يشّكل الفساد تهديدا خطيرا للاستقرار الوطني والدول، مما يعيق النمو الاقتصادي ويضعف الثقة بين الحكومات والمواطنين، وتجاه ذلك سيتعاون أعضاء مجموعة العشرين القادمة في المملكة لمواصلة تنفيذ خطة عمل المجموعة لمكافحة الفساد 2019 – 2021، مع التركيز على تعزيز النزاهة باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وتعزيزها في مجالات الخصخصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكذلك على تطوير وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد والتي تعمل على تعزيزها المملكة.
إلى ذلك، ستهدف مجموعة العشرين خلال سنة الرئاسة إلى بناء إطار للسياسات وتعزيزه ليؤدي إلى تمكين الإنسان وخلق الفرص الاقتصادية، وتهيئة الظروف التي تمّكن جميع الأفراد وخاصة النساء والشباب من العيش والعمل والازدهار.
لا يقدم الاقتصاد العالمي الفرص الكافية للجميع مع تزايد الفجوة في بيئة متغيرة وسريعة، مما يضعف من ثقة الناس في الانفتاح التجاري ومنافع الابتكار التكنولوجي ويؤثر سلبا في النمو والاستقرار الاقتصاديين على المدى الطويل.
ستعالج الرئاسة السعودية التحديات، لضمان الازدهار لجميع الناس وستركز مجموعة العشرين أيضا على السياسات التي تعزز تكافؤ الفرص للجميع وخاصة الفئات الأقل حظوة بالفرص، وسيناقش أعضاء المجموعة الحلول في مجالات عدة مثل، تمكين النشء والشباب وتعزيز التعليم ورأس المال البشري ودعم فرص العمل الجيدة والحماية الاجتماعية وتعزيز التقديم في التنمية بدعم من السياسات الاقتصادية الكلية التي تدعم النمو القوي والمستدام والشامل.
وفي ذات السياق، يخلق التقدم التكنولوجي المتسارع والتغيّر الديموغرافي والتغيرات في أنماط العمل فرصا مذهلة تساهم في رفع المستوى المعيشي للأفراد في جميع أنحاء العالم ومع ذلك، يمكن أن تشكّل هذه التحولات تحديات كبيرة في التوظيف وتحرم بعض فئات المجتمع من الاستفادة منها، وستواصل المجموعة أيضا، بذل الجهود لخلق فرص العمل الجيدة والتكيّف مع أنماط العمل المتغيّرة مع ضمان الحماية الاجتماعية. علاوة على ذلك، وبناء إنجازات الرئاسات السابقة.
ستركز الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين على تحديات العمل التي تواجه الشباب وتحديدا الذين يسعون للدخول إلى القوة العاملة أو العودة إليها، بالإضافة إلى الأفراد المعرّضين لخطر عدم الحصول على العمل أو التعليم أو التدريب وسيستمر أعضاء المجموعة في مناقشة كيفية تحسين سياسات العمل من خلال وضع سياسات مبتكرة مبنية على الأدلة وسلوك الأفراد.
تعد معالجة التفاوت الاجتماعي والاقتصادي المستمرة بين الرجال والنساء ليست ضرورة للعيش والعمل والازدهار فقط، بل هي محرك أساسي للتنمية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، تمثّل إتاحة الفرص أمام المرأة جزءا لا يتجزأ من النمو المستدام والشامل، حيث ستساعد النساء على تحقيق إمكاناتهن في القرن الحادي والعشرين.
وتلتزم الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين التزاما كاملا بالحفاظ على الإنجازات التي تحققت خلال الرئاسات السابقة وإحراز تقدم ملموس في تمكين النساء والفتيات بشكل أكبر، وذلك تماشيا مع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة. وستتم معالجة تحديات تمكين المرأة بطريقة شاملة من خلال مسارات العمل المختلفة والتي تضم مجموعة من المبادرات القطاعية للفئات الأقل حظوة بالفرص، مع وضع إجراءات تصب في مصلحة النساء والفتيات وسيستمر أعضاء المجموعة في تعزيز المساواة بين الجنسين، بما في ذلك من خلال دعم المبادرات، مثل، مبادرة «تمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة».
من جانب آخر، أكد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء والشربا السعودي لمجموعة العشرين، د. فهد بن عبدالله المبارك، أن فرص محاور وأهداف رؤية المملكة 2030 تتوافق مع أهداف مجموعة العشرين بنسبة كبيرة، وأن رئاسة المملكة لأعمال مجموعة العشرين ستساهم في تحقيق أهداف الرؤية، جاء ذلك في محاضرة حول رئاسة المملكة لمجموعة العشرين 2020م نظمها منتدى أسبار الدولي مؤخراً.
وأشار الشربا السعودي إلى التحديات العالمية التي يمكن لأعضاء مجموعة العشرين معالجتها بشكل مشترك لتحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة المنشودة، والسُّبل الكفيلة لنجاح رئاسة السعودية مجموعة العشرين والاستفادة منها، وكذلك الأولويات التي ستكون محور نقاشات المجموعة لهذا العام، وأوضح بأن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين هي شرف كبير، كما أنها في ذات الوقت مسؤولية كبرى تحتم تقديم أفضل ما لدينا وكذلك إبراز المملكة بصورتها الحقيقية ودورها البارز في قيادة ملفات اقتصادية مهمة من أجل نمو العالم وازدهاره.
وقال المبارك إن المملكة ستركز خلال رئاستها لمجموعة العشرين على الهدف العام وهو «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» والذي يشمل ثلاث محاور رئيسة، وهي: تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكِّن الجميع من العيش الكريم والعمل، وكذلك الحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود الرامية لحماية البيئة، إضافة إلى تشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات طويلة المدى للاستفادة من منافع الابتكار.
وأضاف: «نظراً لأن الكثير من التحديات التي تواجهنا تحمل طابعاً عالميّاً، فإن مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة ستناقش كيفية التصدي لهذه التحديات، انطلاقاً من مبدأ المصلحة والمسؤولية المشتركة».
ونوه المبارك إلى أن الطاقة أحد الموضوعات المهمة خلال رئاسة المملكة، حيث تسعى المجموعة إلى محاربة فقر الطاقة وإتاحة الوصول إلى كافة مصادر الطاقة وخاصة للبلدان المنخفضة الدخل، وكذلك تسعى المجموعة للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة بالبيئة من خلال حزمة من الحلول ضمن مبدأ الاقتصاد الكربوني الدائري.
وأكد أن قضايا المرأة والشباب وسبل إتاحة الفرص للجميع والشمول المالي هي من أبرز القضايا التي تركز عليها المملكة خلال رئاستها للمجموعة هذا العام، نظراً لأهمية هذه الموضوعات لمنطقتنا وللعالم أجمع.