شهدت الحركة التجارية خلال الأسبوعين الماضيين زيادة الطلب على شراء المواد الغذائية والمعقمات، وذلك بعد تهافت العديد من المتسوقين على مراكز الأسواق الكبيرة، لتخزينها تحسبا لأي طارئ، إلاّ أن الكثير من الناس ينظرون إلى ذلك من زاوية أخرى، ويحذرون من الهلع، في طريقة الشراء.
وقد سيطر التسوّق المحلي بفعل انتشار فيروس كورونا المستجد المعروف علميا باسم «كوفيد – 19»، عالميا، وتنافست معظم الأسواق الكبيرة من خلال عرض منتجاتهم بطرح خصومات على منتجات معينة فقط، وذلك لتصريفها من المستودعات.
وقدرت الأسواق السعودية أرباحها في أول شهر من انتشار فيروس كورونا المستجد، بمئات الملايين من الريالات، بعدما تأثرت جميع القطاعات الاقتصادية الأخرى سلباً بفعل انتشار الفيروس عالمياً في غالبية دول العالم، ووجود حالات مصابة منه داخل المملكة.
وتؤكد مصادر أن الأسواق السعودية انتعشت من خلال المبيعات ووددّعت الركود القصري بسبب العامل النفسي على المواطنين والمقيمين معاً، بفعل موجة كورونا الجديد، مشيرة إلى أن الأسواق داخل المملكة تتوزع على جميع القطاعات الاقتصادية بنسب متفاوتة، إلا أن النسب الأكبر منها لقطاعات الطيران والترفيه والأغذية والسيارات بجانب قطاعات أخرى تحملت الكثير من التأثير، وتتوقع المصادر نفسها أن تزداد أرباح تلك الأسواق مع استمرار أزمة فيروس كورونا عالمياً.
ويؤكد عادل البلوي المدير المسؤول في أحد الأسواق التجارية أن أزمة كورونا المستجد الحالية تفوق بمراحل أزمة كورونا في نسخته السابقة، مؤكداً أن تناول الإعلام على مستوى العالم لهذه الأزمة أصاب الجميع بالخوف والتوجس من أن يصاب أو أحد أفراد أسرته بهذا الفيروس القاتل، وهو ما جعل الناس منشغلين تماماً بأخبار هذه الأزمة، وآليات تجنب الإصابة بهذا الفيروس، وكان لهذا انعكاس واضح على الأسواق المختصة ببيع مواد الغذاء والمعقمات بالرغم من تحذير الجهات الصحية في المملكة».
بدوره، يؤكد مروان عبدالله مدير مركز تجاري لبيع المواد الغذائية أن «زيادة المبيعات في المركز خلال الشهر الأول من أزمة كورونا فاق الـ60 %»، مشيراً إلى أن الأمر لا ينطبق على القطاعات الأخرى، وإنما يشمل أيضا المفروشات والموبيليا والسجاد ومحال الأجهزة المنزلية وحقائب السفر»، موضحاً «أعتقد أن حالة التوجس من كورونا هي الشغل الشاغل للناس جميعاً، وبالتالي بدأ الناس الاتجاه إلى الأسواق لشراء سلع لا يمكن تأجيلها إلى وقت آخر».
ويشير مروان أن التخفيضات نجحت في إعادة الزبائن إلى الأسواق، ويقول: «القضية الآن ليست في غلاء الأسعار، حتى نتجه إلى التخفيضات، ولكن القضية في حالة الترقب والتوجس من فيروس كورونا، وأعتقد أن انحسار هذه الموجة، وتراجع أعداد المصابين حول العالم، هو الأمر الوحيد الذي سيعيد الزبائن إلى الأسواق من جديد».
ومن جانبه، يقول المختص في الشؤون الاقتصادية فهد الشرافي إنه «أمر إيجابي المتمثل في انتعاش الأسواق السعودية في الأسابيع الماضية التي طغت فيها موضوعات فيروس كورونا». وقال: «يمكن تقييم الأرباح بمئات ملايين الريالات، خاصة إذا ما تم إدخال خسائر قطاع السفر والسياحة والترفيه بعد توقف العمرة مؤقتاً، فضلاً عن بقية الأسواق التي تتكبد خسائر فادحة اليوم بسبب عزوف المستهلكين عن ارتياد الأسواق، والتزام المنازل خوفاً من أي عارض صحي». ويرى الشرافي أن «الحل الوحيد لأزمة كورونا التي تتفاقم، أن تخرج علينا منظمة الصحة العالمية أو دولة ما، بعلاج قوي لهذا الفيروس القاتل، وأتوقع أن يتم هذا في غضون الأسبوعين المقبلين، وهذا في حد ذاته سيعالج الحالة النفسية لدى الكثير من المواطنين الخائفين من الإصابة بهذا الفيروس، عندها ستتعافى الأسواق الاقتصادية من جديد».