حينما نتحدث عن الوطن فنحن نتحدث عن أمر كبير، يكبر هذا الأمر او يصغر بقدر استشعار المتحدث عما يتحدث عنه، فقد يتحدث المتحدث بعبارات عابرة لمجرد الحديث، وقد يحتار المتحدث فيما يقول وتعجز الكلمات عن التعبير عن ما يدور في خلده وينبض به قلبه وضميره الحي من حب لهذا الوطن.
بالنسبة لي، لا أدعي أنني الوحيد الذي يعشق هذا الوطن ويتغنى بكلمات الحب والوفاء له ولولاة أمره لما اجد فيه من الخير الكثير وفي القائمين عليه من عدل وإنصاف، نستطيع ان نرى ذلك واضحا وضوح الشمس لا تخطئه عين منصف فيما يغدقه علينا هذا الوطن من خيرات وما تبذله دولتنا من جهود جبارة لصالح الفرد السعودي والمقيم على حد سواء.
اكاد لا اجد الكلمات المناسبة التي يتمناها قلبي وتتوق لها روحي، فأنا لست كغيري أرقص على صوت اي مزمار بل انتقي ما يطرب حسي الوطني قبل كل شيء دون تملق او نفاق أو محاباه.
اريد من يقرأ هذه الصفحة البيضاء في كتاب الوطن أن يشتاق بلهفة لقراءة باقي الكتاب، فما انا وكلمات هذه الصفحة التي انسجها بحبر من دمي يدفعه نبض قلبي المحب العاشق لهذا الوطن الا سطور بسيطة تكاد لا تذكر في كتاب مجد هذا الوطن المملكة العربية السعودية.
لا احتاج لمناسبة لأكتب عن حبي لوطني فالوقت كله مناسبات تحثني على الكتابة، استطيع ان اكتب ليل نهار ولكنني لن اصل لما يجعلني اكتفي من الكتابة فوقوفي عن الكتابة قد يعني وقوفي عن حب هذا الوطن لذا سأغرد باستمرار في حب وطني كما تغرد الطيور السعيدة في غابتها الغناء بالورود والزهور نشوة بما هي فيه من فرح.
الا انني هذه المرة اجد مناسبة لا يمكن تجاوزها والكتابة عنها، فهي مناسبة اخرجت الخبيث من الطيب وكشفت زيف ما يدعيه الغرب من وطنية وإنسانية، وجعلت من وطني المملكة العربية السعودية معلما يعلم العالم اجمع معنى الإنسانية وكيف تكون انسانا حقيقيا لا اسما على ورق.
العالم كله يعلن الاستسلام امام المرض الذي إجتاحه ( كورونا ) والمسئولين في تلك الدول ينقسمون بين من يقول فقدنا السيطرة ومن يقول استعدوا لفقد بعض من تحبون والبعض انهار ولم يعد قادرا على فعل شيء.
هناك دول تخلت عن مواطنيها في الدول المنكوبة وهناك دول تخلت عن اسعاف المواطن في الداخل والرد على اتصالاته المستنجدة بهم بإلزم بيتك وتدبر امرك بنفسك.
وفي الوقت نفسه السعودية تواجه حروب الأعداء على الحدود، وحروب الخونة في الداخل، ومع هذا كله تواجه الحالة بإقتدار منقطع النظير مستمدة قوتها من ربها ثم من عقيدتها وضميرها، فهاهي تجلب مواطنيها من الدول المنكوبة بالمرض وتتواصل معهم في اي مكان في العالم وتعتني بهم وتهيء لهم سبل الراحة والنجاة، لم تتخلى عن احد منهم او تستهين بأمره دون النظر لعرق او لمذهب فكلهم مواطنون.
وهاهي تدير الأزمة بإحترافية وخطوات استباقية اذهلت العالم وجعلته يرفع لها قبعة الإحترام والتقدير ويتعلم منها كيف تدار الأزمات من جميع النواحي على مستوى الفرد والعامة، من نواحي صحية وأمنية وتوفير ما يحتاجة المواطن والمقيم من مواد غذائية فاضت بها الأسواق في وقت يتقاتل فيه مواطنوا من يدعون الحرية والعدالة الاجتماعية على مناديل المؤخرة.
لقد اثبتت الأزمات اننا دائما في المقدمة بفضل من الله ومد منه وسيبقون هم في المؤخرة مع ادعائهم للتقدم، فنحن نتقدم على الجميع بالإنسانية التي نملكها وليست التي ندعيها كما يفعلون.
عاشق وطن/ سعود العتيبي
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
زائر
03/22/2020 في 9:18 م[3] رابط التعليق
مقال رائع يستحق التطبيق على ارض الواقع ويجب على كل انسان يحب الوطن ويخاف على اسرتة ان ياتزم بتعليمات وزارة الصحة لان الفايروس ليس امراً سهلاً فل يعلم الجميع بان المرض ليس له علاج وانتقال العدوى تكون في اقل من نصف ساعة حسب مناعة الجسدد
زائر
03/22/2020 في 9:31 م[3] رابط التعليق
مقال رائع يا ابا طلال
يستحق تظافر الجهود واتباع تعليمات وزارة الصحة ..
غرم الله
03/22/2020 في 9:58 م[3] رابط التعليق
هذه السعوديه العظمى
نسأل الله ان يصرف عنا الوباء
وسائر الاسقام
زائر / سعيد بن شريف
03/22/2020 في 10:08 م[3] رابط التعليق
مقال رائع ، وفيت وكفيت ، وأعطيت الوطن ما يستحقه بقلمك ، وما ذاك إلا نابع من وفائك لوطنك وحبك الحقيقي له ، دام عزك يا وطن.