يعيش الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد حالة عدم استقرار بعد أن منعته نتائجه السلبية من المنافسة بصورة أفضل في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين والتي تسببت في وجوده بالمركز 12 وبرصيد 16 نقطة، ليواجه حينها العديد من الصراعات خصوصاً بعد أن انتهى موسمه بشكل رسمي في المنافسة على تحقيق أي بطولة وذلك بعد أن زاد من جراح محبيه وأقصي من كأس خادم الحرمين الشريفين، الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً، وتسبب في ظهور العديد من المشاكل الفنية، وكانت أبرزها مغادرة عدد من اللاعبين الأجانب وفسخ عقودهم من طرفهم بعد رفضهم الاستمرار مع الفريق، فأشعل ذلك الأمر غضب الجماهير الاتحادية والتي كانت تتأمل بأن يظهر فريقها في الموسم الحالي بصورة مغايرة عن الموسم الماضي بعد أن عاش فيه محبوه حالة قلق وخوف حينما وصل الفريق إلى مراكز متأخره في سلم الترتيب وقاب قوسين أو أدنى من أن يتجرع مرارة الهبوط، إذ لازم شبح الهبوط الفريق في الموسم الماضي قبل أن يعود للانتصارات بعد تدعيمه بلاعبين أجانب والذي استفاد منهم بشكل كبير، ونجح في تخطي مرحلة الخطر بعد تلك التغييرات إلى أن أنهى موسمه الماضي وطوى محبوه صفحة ذلك الموسم من دون الرغبة في العودة وتذكر أحداثها خصوصاً وأنه يعد أسوأ موسم للاتحاد منذ بداية الدوري السعودي.
- إدارة جديدة
ما أن انتهى وأعلنت الهيئة العامة للرياضة عن فتح باب الترشح على كرسي رئاسة “التسعيني” تفاجأ محبو الاتحاد بعدم تقدم أي شخصية اتحادية بارزة بل إن الهدوء خيّم على النادي إلى أن ظهر أنمار الحائلي وتقدم بملفه من دون تردد في الوقت الذي كان جميع الداعمين ورموز الاتحاد والرؤساء السابقين يتابعون بصمت مبتعدين عن المنافسة على كرسي الرئاسة الذي كان في سنوات ماضية يعد حلم كل داعم، أو شخصية اتحاديه بأن يجلس على ذلك الكرسي، ولكن الأحداث الأخيرة في السنوات الأربع الماضية كانت كفيلة بأن تعطي درساً لهم بأن من يرغب بكرسي في الرئاسة عليه أن يكون قادراً على مواجهة كل العقبات من ديون وقضايا سواءً محلية وحتى الخارجية، وقد نجح الحائلي في كسب كرسي الرئاسة، وما أن تسلم ذلك وبدأت الجماهير الاتحادية ترفع سقف طموحاتها خصوصاً أن الحائلي كانت له تجارب عديدة وكأن أحد الداعمين الذي استمر في دعم جميع الإدارات خلال العشر سنوات الماضية، وبدأت المطالبات الجماهيرية بتحسين الوضع الفني، ولكن ما أن بدأ الفريق في الدوري إلا وقد واجه العديد من المشكلات الفنية بسبب التعاقدات التي كانت مخيبة للآمال والتي وصفها الاتحاديون بأنها أقل قيمة من جميع تعاقدات الأندية الأخرى، وقد زاد حال الفريق سوءًا بعد أن فقد الفريق العديد من النقاط وخسر حينها فرصة المنافسة على الدوري، فما كان من إدارة الاتحاد برئاسة أنمار الحائلي سوى البحث عن لاعبين جدد، وتحسين الوضع بعد أن قامت الإدارة بإبعاد المدرب التشيلي خوسيه سييرا والذي يرى الحائلي بأنه السبب في انتكاسه الفريق.
-سلاح ذو حدين
في ظل الوضع الفني الذي يعيشه الفريق من خروج عدد من لاعبيه الأجانب بالإضافة إلى عدم نجاح البعض في تقديم ما يخدم الفريق اضطرت الإدارة برئاسة الحائلي في البحث عن لاعبين أجانب لتصحيح الأوضاع وتداركها قبل فوات الأوان، خصوصاً أن الحائلي ظهر في تصريحات سابقة له بأنه سيقوم بتدعيم الفريق وسيحسن من وضعه، لكن الجماهير الاتحادية صُدِمت من المغامرة التي تخوضها الإدارة في تعاقداتها، حيث كانت الجماهير تتأمل بأن تجلب الإدارة لاعبين لديهم سجل تاريخي كبير وحافل بالإنجازات إلا أن جميع الأسماء تعد من ذوي المستوى الفني المتوسط، إذ ترى الجماهير بأن تلك المجازفة التي تغامر بها الإدارة الاتحادية ستكون سلاحاً ذا حدين فبعد أن انقسمت الجماهير الاتحادية على مغادرة المهاجم الصربي ألكسندر بروغوفيتش كان البعض يرفض رحيله إلا أن الإدارة حسمت ذلك الأمر بالتعاقد مع المهاجم الايفواري ويلفيرد بوني وإبعاد بروغوفيتش عن الفريق، ولكن الصدمة كانت تكمن في أن المهاجم الجديد قد انتهى عقده مع نادي العربي القطري في الموسم الماضي، إذ تشاءم عدد من الجماهير من تلك الصفقة خصوصاً وأن اللاعب لم يخض أي مباراة رسمية منذ بداية الموسم الحالي وأن آخر مباراة شارك فيها مع ناديه العربي القطري كانت في شهر أبريل العام الماضي، بينما لا تزال الجماهير تراقب لاعب الوسط الأرجنتيني خيل والذي شارك في أكثر من مباراة ولكن مستواه متذبذب مما جعله لا يقدم كل ما لديه من إمكانات فنية، بينما اتفقت جماهير الاتحاد على أن صفقة المدافع البرازيلي بروني اوفيني تعد من أفضل صفقات الإدارة، وذلك لحاجة الفريق إلى لاعب بقوة وصلابة أوفيني.
-إصابة البدري
لم يهدأ بال المدرب الهولندي تين كان خلال الأسابيع الماضية لحين أن تعاقدت الإدارة مع لاعب الوسط التونسي أنيس البدري، إذ شرعت الإدارة في مخاطبته ونجحت في كسب خدماته، الأمر الذي أعطى المدرب مؤشراً بأنه يستطيع وضع الخطة المناسبة والتكتيك الجيد بعد كان يعاني من النقص الكبير في العديد من المراكز، وما أن ظهر اللاعب أنيس البدري في أول مباراة له مع الاتحاد وقدم لمحات فنية مميزة ولكنه بعد ذلك تعرض للإصابة خلال أحدى الحصص التدريبية ليتلقى المدرب ضربة موجعة بعد أن كان فرحاً بوجوده، واضطر تين كات للمجازفة بتغيير مراكز بعض اللاعبين لحين عودة البدري وتعافيه، إذ يحتاج إلى قرابة الأسبوعين حتى يعود للمشاركة في التدريبات مع زملائه اللاعبين، ويسعى المدرب كات خلال الحصص التدريبية الحالية إلى زيادة التركيز لدى اللاعبين وخلق الانسجام بينهم بعد أن لاحظ التباعد الكبير لبعض اللاعبين، بينما لا تزال الجماهير الاتحادية تترقب بقلق وخوف ما سيقدمه اللاعبون الذين تعاقدت معهم الإدارة الحالية، إذ يحتاج الفريق إلى نغمة الانتصارات للخروج من المأزق الذي يحاصرهم وللابتعاد عن شبح الهبوط.