % من شركة هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية، في استثمار قدرت قيمتها بنحو 4,5 مليارات ريال (1,2 مليار دولار) بعد استيفاء كافة الموافقات التنظيمية المطلوبة، وجاء إنجاز هذه الصفقة الاستراتيجية مدعوما بمباركة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي شرف توقيع الجانبين الاتفاقية المبدئية في يونيو الماضي في زيارته التاريخية لكوريا الجنوبية والتي أسهمت بتعزيز حراك شركة أرامكو الاستثماري الواسع في قلب كوريا الجنوبية وفتحت آفاقا أرحب لتوسعات عملاقة في أصعدة التكرير والكيميائيات وتعزيز تنافسية قطاع زيوت التشحيم من خلال الاستثمار المتقدم في المرافق المتطورة في كوريا والمملكة.
وتعزز الصفقة فتح استثمارات ضخمة في مجالات الطاقة المختلفة تتزعمها صناعة النفط والغاز والتكرير والكيميائيات وعموم التكنولوجيا التي تتزعم استثماراتها أقوى شركة للطاقة المتكاملة في العالم شركة أرامكو السعودية والتي تركز على الاستراتيجيات طويلة الأمد لتنمية وتنوع قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في كوريا الجنوبية البلد الأكثر استهلاكا وإنتاجاً للطاقة والأكثر توريداً للنفط الخام السعودي، وتتضمن صفقة أرامكو اتفاقيات مع شركة هيونداي أويل بنك لتوريد النفط الخام العربي من أرامكو السعودية، في وقت تتخصص الشركة الكورية في مجال تكرير النفط ولديها معمل متكامل للتكرير وبطاقة معالجة تقدر بنحو 650 ألف برميل في اليوم، وتشتمل محفظة أعمالها والشركات الخمس التابعة لها على أعمال التكرير، وزيوت الأساس، والبتروكيميائيات، وشبكة من محطات الوقود.
وتعكف شركة أرامكو على الاستغلال الأمثل لهذه الصفقة لإنفاذ استراتيجيتها للتوسع في قطاع التكرير والكيميائيات عبر زيادة نشاطها الربحي في أهم الأسواق العالمية، مما يمكن أرامكو السعودية من تسويق النفط الخام وتعزيز قدراتها التجارية. وهذا ما يفسر خطط أرامكو القوية للحصول على طاقة تكرير وتسويق متكاملة كبرى تصل إلى 10 ملايين برميل يوميًا من نحو خمسة ملايين برميل حالياً.
وتتمثل الأهمية القصوى لصفقة أرامكو الكورية في كونها تتماشى مع استراتيجية الشركة للمشروعات المدمجة للتكرير والكيميائيات، وفتح منافذ تسويقية جديدة مضمونة مستدامة للنفط الخام السعودي، ويدعم استراتيجية الشركة أن تصبح الشركة الأقوى للطاقة المتكاملة في العالم. في وقت تعكف شركة “أرامكو السعودية” على ضخ نحو 635 مليار ريال لاستثمارات صناعات المصب للتكرير والكيميائيات على الصعيدين المحلي والدولي بما فيها صفقة استحواذها لغالبية أسهم شركة “سابك” البالغة قيمتها 260 مليار ريال، وصفقات أخرى ضخمة في الصين بقيمة 37,5 مليار ريال.
إضافة إلى صفقات أرامكو الآسيوية الأخرى الجديدة في الهند بقيمة 262,5 مليار ريال (70 مليار دولار) في تحالف ثلاثي عالمي يشمل بناء مصفاة نفط عملاقة بطاقة استيعابية تبلغ 1.2 مليون برميل نفط في اليوم متكاملة مع مجمع حديث للبتروكيميائيات والعمل على تأمين توريد ما لا يقل عن 600 ألف برميل يوميًا من النفط الخام السعودي مع نسبة مرتفعة من التحويل للكيميائيات، إضافة على استثمار آخر بالهند لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات بتكلفة 56.2 مليار ريال (15 مليار دولار)، مع شركة “ريلاينس”. وفي ماليزيا مع شركة بتروناس بقيمة 101,2 مليار ريال في مجمع “بريفكيم” الذي سيرفع طاقة “أرامكو” التكريرية لـ 5.6 ملايين برميل في اليوم، والكيميائية لـ 40.2 مليون طن سنويًا، إضافة إلى التزام أرامكو بدعم المشروع بنحو 70 % من احتياجات النفط الخام.
وتعزز صفقة أرامكو الكورية الجديدة استثمارات أرامكو في كوريا الجنوبية وأضخمها مجمعها المدمج للتكرير والكيميائيات “إس أويل” والذي يخضع حالياً لأعمال توسعة تشمل مشروع تكسير بالبخار لإنتاج الإيثيلين ومشروع الأوليفينات بقيمة 22,5 مليار ريال (6 مليارات دولار). ويتميز مجمع “إس أويل” الجديد بمنشآت بأحدث التقنيات لمنتجات عالية القيمة مثل البروبيلين والبنزين الذي يعزز الشراكة السعودية الكورية في صناعات المصب الدولية لشركة أرامكو السعودية وتلعب دورًا مهمًا من خلال توفير الطاقة الحيوية اللازمة للنمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية التي تحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث التكنولوجيا والابتكار والإبداع والجودة.
ويتوقع الشريكان إنجاز مشروع التكسير بالبخار ومشروع الأوليفينات بحلول العام 2024، وسوف تنتج وحدة تكسير البخار الجديدة ذات المستوى العالمي الإيثيلين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى من النافثا ومن نواتج التكرير من انبعاثات الغاز، حيث تدعم هذه الاتفاقية الجديدة خطة أرامكو السعودية لزيادة بصمتها العالمية للبتروكيميائيات خلال العقد المقبل. وستشمل كذلك نشر تقنية أرامكو السعودية الحرارية لتحويل الخام إلى الكيميائيات وتحويل تركيز مصفاتها “إس أويل” من “النفط إلى الكيميائيات” إلى وضع أفضل للشركة في سوق الطاقة في المستقبل.