الاعتذار قيمة أخلاقية راقية جدا. ، فمن شيم الكبار ثقافة الاعتذار ؛ فكم من الخلافات يمكن ان تُحل بسرعةٍ وسهولةٍ
بالإعتراف بالخطأ ، فالاعتذار عن الأخطاء لا يجرح كرامتك ، بل يجعلك كبيراً في عين من اخطأت في حقه .
الاعتذار. ثقافة راقية يعتقدها الجاهل اهانةٌ للنفس ، هي ليست عيباً ، ولا تقلل من قيمة الشخص ؛ فلسنا بأفضل ممن نزلت بحقهم سورة كاملة تتلى الى يوم يبعثون، لسنا بأفضل من سيد البرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، والذي قدم اعتذاراً لبقاً يليق بشخصه الكريم ، بقوله لابن ام مكتومٍ : (مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ). وذلك بعد نزول سورة : عبس ، عندما انشغل سيد الخلق عنه بأحد سادات قريش .
لماذا نحن نزيل قانون الاعتذار من حياتنا !! وهو خلق من أخلاق الأقوياء ، وعلامة من علامات الثقة بالنفس ، التي لا يتصف بها الا الكبار.
الاعتذار ينفي عن صاحبة صفة التعالي والكِبر ، وهو خلق اجتماعي جميل يدعو الى التعايش مع الآخرين ويزيل الأحقاد ويقضي على الحسد ، ويدفع عن صاحبه سوء الظن به .
فكلمة : (أعتذر ) أو ( أنا آسف ) لا تعتبر نقيصة يتهرب منها البعض، أو عيبٌ يستحي منه ، بل هو خلقٌ يتقرب به الى الله.
سلوك إيجابي يتحلى به كبار الأنفس ، في حين البعض لا تسعفه أخلاقه أن يكون صاحب مروءة حتى في الاعتذار .
وما أجمل هذه الكلمة وماأكبرها عندما تخرج من قلوب العقلاء فيزيلوا بها البغض ويريحوا بها قلباً مجروحاً وخاطراً مكسوراً .
ليست المشكلة ان تخطئ ولكن المشكلة الجسيمة ألا تعتذر عن الخطأ . وفي الختام : من تعطر بأخلاقٍ فلن يجف عطره وإن كان تحت التراب .
بقلم/نهية بنت راشد
التعليقات 1
1 pings
زائر
02/12/2020 في 11:49 م[3] رابط التعليق
ليت العرب مثلش يابنت راشد