انهالت عروض الشراء للنفط السعودي بكثافة وبالأخص من آسيا بعد إعلان أرامكو التخفيضات الجديدة لعقود أبريل بمقدار 6 إلى 8 دولارات للبرميل مع قدرتها على التنوع في إنتاج درجات الخام حيت تشكل مصافي التكرير الآسيوية مركزا رئيسا للطلب على صادرات المملكة من النفط الخام، في وقت تدفق 71 % من إجمالي صادرات المملكة من النفط إلى آسيا في 2018، فيما أمنت مصافي النفط الخام الآسيوية وارداتها من البترول السعودي بالكامل لشهر أبريل حيث تحصلت تلك المصافي على مخصصات خام سعودية كاملة الأجل لتحميل النفط الخام السعودي لأبريل، وذلك بعد فض روسيا شراكتها في خفض الإنتاج كجزء من اتفاقية «أوبك+».
وتصدرت المملكة العربية السعودية الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك، تخفيضات الإنتاج لسنوات، واقترحت في وقت سابق في مارس تخفيضات إضافية قدرها 1.5 مليون برميل يوميًا استجابة لتقلص الطلب بسبب تفشي الفيروس التاجي، ورفضت روسيا الصفقة، مما حد بالمملكة ودول أوبك لخفض أسعار النفط الخام الخاصة بها وإزالة حدود إنتاجها ردا على ذلك. وأدى فشل الاجتماع بين أوبك وروسيا إلى صدمة في صناعة النفط، تسببت بانخفاض أسعار النفط بنسبة 10 % الجمعة، وكانت أسعار النفط عالقة بسوق هابطة منذ فترة إثر تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بانخفاض حاد في الطلب على النفط الخام.
وعلى خطى المملكة أيضاً في خفضها لأسعار النفط ببضع دولارات لشحنات أبريل، أعلنت العراق والكويت، وهما من أكبر منتجي منظمة «أوبك»، عن تقديم خصم كبير في سعر النفط، الذي يبيعانه إلى آسيا، ويأتي ذلك بعدما اتخذت السعودية إجراء مماثلا، وقد خفض العراق سعر برميل نفط «البصرة الخفيف» تسليم أبريل المقبل بمقدار 5 دولارات، وفي الوقت نفسه، تخطط الشركة العراقية لتسويق النفط «سومو» لزيادة الصادرات الشهر المقبل، وكذلك أعلنت الكويت عن خصم للمشترين في آسيا بمقدار 6 دولارات للبرميل، وهو نفس الخصم الذي قدمته السعودية للعملاء في شرق وجنوب شرق آسيا.
واتخذ الجانب السعودي خطوات خفض أسعار النفط بعد فشل دول تحالف «أوبك+» نهاية الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تمديد اتفاق خفض الإنتاج الحالي، والذي ينتهي بنهاية مارس الجاري. وفي التطورات أنه وخلال مفاوضات أوبك+ الأخيرة رفضت روسيا مقترحا بزيادة إضافية في خفض الإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2020، مما مهد من رفض جميع دول أوبك الإبقاء على طاقات الخفض السابقة قبل خروج روسيا والتي تنتهي آخر الشهر الجاري مارس.
وتحدد حكومة المملكة وفقاً لحقها وسلطتها السيادية الحد الأقصى لمستوى إنتاج النفط الخام في المملكة وتفرض على شركة أرامكو المحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة والتي تتجاوز طاقتها الإنتاجية الحالية وفقا لمتطلبات نظام المواد الهيدروكربونية، وتشير الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى أقصى عدد يمكن إنتاجه من براميل النفط الخام في اليوم الواحد على مدار عام واحد خلال أي فترة تخطيط مستقبلية، وذلك بعد أخذ جميع النفقات الرأسمالية والصيانة وعمليات الإصلاح وتكاليف التشغيل بعين الاعتبار، وبعد منح مدة ثلاثة أشهر لإجراء التعديلات التشغيلية، وبلغت الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لشركة أرامكو السعودية 12,0 مليون برميل يومياً من النفط الخام كما في 30 يونيو 2019.
وتمكن السعة الاحتياطية الناتجة عن الاحتفاظ بالطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة الشركة من زيادة إنتاجها من النفط الخام فوق مستويات الإنتاج المقررة استجابة للتغيرات في العرض والطلب العالمي على النفط بصورة سريعة، وتستخدم الشركة أيضا هذه السعة الاحتياطية كخيار بديل لتوفير الإمدادات في حالة حدوث انقطاعات مفاجئة في الإنتاج في أي حقل وللحفاظ على مستويات الإنتاج خلال الصيانة الدورية للحقول.